قصة خيالية, نوعا ما … تقريبا …؟؟ | البارت الأخير

و هذا الخادم كان كل ما يريد

تشانيول كان مستيقظا منذ طلوع الفجر, يستند على الشرفة في غرفته, ينظر إلى الناس المسرعين في الاسفل و هم يحملون الأشرطة و الزهور و غيرها من الأشياء الخاصه بالزفاف من داخل المنزل الى الحديقه, حيث ستحدث المناسبة. رأى رئيس خدمهم يحمر غضبا عندما اصطدم به إحدى الفتيان الخدم و  اسقط جرة من المياه, تشانيول ضحك على الموقف, لأن رئيس خدمهم دائما ما كان طيب القلب و كل ما فعله للفتى هو إخباره بأن يذهب للمطبخ و يأخذ قطعة بسكويت من السيدة تشوي و يبقى هناك.

رئيس الخدم كان موضفا لدى عائلته منذ كان والده شابا صغيرا, بدأ كخادم بسيط قبل أن تتم ترقيته إلى منصبه الحالي. والد تشانيول عرض عليه أن يكون مساعده, في الحقيقه هو أخبره بأن يختار المنصب الذي يريده, لكن الرجل فضل البقاء في منزل الريف مع زوجته الحبيبه, رافضا ترك عمله كرئيس للخدم على الرغم من عدم حاجته إليه بعد الآن.

تشانيول حاول البقاء صامتا في مكان وقوفه, لكن ذلك لم يمنع الرجل من ملاحظته, رئيس الخدم رفع رأسه بإتجاه الأطول و حياه بإحترام, إبتسم له و لوح قبل أن يتحرك ليكمل عمله. تشانيول شد بقبضته على سور الشرفه …. لأن السيد بيون يشبه إبنه كثيرا.

صديقه العزيز لن يحظر الزفاف اليوم و تشانيول يشعر بالوحدة أكثر من أي وقت مضى.

سمع طرقا على باب غرفته ليترك مكانه في الشرفة و يتنهد, يبدو أن كل ما يفعله هذه الأيام هو  التنهد, مشى بإتجاه الباب ليقوم بفتحه متوقعا حضور أحد الخدم أو الأسوء _والدته_ لكنه لم يتوقع رؤية كيونغسو – و الذي يجب عليه أن يكون في الجانب الآخر من القصر – ملفوفا بالغطاء بطريقة فوضويه و لا يبدو منه شيء سوى وجهه, رأسه يتحرك يمينا و يسارا متفحصا المكان حوله.

من باب الفضول, تشانيول اخرج رأسه هو الآخر و فعل الشيء نفسه, و عندما وجد أن المكان خال أعاد نضره نحو خطيبه
“مالمشكله, كيونغسو؟؟“

“أنا, ممم, أنا أحتاج أن أتنفس؟” أجاب بيأس

تشانيول أومأ, يفهم تماما ما يقصده الأقصر.

إستطاع اخراجه من القصر بدون أن يلاحظهم أحد مستخدما أحد الممرات التي استعملها مع بيكهيون للهروب من القصر عندما كانو صغارا.

وصلا إلى المتاهة أخيرا و كيونغسو اطلق ضحكة مستمتعة بينما يحاول إلتقاط أنفاسه.

تشانيول إبتسم مشيرا لخطيبه بأن يتبعه إلى منتصف المتاهة. و بعد وقت قصير هما استطاعا الوصول ليرميا نفسيهما و يجلسا على حافة النافوره, الشمس تشرق للتو و الجو بارد بشكل لا يصدق, تشانيول إرتجف من البرد, إنه لا يرتدي شيئا سوى ملابس النوم الخفيفة, و هو قد نسي إحظار لباس آخر ليحميه من البرد, كيونغسو لاحظ ذلك و أشار له بأن يشاركه غطاءه, تشانيول قبل بعرضه و الآن هما يجلسان بقرب شديد من بعضهما, يستمتعان بالهدوء حولهما.

الجو هادئ, لطالما كان هادئا مع كيونغسو, لا ضربات قلب سريعه, لا صعوبة في التنفس, و لا وجود لتيارات كهربائية تسري عبر جسده عندما يتلامسان. ليس الأمر و كأن تشانيول يريد هذه الأشياء, فهو يحب الهدوء أيضا.

و تشانيول لاحظ أن هذه هي المرة الأولى التي يجلسان بها معا بهدوء منذ إنتهاء حفل الخطوبه. فالأسبوع الماضي كان مليئا بلقآت العمل و تحضيرات الزفاف, هو يعلم تماما لماذا أراد كيونغسو الهرب قليلا.

“كيونغسو, أريد أن أسألك سؤالا” تشانيول بدأ بخلق محاورة لتمضية الوقت “مالذي كنت تفعله هنا, في المتاهة ليلة الحفل؟“

“تلك الليله؟ .. حسنا, أنا لست من النوع الذي يحب الحفلات كثيرا, و جئت للحفل كمرافق لصديقي الذي كان مدعوا, عادة ما امضي يومي داخل المختبر مع ملاحظاتي و دفاتري, أطول علاقة حضيت بها كانت مع مجهري داخل المختبر” ضحك قليلا “أنا فقط لم أستطع إحتمال الحشد في الحفل, و اردت الخروج للحظه, لذلك أنا مشيت خارجا و بطريقة ما وجدت نفسي هنا.“

“أوه“

“ماذا؟ .. أنت حزين لأنني لم انتقل إلى هنا من مكان سحري في اللحظة ذاتها التي وصلت أنت فيها؟“

“لست كذلك,” تشانيول نفى, رغم أن حديث كيونغسو كان صحيحا بعض الشيء “لكن في تلك الليله, أ لم تشعر بحدوث شيء مختلف؟ كنوع غريب من الشعور الحماسي يخبرك أن شيئا ما سيحصل ليغير حياتك؟“

كيونغسو نفى برأسه “أعتذر تشانيول, لكني ام أشعر بأيِّ شيء, فقد كانت مثل أي ليلة عادية أخرى“

خيبة الأمل وجدت طريقها لتستقر في قلب تشانيول. أغلق عينيه و بدأ يتذكر تلك اللحظه, حينها كل شيء بداخله أخبره أن الملاك أمامه هو الشخص المقدر له. لكن الضوضاء في داخله لا تتحدث الآن. تشانيول سيتزوج كيونغسو, حب حياته و توأم روحه, ملاكه الذي سرق ذرات الهواء من روحه يوما, أ لا يجب على روحه أن تحتفل الآن؟

“لكنني سعيد أنك وجدت لي قلادتي, ضننت أنني فقدتها إلى الأبد و لن استطيع إرتداءها بعد الآن“

“أتعلم, لطالما كنت شخصا خجولا عندما أتفاعل مع الغرباء, و عندما دعاني رئيسي في العمل لحظور الحفل معه قائلا أني يجب أن اخرج و استمتع بوقتي أكثر, فكرت بأن الوقت قد حان للخروج قليلا بالفعل, لذلك أنا وافقت على طلبه“

“لكنه كان من الغريب علي حضور حفل تنكري بزي ملاك“

الأطول ضحك “لكنك كنت تبدو جميلا” جميلا جدا, لدرجة أن تشانيول وقع في الحب في اللحظة نفسها

“أنا سعيد لأنك تضن ذلك, على الأقل هناك شيء جيد حدث بعد إرتدائي لتلك الأجنحة الثقيلة طوال الليل” كيونغسو دلك كتفيه “أنا ضننت أن كتفاي قد خلعا في ذلك اليوم“

مهلا لحظه, “طوال الليله؟؟” تشانيول سأل و عقد حاجبيه, “أجنحه, يعني كـ جناحين؟؟“

“بالطبع, هل سبق و أن رأيت ملاكا بجناح واحد فقط؟؟” الأقصر ضحك “أنت لا تملك أدنى فكرة عن مدى ثقل هذه الأجنحة, بالأضافة إالى كونها صعبة الخلع, أنا اضطررت للذهاب الى المنزل و هي لا تزال معلقة على كتفي, كنت محرجا جدا ….“

و تشانيول لم يستمع للمزيد لأن الملاك الذي رآه, ملاكه المتألق, كان يملك جناحا واحدا فقط.

إنه يذكر تلك الليلة بوضوح, كيف أن ملاكه كان واقفا ينظر إلى سماء الليل و يتأمل النجوم, حاملا جناحه المكسور بين يديه. أدار رأسه ليحدق بكيونغسو بفزع … هل يعقل أن بيكهيون أخطأ؟؟ هل يعقل بأن كيونغسو ليس هو الرجل الذي رآه داخل المتاهة في الحفل؟ هل يمكن أن يكون هذا هو السبب في عدم شعوره بأي شيء غريب عندما يكون بجانبه؟؟

“تشانيول؟؟“

لكنه مالك القلاده!!

“أنت بخير؟؟“

هل يعقل أن كيونغسو و ملاكه هما شخصين مختلفين؟؟

تشانيول قفز على قدميه بفزع, مليء بالأرتباك و الحيره

“أنا وقعت في الحب بقسوة و في اللحظة نفسها التي رأيت فيها ملاكا واقفا هناك تماما” أشار إلى المكان الذي رأى فيه حب حياته “و الصورة مخزونة في ذاكرتي بوضوح جدا و لا يمكن لأحد إزالتها أبدا, بإمكاني أن أشرح لك مدى جماله و روعته في تلك اللحظة بآلاف الطرق. و كيونغسو, جناحه الأيمن كان مكسورأ … جناحه كان مكسورا و مع ذلك هو إستطاع الطيران بعيدا قبل أن أمسكه … أنا أعتذر كيونغسو, لكن ..”

“تم إلغاء الزفاف” كيونغسو اكمل عنه

لف الغطاء حول جسده بقوة أكثر “فهمت ذلك عندما بدأت تحدق بي بفزع قبل عدة ثوان, كنت أعلم بأن ما يحدث معي كان رائعا جدا ليكون حقيقيا, كيف لأمير مثلك أن يختار نكرة مثلي؟ هذا لا يحصل الا في القصص الخياليه“

تشانيول يريد أن يخبره أنه لم يقصد حدوث ذلك, كيونغسو هو من اطيب الأشخاص الذين قابلهم في حياته, لكنه لا يستطيع إكمال مراسيم الزواج معه .. و كل ما إستطاع الخروج من فمه هو “أنا آسف“

“لا داعي للإعتذار بارك تشانيول, أنا قضيت وقتا رائعا معك, منحتني شعورا جميلا و أنا كنت سعيدا جدا بإهتمامك بي, لكن لسوء حضي, أجنحتي كانت صلبه” أكمل بمزاح

“هل انت حقا لا تمانع ؟؟” تشانيول سأل, كيف يمكن لكيونغسو تقبل الأمر بهذه البساطه؟؟ “أعني, أ لا تريد قتلي او شيئا كهذا؟؟“

كيونغسو هز رأسه بعنف “بالتأكيد لا, ففي النهايه .. أضن بأن عقلي الباطن كان يتوقع حدوث ذلك“

“كيف؟؟”
“أنت لم تُقبِّلنِي و لو لمرة واحده“

هذا صحيح, كيونغسو محق, كان عليه أن ينظر لهذا كعلامة بأنه سيتزوج من الشخص الخاطئ, تشانيول لم يشعر بالرغبة في تقبيل كيونغسو أبدا, على عكس رغبته مع بيكهيون تماما.

بيكهيون, أنت هالك لا محالة

كل ما يحدث الآن هو بسبب صديقه, هو من جعله يصدق بهراء الحب و شريك الحياة, ثم كذب عليه, و جعل من تشانيول يريد تقبيله مرة بعد مرة, و أخيرا, هو تركه مع الشخص الخاطئ

بيكهيون أخفق بشكل قاتل و تشانيول يحتاج مقابلته حالا و الآن ليعطيه ما يستحق من تعنيف و توبيخ.

تشانيول يريد مقابلة صديقه الآن لأن الزواج قد ألغي, و الأطول لا يعرف لماذا يريد الركض و الصراخ كالمجنون على هذه الفكره.

تشانيول يريد أن يرى بيكهيون

و هو يحتاج رؤيته الآن

و لا يوجد لديه وقت لتضييعه

“علي الذهاب“

“عليَّ أن أجد أحدهم, حالا“

“حسنا” كيونغسو أجاب ببساطه

“شكرا لك“

“شيء واحد فقط” كيونغسو سحب تشانيول في عناق و طبع قبلة صغيرة على خده الأيسر “و الآن يمكنك الذهاب“

تشانيول ابتعد و قام بتحريك يديه بعشوائية في جميع الإتجاهات, يأمل ان كيونغسو سيتفهم وضعه “أجل, أنا سأذهب الآن, لكن الضيوف, يجب علي أن … تبا, الزفاف!!“

كيونغسو ضحك و تشانيول شعر بالراحة لرؤية لإبتسامة القلب اللطيفة ثانية

“أسرع و إذهب الآن, لا تقلق, أنا سأخبر السيدة بارك بشأن الزفاف, أضن أنها تحبني بما فيه الكفاية لألّا تغضب, لكن!! إذا ما إنفجرت عليك, لا دخل لي, حسنا؟؟“

“حسنا !!“

ثم بدأ يركض بأسرع ما لديه

“مفاتيح السياره, مفاتيح السياره” تمتم في طريقه إلى غرفته “وقميص و بنطال و اللعنه, أين وضعت مفاتيح السياره؟“

يديه ترتجف, تشانيول يشعر بالحماس, يشعر بالسعادة, يشعر بأنه يستطيع القفز من فوق السحاب, لماذا سيشعر بهذا الحماس و السعادة على فكرة توبيخ بيكهيون؟

خلال وقت قياسي, تشانيول انتهى من تغيير ثيابه, و لم يبالي لشعره الفوضوي أو للأزرار قميصه المفتوحة, و أخيرا هو وجد مفاتيح السيارة الغبية ثم إتجه نحو السُلَّم, آملا بألّا يلتقي بأحد في طريقه, و كما هو الحظ السعيد عندما تكون على عجلة من أمرك, في اللحظة التي وصل فيها لنهاية الدرج, تشانيول اصبح وجها لوجه مع آخر شخص يود مقابلته في حياته.

“مرحبا بك, قريبي” جونغ إن أشار إلى هيئته الفوضويه و علق “أنت تبدو على عجلة من أمرك اليوم“

تشانيول تجاهل تعليقه و حاول أن يتجاوز إبن خالته المزعج, لكن بالطبع, جونغ إن قرر الوقوف أمامه ليمنعه

“أوه صحيح, اليوم هو حفل زفافك, على كل عريس أن يظهر بأحسن حلّه … لا بدّ من أنها قوة الحب“

“لا أملك وقتا لهراءك جونغ إن“

تشانيول قال من بين أسنانه و يبدو منزعجا جدا

“ لماذا تبدو مستعجلا تشانيول؟؟“

“هذا ليس من شأنك, لذا تنح عن طريقي و إلا أقسم بأني سوف ..“

“لكن اليوم هو يوم ميلادك أيضا, و أنا أحظرت لك هديتك“

هناك شيء ما في صوت جونغ إن يحث الأطول على البقاء ليستمع

“أنا سأتخلى عن بيكهيون“

تشانيول أعطاه كامل تركيزه

“أنا أعترف بأني قمت بإختطافه نوعا ما بحجة لقاء عمل في دولة أجنبيه .. و كنت آمل في أن أغويه بعيدا عنك” جونغ رفع يديه بسرعة مدافعا عن نفسه “و لكن قبل أن تبدأ بضربي بالطريقة التي استطيع رؤيتها في عينيك, بيكهيون وافق على البقاء عندما وصلنا إلى هناك حتى بعدما أخبرته بعدم وجود أي لقاء .. بدا و كأنه يريد الهروب من شيء ما“

قلب تشانيول آلمه على فكرة لجوء صديقه إلى إبن خالته لأنه لا يستطيع اللجوء إليه.

“هو كان ضعيفا و أنا قمت بإستغلال ضعفه .. ليس بتلك الطريقة ايها الأخرق الطويل” دافع مجددا بعد أن لاحظ النظرات القاتلة من تشانيول للمرة الثانيه “أخبرته عن الأمور التي سيحصل عليها إذا ما إختار البقاء معي, و وعدته بضعف الراتب الذي يحصل عليه منك, لكنه رفض كل ذلك“

“أنا عاقل كفاية لأعلم أنني لن احصل عليه أبدا .. لكن يال الخساره, بعد هذه الأيام التي قضيتها معه, أنا نوعا ما أتفهم تعلقك به الى هذا الحد .. أضنني أمتلك نفس مشاعرك تجاهه“

قلب تشانيول توقف للحظة حال سماعه لما قاله أبن خالته

“أنت واقع في الحب مع بيكهيون أيضا؟“

جونغ إن نظر إليه بإستغراب

“أنا لم أقل أنني واقع في الحب معه, تشانيول, أنا أتحدث عن العمل هنا, و قلت أنني ربما أمتلك نفس مشا…“

جونغ إن توقف للحظه و ابتسامة جانبية بدأت تتكون على طرف شفتيه

“هل أنت واقع في حبه؟؟“

“إنه صديقي المفضل !!!” أجاب بعفويه

جونغ إن قلب عينيه على تشانيول الذي تصلب في مكانه على السؤال الذي طرحه إبن خالته .. هل هو واقع في حبه ؟؟

تشانيول يريد بيكهيون بقربه دائما, يريد أن يستيقظ على صوته اللحوح و على ضحكته السعيدة بطريقة مزعجة كل صباح, يريد أن يذهب إليه متى ما شاء, ليأكل المثلجات في منزله و ينام بقربه على الأرض بينما تستند أقدامهم على سطح الأريكه.

يريد أن يستيقظ في منتصف الليل على الاصوات الغريبة التي يخرجها بيكهيون في نومه ليستطيع تشانيول إسكاته بدفنه في صدره

و تشانيول يعترف, هو ما يزال يريد تقبيله, سواء كان ملاكه أم لا, تشانيول يريد تقبيل بيكهيون إلى أن .. إلى ان يكبرا معا و التجاعيد تملأ وجوههما … يريد أن ينظر إلى صديقه بعد عدة عقود من الآن, هما سيكونان أصدقاء حينها أيضا, لكن تشانيول سيناديه بخاصتي.

و هذه الكلمة الأخيره, أصابته في صميم قلبه.

تشانيول حول نظره إلى جونغ إن بأعين مدورة, كبيرة و واسعة على إكتشافه الجديد .. إكتشافه الذي ينص على إنه و بعد كل هذه الأحداث المجنونة التي مر بها, هو لم يكن شيئا سوى عملاق أحمق طويل.

“آه نعم, أني أراها الآن, لحظة المصباح المضيء“

“عليَّ الذهاب“

“هذا صحيح, و أنت يجب عليك أن تسرع لأن بيكهيون أخبرني للتو أنه يريد ترك شقته و سيخرج منها اليوم“

تشانيول لعن تحت أنفاسه و إنطلق خارجا نحو سيارته, متجاهلا جميع الأصوات التي نادته ليعود.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

بإعتباره ترك المنزل منذ ما يقارب الساعه, تشانيول يعتقد -و يتمنى- أن والدته ليست غاضبة جدا, لأنه سمع هاتفه يرن من مقعد الركاب بجانبه في السياره قبل قليل

أخذ هاتفه بعد صراع طويل مع نفسه, ثم وضع السماعات في أذنه و قام بفتح الأتصال .. مستعد للعاصفة التي ستحدث الآن

“مرحبا, أمي“

“كيونغسو أخبرني للتو أنك ألغيت الزفاف!!”

“هذا صحيح“

“و لماذا انتظرت حتى هذه اللحظة لتفعل ذلك!!!”

“شيء ما حصل و أنا ..“

“إلى أين أنت ذاهب!!!”

“إلى بيكهيون“

تشانيول لم يتوقع موجة السكون هذه, و هو ضن أن والدته قامت بإغلاق الخط في وجهه قبل أن يسمعها تقوم بتنضيف حننجرتها من الخط الآخر

“كان عليك فعل هذا منذ وقت طويل, كنت ستوفر علينا الكثير من المتاعب, أيها الطفل الغبي”

ماذا؟؟

“حسنا, قد بأمان صغيري, و لا تنسَ أن تقول مرحبا لبيكهيون بدلا عني”

المكالمة انتهمت

هكذا فقط؟؟ هذا كل ما سيحصل عليه؟؟

تشانيول ضحك على نفسه بعدم تصديق .. حتى والدته كانت تعلم بالأمر !!

“إذا لماذا بحق السماء و الأرض لم يخبرني أحدكم بذلك؟؟“

سأل بصوت عال

هل يعقل أنه كان الغبي الوحيد الذي لم يعلم بالأمر؟؟

بأمر أنه دائما ما كان و دائما سيكون واقعا بالحب مع بيكهيون.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

تشانيول لم يقصد سحق حاوية القمامة و تركها لتتعفن على الرصيف, و لكن, حسنا, كانت هناك شاحنة حاولت تجاوزه في الطريق و تشانيول إضطر لأن يزيد من سرعته ليتجاوزها و يصل إلى شقة بيكهيون قبل أن يخرج الأخير منها دون عوده, و هو عن طريق الخطأ عبر ليمشي فوق الرصيف و الحاوية صادفت أن تكون في طريقه.

الطويل لا يعرف حتى ما إذا قام بإغلاق باب السيارة عندما خرج, لكن على الأقل, هو يعلم بأن المفاتيح في جيبه.

تشانيول دخل المصعد بإرتياح ينتظر وصوله إلى الطابق المطلوب بعد أن قام بسحق الزر بعدد المرات التي ضغطه بها, طريقة أخرى ليصل إلى شقة صديقه بسرعه.

لكن وَ عندما وصل باب الشقه, جسده تجمد. لا يعرف ماذا يفعل بعد ذلك, عينيه تنتقل بين السطح الخشبي للمدخل و جرس الشقه, هل يجب عليه رن الجرس أم طرق الباب, لكن تشانيول لم يحتج الإذن لأن يدخل شقة صديقه من قبل, لأنه يعلم كلمة الدخول مذ كان في الثانويه.

تشانيول يريد أن يضرب رأسه على الحائط الصلب, لأن الأمر كان واضحا, بيكهيون يحبه منذ زمن طويل جدا, و هو آسف جدا لكونه غبيا جدا ليلاحظ ذلك.

تشانيول قرر أنه سيستعمل الجرس, لا يستطيع الدخول بدون إذن, بالإضافة الى كونه خائفا من عدم وجود أحد في الداخل الآن, ضغط زر الجرس و إنتظر.

صوت الجرس عال جدا في الممر لكنه لم يكن كافيا ليسكت الضرب العنيف داخل صدره.

أرجوك, كن في الداخل.

صوت الجررس إختفى و لم يفتح أحد الباب حتى الآن, و تشانيول شعر بقلبه يقفز الى بلعومه ليسقط و يتمرغل على الارض من شدة الفزع, عقله صرخ ب لا!! بينما يضغط على زر الجرس دون توقف.

و كان على وشك أن يحطم الحائط بقبضبته, او ربما يبكي, قبل أن يسمع صوت القفل يفتح متبوعا بصوت هادئ لطالما عشقه

“تشانيول ؟“

أنفتح الباب أخيرا, ليظهر الفتى المنتظر مع لطخة من التراب على انفه و ممسحة صغيرة بين يده الجميلة المغطاة بقفاز وردي.

تشانيول حقا اراد الإعتراف الآن, يريد أن يقول أنه آسف على كل شيء, و ربما كان سيجثي على ركبتيه طلبا للمغفرة من بيكهيون و لن يتوقف حتى يسامحه, لكن في اللحظة التي رآى فيها صديقه مجددا, عقله أخبره أن كل ذلك يستطيع الإنتظار, تشانيول سينتظر فعل ذلك حتى يصبحا كبارا و مجعدين, يستطيع الإنتظار ليفعل ذلك لأنه لم يره منذ وقت طويل, لم يكن بقربه منذ وقت طويل جدا و هو مشتاق له كثيرا. الأطول سحب صديقه ليحيطه بين ذراعيه بقوة, و قبَّلهُ.

قبَّلهُ بعمق و شوق و حب و رغبه, و عندما تذوق طعم إسمه على شفتي الأقصر, أعاد الكرة مجددا.

إبتعدا قليلا ليستعيدا ما خسراه من أنفاس في قبلتهم الحميمه, تشانيول أراح رأسه على جبين صديقه, صدره يشعر بالخفه, و روحه ليست هادئة أبدا, إنها حيَّةٌ, إنها سعيدة و تقفز, بالإضافة إلى كونها فزعة قليلا لأنه و بهذه القبله, تخلص من كل ما يؤمن به عن ملاكه و حب حياته و من إنجذابه الغريب للرقبات المكشوفه.

هو لا يهتم ما إن كان بيكهيون هو الملاك ذو الجناح المكسور أم لا, لأن تشانيول واقع في غرامه بعمق و لا يريد أيَّ أحدٍ غيره.

و كل ما عليه فعله الآن هو إقناع صديقه, الذي ينظر إليه بفزع الآن, أن عليهما أن يبقيا معا إلى الأبد أو إن تشانيول سيموت … نوعا ما.

“مالذي تفعله هنا, بارك؟؟“

تشانيول يريد أن يجيب على هذا السؤال و لكن كيف تتوقعون منه التفكير بطريقة سليمة عندما يكون بيكهيون هنا بين ذراعيه؟؟!! و الإجابة الوحيدة التي تكونت في عقله في تلك اللحظه هي

“أنا لا أهتم إن لم يناسبك الحذاء و إن لم تكن أنت هي سيندريلا, ما من قاعدة تمنع الأمير من أن يقع في حب خادمه, صحيح؟؟“

بيكهيون عبس “هل ناديتني بخادمك للتو؟؟“

“بيكهيون,” مال ليسرق قبلة أخرى “أنا أحبك“

“ماذا؟!!” توسعت عيني الأقصر في صدمه “لكن لا يمكنك, ماذا عن كيونغسو؟ و والديك؟” توسعت عينيه أكثر “يا إلهي, اليوم هو حفل زفا…“

تشانيول أخذ شفته السفلية بقبلة لعوبة و نجح في إسكاته …. لثانيتين فقط.

“والدتك ستقتلني!!“

“لا, لن تفعل, بيك..“

“ستتبرأ منك, إلهي“

“إلا إذا وافقت على الزواج بي,” تشانيول مزح معه لكنه شد بذراعيه حول صديقه, لأنه يريد ذلك بالفعل, يريد أن يقضي ما تبقى من حياته بجانب بيكهيون.

“أنا أكرهك, لماذا تفعل هذا بي؟؟” أنزل رأسه ليريحه على كتف الأصغر.

“لأنني أحبك, أ لم تكن تستمع؟؟“

“أنت لا تفكر بوضوح !!“

“إجابة خاطئه, بيك“

“ستندم على ذلك, أنا بالفعل نادم على إدخالك في قلبي” بيكهيون بكى بحزن على كتف صديقه.

“إجابة خاطئه, حاول مجددا,“

“أنا لست حب حياتك.“

تشانيول رفع رأس الأقصر من على كتفه, و شعر بحنجرته تحتقن على منظر الدموع العنيدة العالقة في عيني صديقه “لا أهتم لذلك, و الآن أجب على السؤال اللعين, بيكهيون“

و الأصغر لاحظ كيف لانت ملامح صاحبه و شعر بالدموع تتجمع في عينيه, لكن تشانيول لن يعترف أبدا بأنه يبكي.

“غبي, أنت لم تسألني شيئا.“

أجل, هذا صحيح, هو لم يسأل شيئا بعد, تشانيول حقا سعيد لأنه واقع في حب رجل ذكي.

“بيون بيكهيون, أنا أعلم بأنني صديق أحمق, لكن هل تقبل الزواج بي ؟؟“

“لا بأس“

“حقا؟؟ لا بأس“

بيكهيون أبتسم بعرضه “أجل, فقط لأنك طويل, و وسيم“

تشانيول سحب صديقه المقرب/خطيبه في عناق آخر, يحيط به بقوه

“أستطيع إحتمال ذلك, و الآن كن فتى مطيعا و اخبرني“

“أخبرك بماذا؟؟“

“بمقدار حبك لي.“

بيكهيون سحب شعر تشانيول “سأفكر في الأمر“

“حسنا إذا,” ثم فاجئ الأقصر عندما حمله فوق كتفه و أطلق ضحكة عندما سمع صرخة صديقه العاليه. “هيا إلى السرير.“

“ماذا؟!“

تشانيول إتخذ طريقه نحو غرفة النوم الخاصة ببيكهيون, متجاهلا صراخ الفتى المتكرر ب “أنزلني !!“

الأصغر أنزله أخيرا على السرير قبل أن يقفز فوقه ليعتليه

“لن أتوقف أبدا حتى تخبرني,” همس في أذن الأقصر “أخبرني, بيكي“

تشانيول ضغط بشفتيه على البشرة الناعمه, يكرر طلبه كلَّما إلتقت شفتيه بالسطح الناعم للبشرة التي طالما أحبها, و كلُّ ما إستطاع بيكهيون فعله هو أن يإن بإسم الأطول مرة بعد مرة.

تشانيول تحسس الزوايا الحادة لخصره, يترك علامات الحب بينما يحاول تذكر التفاصيل الدقيقة لجسد لطالما عشقه.

“أخبرني” طلب مجددا بينما يتحرك برغبة في داخله, لتلتف أطراف بيكهيون حول الأطول, يقربه إليه أكثر و يدمج جسديهما معا “هيا, بيكهيون, قُلها“

و في النهايه, وضع بيكهيون باطن يديه على الخد المحمر للأطول, و لكن الذي خرج من شفتيه لم يكن ما توقعه تشانيول أبدا

“أنا آسف على كل ما فعلته,” إرتفع قليلا ليطبع قبلة على شفتيه “و شكرا لأنك لا زلت تضن أنني أستحق البقاء معك“

رفع جسده أكثر ليأخذ كامل من يحب في داخله, يعطيه نفسه و كل ما يملك

“أحبك, بارك.“

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

 تشانيول تثاءب بينما مدد جسده فوق سرير عشيقه الكبير. و هو متأكد جدا من أنه كان يحلم حلما رائعا في نومه مساء أمس, كيف ستفسرون سبب الأبتسامة العريضة التي تأبى مغادرة شفتيه إذا ؟؟

أو ربما هذا لأنه مع بيكهيون ؟؟

تشانيول فكر أنه يكره الإستيقاظ مبكرا, لكن أن يستيقظ على صوت محبوبه و هو يغني بأعلى صوته داخل الحمام أثناء إستحمامه شيء جميل بعض الشيء.

الأكبر في المطبخ, يفتعل الضوضاء بينما يحاول صنع الفطور بيديه, هو أنتهى من حزم أمتعته في الامس و كان من المقرر له أن يغادر شقته ليذهب الى مدينة أخرى بعد يومين من الآن, و ليس في الأمس كما قال جونغ إن..

ثق بإبن خالتك لإفتعال المشاكل, تشانيول فكر بإنزعاج.

السرير مريح جدا, لكن هذا أول يوم لهما كثنائي رسمي, و تشانيول لا يريد تفويت فرصة قضاءه مع بيكهيون. جلس على السرير ليجد نفسه عار تماما, و إبتسامة حمقاء إنتشرت على وجهه حين تذكر السبب, هما قضيا ليلة الأمس يعبثان معا ليسقطا في الحب أكثر, و تشانيول يتمنى أن يعيد الكرة قريبا جدا اليوم, ربما بعد الفطور مثلا.

لكنه لن يحصل على شيء ما لم ينهض من السرير الآن.

 هو وقف ليبدأ بالبحث عن شيء ما ليرتديه, و لم يجد شيئا على الأرض أو في مجال رؤيته, لا بد من أن عشيقه الكفوء سبق و أن رمى ثيابه في سلة الغسيل. لذلك هو تحرك نحو الخزانه ليستعير بنطالا او أي شيء ليرتديه. و عند وصوله هو إنحنى ليبدأ بالبحث بين ثياب الأقصر و لم يتفاجئ عندما وجد أن جميع ثيابه قصيرة عليه, لكن على الأقل هو إستطاع إيجاد بنطال عريض بما يكفي لأن يناسبه.

و لسوء حظه, رأسه أصطدم بالرف العلوي للخزانه لأنه نسي أن ينحني قبل خروجه.

أنزل رأسه ليخرج بينما يمسد على مكان الضربه في رأسه لكن كان هناك شيء غريب أثار إنتباهه, قطع بيضاء ناعمة تطوف حوله في الهواء.

بفضول, هو طرق على الرف العلوي بقبضته ليُسقط المزيد من هذه القطع, أمسك أحدها بيديه ليتفحصها عن قرب “ما هذا, ريش؟؟“

رفع ذراعه ليسحب شيئا ابيض من الرف و عندما حصل عليه, فكه سقط من المفاجئه.

إنها أجنحة ملاك,

و أحدها مكسور.

“صباح الخير, الطعام جاهز!!, آه, لماذا تبدو مصدوما؟“

تشانيول إستدار ليرى بيكهيون واقفا عند مدخل الغرفه. و شاهد ملامح التفاجئ تُرسم على وجه حبيبه حال رؤيته لما يحمل تشانيول بين يديه. ضوء الشمس القادم من النافذة يزيد من حدة ملامح بيكهيون, و تشانيول يصدق الآن أن ملاكه لا يحتاج ضوء القمر ليبدوا رائع الجمال.

“أ تعلم, أذكر أنني رأيت إسم ميكي ماوس في قائمة المدعوين ذات مره“

بيكهيون إبتسم بخجل و تحرك ليبتعد عن الباب ببطئ “هذه كانت فكرة والدتك, حسنا؟ أنها تعلم أنك لن تستطيع النجاة بدوني“

“صحيح جدا” أجاب ليلحلق بالفتى بخطىً بطيئة أيضا “لكنك لا تعلم مقدار المشاكل التي إفتعلتها بفعلك هذا و ..“

لكنه قطع نفسه, لأن هذا صحيح, بيكهيون لا يعلم أنه هو الملاك الذي رآه تشانيول في تلك الليله. محبوبه لا زال يضن أن كيونغسو هو الشريك المقدر له. و فجأة, ضحكة مستمتعة خرجت من فم الأطول “هذا لا يُصدَّق“

“ما هو؟“

“لا شيء” إبتسامة خبيثة إتخذت طريقها الى وجهه “أنا سأعطيك ثلاث ثوان لتهرب, لأنني ما إن أُمسك بك, أمرك سيكون قد إنتهى“

بيكهيون هرب قبل أن يكمل الأطول تهديده, تشانيول ضحك على فعله هذا بينما يعيد الأجنحة الى مكانها في الخزانه, لتعود إليه ذكرى بسيطة عن بيكهيون خلال حفل خطوبته

“… حتى و أن كان مستحيلا, أريدك أن تلحق بي عندما أهرب“

تشانيول سيفعل, هو سيلحق به إلى نهاية العالم إذا تطلب الأمر.

… النهايه …

_____________________

|

|

|

|

و عاشو عيشه سعيدة, آه .. مشاعر :’)

أعتذر عن التأخير الحاصل غصبا عني, صار عندي مشاكل بالأنترنيت أمس و ما قدرت أحدِّث

القصة اللطيفة إنتهت , شكرا لكل من تابعني هنا و أتمنى تراقبون باقي أعمالي و اتمنى تنال رضاكم مثل هذه الحكاية اللطيفة 
(مع أن اني أشك لأن ماكو قصة لطيفة مثلها :’))

إستغربت جدا من ردة فعلكم على كيونغي بالبارت السابق, حقا .. ليش كرهتوه الولد طيوب ما كان عليه الخطأ, تحيلوا أنت فد يوم إجاكم أمير و كاللكم أني حبيتكم من أول نظره, و انتو مجنتو مشهورين أو واقعين بالحب, و أنما مجرد ناس عاديين عايشين حياتهم و يشتغلون, راح ترفضون .. أكيد لا, خاصة إذا كان الأمير مثل تشانيول, تبئي عبيطة لو رفضتيه  XD

أذكر أن الكاتبة وعدت بجزء ثاني للأشخاص المضلومين بنهاية هذي القصة حتى تكتبلهم نهاية سعيدة خاصة إلهم, و اتمنى أن توفي بوعدها لأن فعلا أكو لطفاء يحتاجون نهاية سعيدة .. أحم.. كيونغسو.. أحم .. لكنها متوقفة عن الكتابة من سنه و دتعاني من العجز الكتابي المسكينه :’)

و بعد شغلة

هذا هو شكل تشانيول من إكتشف مشاعرة, ركزولي على المصباح فوك رأسه XD

تفسر قصد جونغ إن بلحظة المصباح المضيء, جملته ضحكتني جدا و ما حبيت أحذفها حتى إن تطلب الأمر مني أن أرتب صوره حتى تفهمون :’)

إلي يحب يجي يطلسم و يفرغ مشاعرة عن القصة أني موجودة آسك ^^ 3:

شكرا لكم مجددا و ترقبوا جديدي, إلى اللقاء في أعمال أخرى لطيفاتي

_________________