توقف عن اللحاق بي !!! | البارت الأول

اللقاء الأول
المغني الشاب و المصور الصغير

الرابع عشر من فبراير .. العاشرة صباحا

“سيد بارك. كيف لك أن تصف لنا شعبيتك ؟؟“

“سيد بارك, هل لديك شيء لتقوله لمعجبيك ؟؟“

“سيد بارك, هل لك أن تخبرنا كيف كان شعورك عند ظهورك لأول مرة على شاشات التلفاز ؟؟“

“سيد بارك, سمعت بأنك و ساندرا بارك ..“

“سيد بارك, هناك إشاعات تقول بأنك تتعاطى المخدرات ..“

“سيد بارك, احد المعجبين رآك تدخِّن قبل بضعة أيام ..“

“سيد بارك ..“

“سيد بارك ..“

الصحفيون … الصحفيون المزعجون و مصوري الفضائح في كل مكان ..
هذه هي المشاكل التي يجب على بارك تشانيول, أحد أشهر المغنين و مقدمين العروض في كوريا و ربما شرق آسيا كلِّه, أن يتعامل معها يوميا و في كل مرَّة يقرر بها الخروج من منزله أو النزول من سيارته ..

في بادئ الأمر الإجابة على أسئلتهم كانت أمرا محببا, و بارك تشانيول كان سيجيب على هذه الأسئلة بكل رحابة صدر و إبتسامة جميلة … لكن لاحقا, الوضع إزداد سوءا و سرعان ما إكتشف أن إجاباته لا تعني شيئا

“سيد بارك ..“

“سيد بارك ..“

كلك, كلك, كلك, كلك, كلك
كلك, كلك, كلك, كلك, كلك, كلك ,كلك

إلهي, ما هذا الإزعاج !!!.

.

.

.

.

.

.

.

تشانيول كان جاسا في أحد المقاهي القديمة, و التي لا يزورها سوى الأجداد الكبار في السن, مع نظارات شمسية سوداء قاتمه, و صحيفة كبيرة جدا لتخفي وجهه عن المارة .. الأطول حاول إرخاء كتفيه بقدر ما يستطيع لغرض أن يبدو كجدٍّ عجوز جالس مع باقي الأجداد ليستمتع بقهوة الصباح .. هذا كلُّه في سبيل أن يخفي هويته عن الجميع …

جدَّاه إقترحا عليه هذا المقهى, على ما يبدو .. هذا هو المقهى الذي إلتقى به جدُّه بجدَّته عندما كان يعمل كنادل في شبابه ليحصل على المال الكافي لدفع أقساط دراسته الجامعية .. و جدَّته كانت مجرَّد فتاة عادية من عائلة غنية, جائت إلى هذا المقهى بالذات لتهرب من إزعاجات والديها بشأن إختيار جامعة مناسبة … يبلغ عمر هذا المقهى أكثر من خمسين سنة, و لأنه قديم, فقط كبار السن يقضون وقتهم فيه .. و هنا تشانيول يستطيع التصرف براحة و كما يشاء, لأنه يعلم بأن هذا هو المكان الوحيد الذي يستطيع الجلوس به و يتصرف كإنسان طبيعي بدون أن يكشف هويته أحد ..

عيناه جالت على صفحات الصحيفة, هدفه الوحيد هو قضاء بعض الوقت بهدوء, لكن أحد العناوين الرئيسية أثار إنتباهه,

هناك, و في منتصف الصفحة, في قسم المشاهير و الفضائح, توجد صورة له و هو يرتدي زيَّ المطار للأسبوع الماضي و عنوان بالخط العريض ’فضيحة بارك تشانيول مع ساندرا بارك .. هل يتواعدان ؟؟’

تشانيول بدا مصدوما للحظة, لكن كان يجب عليه توقُّع ذلك .. تجاوزَ صدمته بسرعة و بدأ بقراءة المقال متسائلا عن الذي ينويه مصوِّري الفضائح الحمقى هذه المرَّة

“تمت رؤية بارك تشانيول بواسطة أحد معجبيه مع دارا من فرقة 2ne1 قبل ليلتين من الآن, في إحدى الحدائق العائلية في سيئول, ستشاهدون تحت بعض الصور الملتقطة بواسطة هذه المعجبة !! هل يعقل بأن هذين الباركين يتواعدان ؟؟ نحن سننتظر أقوالهما الفعلية, إنتظرونا للحصول على كلِّ جديد ..“

و عندما نظر تشانيول على هذه الصور المزعومة, أخرج ضحكة ساخرة .. و هذه الضحكة كانت عالية بعض الشيء ..

بوجه محمر, الأطول رفع رأسه من فوق الصحيفة ليرى عددا من الأجداد يحدِّقون به بنظرات غريبة, أضهر لهم إبتسامته الحمقاء (و التي توقف عن إضهارها لأي أحد منذ أن أصبح مشهورا) ليخفي حرجه ثم دفن رأسه داخل الصحيفة مجددا ..

هذه الصور معتمة و غير واضحة بالمرة, ليست بدقَّة عالية أبدا, إنها ليست متوسطة الدقة حتى .. و الدقَّة المتوسطة ليست واضحة !!, لكن رغبته في السخرية إزدادت أكثر عندما نظر إلى الصورة مجددا ..

وجه ساندرا بارك كان واضحا جدا, و بإمكانك رؤية ملامحها بسهولة, أما بالنسبة للرجل الذي يقف امامها, فهو مختبئ تماما خلف الضلال, لكن تشانيول يعترف بأنه بطوله تقريبا ..

تشانيول ضحك مجددا .. و هذه المرة حاول جعلها شريرة بقدر ما يستطيع .. لأن بارك تشانيول, المغني ذو  الإثنين و عشرين ربيعا, ليس مهتما بالحب أبدا و لا يرغب بالإرتباط بأحد في سنه الصغير هذا. و بالتأكيد لا يفكِّر بالإرتباط بإمرأة تكبره بثمان سنين,

إضافة لذلك, في بداية مرحلته الفنية قبل بضع سنوات, تشانيول كان مرتبكا جدَّا و عن طريق الخطأ إبتسم إبتسامته الحمقاء العريضة المحرَّمة أمام شاشات التلفاز, تلك الإبتسامة التي تجعل من عينيه ترتعش و من فمه العملاق يحتل معضم وجهه … و إحزروا مَن جعل مِن ثقته بنفسه تغوص في قاع المحيط الأزرق الكبير … لا أحد سوى محبوبته من فرقته المفضله 2ne1.

“بارك تشانيول لن يكون أكثر من أخ أصغر بالنسبة لي ..” أجل, هذا ما قالته في تلك الليلة المشؤومة قبل سنتين, ثلاثة أشهر و أربعة أيام من الآن عندما كانت في برنامج حواري مع ريوووك “و هناك أيضا ذاك التعبير الذي يتكوَّن على وجهه عندما يبتسم .. و هو فقط ..” رسمت إبتسامة غريبة على وجهها و جميع من في المحطة سقط ضاحكا على الأرض. و الضحك إستمر لفترة طويلة ..

تشانيول لم يضهر هذه الإبتسامة أبدا بعدها .. ليس و كأنه يرسم هذا التعبير على وجهه متعمدا …. اللعنه !! لا أحد كامل في هذه الحياة, و الجميع يملك عيبا واحدا على الأقل !!

إضافة لذلك, شعبية بارك تشانيول تجاوزت شعبية دارا بمراحل منذ ظهوره إلى الآن, و لا أحد يجرؤ على المقارنة ! و حتى لو أرادت الآنسة دارا قطعة من جسده الثمين, فهي لن تحصل عليها إلا على جثته !!

المغني الشاب كان غارقا تماما في ذكرياته السيئة عن محبوبته السابقة, و عدد المرات التي قامت بها بتحطيم قلبه و لم ينتبه إلى أنه أنزل الصحيفة قليلا ليصبح وجهه الآن واضحا للعامة, و كان مشغولا بتذكُّر ساندارا بارك التي قامت بتحطيم ثقته بنفسه ليس لمرة واحدة فقط, و لا لمرتين .. بل لأكثر من ثلاث مرات لعينه, و لم يشعر بالشخص الذي جلس على الكرسي المقابل له و كأنه أكثر شيء طبيعي على وجه الأرض.

“بارك تشاندارا في مؤخرتي …“

تمتم في نفسه قبل أن يضع رجلا فوق الأخرى, و كان على وشك أن يقلب الصفحة حتى سمع الصوت المألوف المزعج

كلك, كلك, كلك

رفع رأسه بهدوء و بطئ, كالشخص الذي يحاول الهروب من واقعه المأساوي, نظاراته الشمسية تزحلقت على أنفه قليلا, و شعر بقلبه يتوقف عندما رأى ما الذي كان أمامه,

أو بالأحرى, من الذي كان أمامه ..

فتى ضئيل الهيئة, بشعر بني كثيف ناعم لطيف, و كاميرا حديثة تغطي نصف وجهه. المزيد من أصوات إلتقاط الصور وصلت إلى أذن تشانيول مما جعله يتسائل كيف للأجداد في المكان أن يتجاهلوا هذه الضوضاء التي يفتعلها هذا الصبي هنا ؟!! هذا منافٍ للقانون !! لا يجوز لأي أحد أن يلتقط صورا لأحد آخر بدون أن يأخذ الإذن من هذا الآخر أولا !! هذا قطعا لا يجوز !!

“اللعنة !! مالذي تفعله هنا ؟؟“

الطويل همس بغضب قبل أن ينتبه على ما قاله ليغطي فمه بيديه بسرعة … كيف له أن يلعن  أمام الشخص الذي يستطيع تدمير حياته المهنية بإشاعة واحدة, و حركة يديه تسببت بإنزلاق نظاراته من على أنفه لتجعله يحرِّك يديه ليمسكها بفوضوية تسببت بإنقلاب الصحيفة على كوب القهوة لذلك حرك يده بسرعة ليمسكها لكنها وصلت إلى القهوة قبل أن يستطيع إمساكها … و نظاراته الشمسيه سقطت على الأرض محدثة صوتا خفيفا ..
هذا رائع, تشانيول يستطيع تخيل الخبر الذي سينشر في صحيفة الغد ’بارك تشانيول الغني عن التعريف كشف عن جانبه الأخرق للكاميرات اليوم !!’ .. المزيد من الصمت يغلِّف المكان ما عدا الصوت المنتظم كلك, كلك, كلك, للكاميرا

“اللعنه, توقف عن ذلك ..” اللعنه, تشانيول لعن مجددا. اللعنه, توقف عن اللعن أيها الأخرق اللعين !!

كلك, كلك, كلك,

“أرجوك .. أرجوك توقف” قال بصوت هادئ, و حافظ على ملامح وجهه الباردة التي دائما ما يريها للصحافة “سأعطيك المبلغ الذي تريده, فقط توقف عن إلتقاط الصور و أتركني لأستمتع بوقت هادئ قليلا .. سمِّ  المبلغ و أنا سأعطيك ..“

يد الفتى توقفت ثم أنزل الكاميرا بعيدا عن وجهه, ليستقبل تشانيول الوجه الصافي اللطيف للفتى الذي يملك عينين باسمتين صغيرتين و أنف لطيف و شفتين نحيلتين مرتفعتين قليلا لترسم إبتسامة صغيرة,

كيف يمكن لفتى صغير كهذا أن يبتزَّه بهذا الشكل ؟؟

لكن مجددا, كيف سمح لنفسه بأن يتم إبتزازه من قِبَل طفل صغير ؟؟ كان يجب عليه أن يكون أكثر حذرا, اللعنه !

تنهَّد بداخله قبل أن يخرج دفتر الصكوك من جيبه مع القلم, و قبل أن يستطيع كتابة أيِّ شيء, سمع الفتى يتحدَّث

“تظاهر و كأنني لست موجودا هنا أمامك و  إستمر بفعل ما كنت تفعله قبل قليل” ثم إلتقط الكاميرة و وضعها امام عينيه مجددا ليبدأ بإلتقاط المزيد من الصور ..

تشانيول أطلق تنهيدة متعبة ثم وضع دفتر صكوكه على الطاولة امامه

“أ لم تستمع لما قلته قبل قليل ؟؟” همس بغضب, لكنه حاول المحافظة على هدوء أعصابه أكثر “فقط أعطني رقما و أنا سأعطيك كلَّ ما تريد ..” الفتى أنزل الكاميرة مجددا و حدَّق به بنظرة تقول ’أنت رجل غريب الأطوار حقا’.

“حسنا .. رقمي المفضَّل هو ثمانية و أربعين” و حمل الكاميرة امام عينيه مجددا,

تشانيول حاول التحكم بأعصابه لألا تنفجر و قام بالشدِّ على أسنانه بغضب تحت وجهه الخالي من التعابير, إلتقط دفتر الصكوك و كتب ثمانية و أربعين مليون وون قبل أن يمزق الورقة من الدفتر ليعطيها لمصوِّر الفضائح أمامه.

الفتى أبعد الكاميرة عن عينيه مجددا و علامات الحيرة كانت تحوم حول رأسه عندما إلتقط الورقة بيده,

“الآن, أرجوك دعني و شأني, إحذف جميع الصور التي إلتقطتها و لا تعد إلى هنا مجددا, و لا تُرِني وجهك بعد الآن ..“

الفتى حمل الورقة أمام وجهه يتفحصها بدقَّه, هذا ما يفعله جميع مصوِّري الفضائح, يريدون التأكد من وجود المال حقَّا, يالهم من مخادعين محبين للنقود,

لكن و قبل أن تكتمل الفكرة داخل رأس تشانيول, الفتى وضع البطاقة على الطاولة بقوة و اعادها إليه,

“أنا لا احتاج نقودك ..” صرَّح ثم عاد ليجلس على مقعده بهدوء,

تشانيول إلتقط الورقة و أعادها إلى جيبه, تنهَّد بعد أن إكتشف مدا غبائه, بالطبع, الأطفال لا يريدون النقود .. مالذي سيفعلونه بالنقود ؟؟

“إذا مالذي تريده ؟؟ .. ألعاب ؟؟, أجهزة إلكتروية ؟؟“

الفتى أمامه شعر بالإهانه “كم هو عمري برأيك ؟؟“

تشانيول رفع أكتافه بعدم إهتمام,و شعر بأن صبره بدأ ينفذ “لا أعلم, ستة عشرة عاما ربما ؟؟ .. ربما عمر الستة عشرة كبير جدا على الألعاب, لذلك أخبرني مالذي تريده, و لا تتوقع مني ان أعرف ما هو لانني لم أكن في السادسة عشرة منذ ست سنوات.. “

“كذلك أنا .. !!” و فك تشانيول سقط من المفاجئة “في الحقيقة و الواقع سيد تشانيول, أنا أكبرك بستة أشهر !!“

ماذااا ؟؟!!!!!!!!!!

“هذا هراء,” قال ثم غطى فمه بيديه بسرعة عندما إنتبه على ما قاله, اللعنه !! هو قد شتم بصوت عالي مجددا .. بيكهيون فقط رفع كاميرته مجددا و بدأ بإلتقاط الصور, كلك, كلك, كلك,

“هلَّا توقفت عن ذلك ؟!” تشانيول صرخ بحاجبين معقودين و عينيه إتسعت عندما لاحظ بأن بروده قد ذهب .. و على ما يبدوا, هذا كان محفِّزا اكبر للفتى الذي إستمر بإلتقاط المزيد من الصور .. و بعد مدَّة, هو قرر التوقف أخيرا

تنهَّد و أنزل الكاميرا ليضعها على الطاولة “حسنا .. كما تريد ..” تمتم بكتفين منحدرين “لم أكن أعلم بأنك مزاجي إلى هذا الحد“

و فقط عندما ظن تشانيول بأنه سيحظى بوقته السعيد مجددا, أشرق الفتى كطفل في عيد الميلاد و نظر إليه بأعين لامعة ملئية بالحياة,

“لنجرب شيئا آخر إذا ؟؟” إبتسم الفتى ليجعل من تشانيول يتسائل ما إن كان يكبره في السن فعلا “بما أنك معروف لدى الجميع, سيد تشانيول و ها أنا أتحدث معك بدون أن تعرف من أكون لا بد من أن ذلك كان مخيفا بالنسبة لك, لذلك سأبدأ بالتعريف عن نفسي.“

“آه .. أنا حقا لا أريد أن ..“

“أسمي هو بيون بيكهيون, تخرَّجت حديثا بشهادة بكلوريوس للتصوير, و الآن أنا أدرس الصحافة, و حاليا أحاول أن أتدرب معك ..” أخذ نفسا “.. سأدخل الثالثة و العشرين من عمري بعد بضعة أشهر و لدي عمل في أحد المجلات, و أنت هو الشخص الأول الذي سأجري مقابلة معه ..” أوه لا ..

“أنا حقا لا أهتم بـ ..“

“و الآن بعد أن تعارفنا سيد تشانيول, و بما أنك شخص لا يحب الكاميرا, سأبدأ بطرح بعض الأسئلة عليك !!” الفتى قال بإبتسامة متحمسة و تشانيول يعلم بأن هذا الفتى يحاول أن يخدعه بنظراته البريئة ليخفي حقيقته الخبيثة كمصوِّر للفضائح .. تشانيول فقط يعلم ..

“لا, أنا لا أواعد ساندرا بارك !!” همس بغضب مجددا, إنه فقط يريد التخلص من هذه الإشاعات الحمقاء التي جائت من حيث لا يعلم ” لا أتعاطى المخدَّرات و لا أشرب السجائر .. اللعنه, أنا لا أملك الوقت لأفكر بشربها حتى” و عندما إنتهى, أيقن بأنه قد لعن .. مجددا ..

وضيفته ستتجه للقاع, هو فقط يعلم ذلك ..

بيكهيون بقي صامتا و أمال رأسه إلى الجانب قليلا, عيناه ترمشان بحيرة بينما يحدِّق بتشانيول بغرابة
“هذه الأسئلة ممله, أريد أن أطرح عليك أسئلة أكثر إثارة ..“
“لنبدأ بسؤال بسيط أولا ..” أبعد عينيه عن المغني ليحدِّق بكتاب يمسكه بين يديه.

تشانيول حدَّق ببلاهة .. اللعنه, مالذي يمكن أن يكون أكثر إثارة من هذه الأسئلة ..

“إذا, ايهما تفضِّل أكثر .. القطط ام الكلاب ؟؟” تشانيول عرف ذلك, عرف أن بيكهيون سيسأل سؤال كـ ..

مهلا لحظة, ماذا ؟؟

“قـ قـ قـ طط أم كلاب ؟؟” أعاد السؤال بحماقة, و بيكيهون قلب عينيه بإنزعاج

“بالنسبة لشخص مشهور, أنت تبدوا غير مستعد أبدا ..” تشانيول فرقع لسانه على الإهانة غير المتوقعه
“هيا, بسرعة .. القطط أم الكلاب ؟؟!” تشانيول بدأ يفكِّر بالإجابه, حقا, متى كانت آخر مرَّة سأله أحد هذا السؤال ؟؟

“كـ كلاب ؟؟“

تعابير بيكهيون غير المهتمة سابقا إنقلبت إلى إبتسامة تشجيعية لطيفة قبل أن يأخذ دفتر ملاحظاته ليُسجِّل الإجابة “و أنا أيضا !! .. إذا, متى كانت آخر مرَّة إستمعت بها إلى الموسيقى الصينية ؟؟“

“ماذا بحق الـ ..“

“فقط أجب على السؤال ! لا أملك الكثير من الوقت !“

“أنا .. آه ..” ماذا ؟مهلا مهلا لحظة, تشانيول لا يستمع إلى الموسيقى الصينيه أساسا, أ ليس كذلك ؟؟ .. إنه لا يعرف حتى هذا .. اللعنة على .. !!,

بيكهيون تنهَّد بقلَّة صبر و تشانيول شعر بالإهانه .. يا رجل, من المفترض أن تكون مصوِّر فضائح محترف .. توقف عن النظر إلي و كأنك تتفضَّل علي بشيء جيِّد,

“أوه أسرع ! هيا ! ..” الفتى تنهَّد مجددا و تشانيول يريد ان يفعل أيَّ شيء ليمحي هذه التنهيدة من ذاكرته ..

“أنا لا أعلم, حسنا ؟؟ إسألني شيئا آخر ! ..“

بيكهيون تنهَّد مجددا و قام بالخربشة على دفتره قبل أن يقلب الصفحة بإنزعاج

“هل سبق و إن قبَّلت جدَّتك على خدِّها الأيسر ؟؟” سأل و رفع رأسه لينظر إلى تشانيول “أنت تمتلك جدَّة, أ ليس كذلك ؟؟“

“بالطبع امتلك ..” قال بصوت عالي و رأى الفتى امامه يجفل قليلا على صراخه المفاجئ قبل أن ينزل رأسه ليخربش المزيد على دفتره .. “أجل لديَّ جدَّة, إثنتين في الواقع .. الجميع لديه جدَّتان“

“أجل أجل سمعتك في المرَّة الأولى ..” لوَّح بيده أمام وجه المغني ليسكته و تشانيول حدَّق به بصدمه .. لا أحد عامله بهذه الطريقة من قبل !! ما هذه الوقاحة ؟؟!, لكن, لنعد إلى السؤال مجددا, هل سبق و أن قبَّل جدَّته على خدِّها الأيسر ؟؟ ..

مهلا .. هل سبق و أن قبَّل جدَّته أصلا ؟؟

تشانيول جلس بهدوء في مكانه, يفكِّر في اعماق عقله كما لم يفعل من قبل, و قبل أن يتمكن من إيجاد جواب مناسب بيكهيون تنهَّد مجددا ..

“أنت أبطأ شخص أجريت مقابلة معه ..“
“أنا الوحيد الذي أجريت مقابلة معه !!“

“و إن يكن .. أنت غبي جدا – لم أكن أعلم بأن المشاهير سيكونون بهذا الغباء –” تمتم بالجزء الأكبر  مع نفسه, لكن تشانيول سمع كلَّ كلمة صغيرة لعينة خرجت من فمه “إذا لنغيِّر قواعد اللعب .. سأعطيك شيئان و أنت أخبرني أيهما تفضِّل, جيِّد ؟؟“

“لا, أنا ..“

“إذا, الجوارب أم أقدام عارية ؟؟“

“ما نوع هذ ..“

“جوارب أم أقدام عارية ؟؟” أعاد السؤال بقلَّة صبر

“.. أقدام عارية“

“.. هذا مضحك, لأنني أفضِّل الجوارب“ حسنا, لا يجب على الجميع أن يتفق معك ..

“حبيبة طويلة ام قصيرة ؟؟“

“لن أجيب عن أسئلة الحب ..“

“طويلة أم قصيرة ؟؟!!” هناك شيء ما في نبرة بيكهيون لا يستطيع تشانيول رفضها. و حقا, هو لا يعلم ما إن كان يريد صديقة طويلة أم قصيرة (أنه لا يميل إلى أيِّ جنس الآن .. أ لا يستطيع أحد فهم ذلك ؟؟!!) لكنه نظر إلى بيكهيون أمامه, جسده الضئيل يجعله يبدو صغيرا, و هو لم يستطع منع نفسه من التمتمة بـ “صغير“

“هل بصقت على الأرض من قبل ؟؟” تشانيول ضن بأنه لم يسمع ذلك جيدا ..

“ماذا ؟“

“أنت تعلم .. عندما تكون لديك كتلة دبقة عالقة في حنجرتك و أنت إحتجت لأن تبصقها في مكان ما ؟” بيكهيون فصَّل كل كلمة على حدا بصوت واضح و ببطئ شديد و كأنه يتعامل مع طفل صغير, لكن تشانيول قرَّر تجاهل ذلك.
و وجهه إحمرَّ عندما تذكَّر تلك المرَّة التي رأى بها جدَّه يبصق شيئا ما على الأرض و هو أراد تقليد فعله ..

“هذا غبي ! من المستحيل أن ..“
مالذي يريده هذا الفتى ؟؟ أن يدمِّر حياته المهنية ؟؟ لكنه لم يستطع إنهاء جملته حتى قبل ان ينقلب لون وجهه للأحمر مجددا, لأن بارك تشانيول فاشل في الكذب ..

“كاذب !!” بيكهيون صرَّح بصوت عالي قبل أن يكتب شيئا على دفتره .. و تشانيول شعر بوجهه يتَّخذ طريقا أكثر إحمرارا إذا كان الأمر ممكنا .. هل هو فاشل إلى ذلك الحد ؟؟

“مالذي تكتبه بحق الجحيم ؟؟” همس, و اللعنه هو حقا عليه التوقف عن اللعن .. لكن هذا الفتى يختبر حدود صبره فقط !!

“إجاباتك بالطبع ..” أجاب بإبتسامة .. و هنا تشانيول تذكَّر بأنه لا يجب عليه إجابة المراسلين !, مصوري الفضائح ! أو حتى الصحفيين ! .. و كان على وشك أن يضرب هذا الصحفي المزعج بعيدا عن حياته إلى الأبد, لكن هاتفه رن و منعه ..

“مرحبا ؟؟“

“تشانيول أين أنت ؟؟“

“مكان لا تحتاج لأن تعرفه, مالأمر ؟؟” نظر بحذر إلى بيكهيون الذي كان يبادله نظرات حليمة و متشوِّقه ..

“أريد أ اتناقش معك بشأن جدول أعمالك قبل أن تغادر لعطلتك في عطلة رأس السنة القمرية, سأخبر أحدا ليأتي و يأخذك .. لذا أرسل لي مكانك. و تعال إلى هنا بسرعه ..“ ثم أنهى جونميون, مدير أعماله, الإتصال ..

تشانيول بدأ بطباعة شيئ ما على هاتفه, ثم قام بجمع أغراضه و وضعها داخل جيبه قبل أن يقف ليخرج

“أوووه .. إلى أين أنت ذاهب ؟؟” بيكهيون سأل بفضول و نهض ليتبع الآخر

“هذا ليس من شأنك .. و أتمنى أن لا أراك مجددا ..“

“إنتظر !!” بيكهيون لحق به بخطوات مسرعة ليجاري الأرجل الطويلة للمغني “دعني آتي معك !“

“مستحيل !!” تشانيول كان خائفا من أن تطارده أسئلة هذا الفتى الغبية (لكن الصعبة جدا) إلى أحلامه لما تبقى من حياته ..

“لكن .. إنتظر !!” تشانيول أسرع بخطواته خارج المقهى و أكمل بسرعة مبتعدا عن المكان, شاكرا الرب على كون اليوم هو يوم عمل و لا أحد في الشارع سوى بعض الناس الكبار في السن ..

“إنها فرصة نادرة جدا لأن ألتقي بك سيد تشانيول, فقط اعطني بضع دقائق لأنهي أسألتي !!“

بيكهيون أكمل بخطى مسرعة تجاري سرعة الأطول, و تشانيول تقريبا شعر بالأسف على الفتى الذي كان يحمل معدَّات ثقيلة على ضهره تعادل ضعف حجمه, و هو يتحرَّك بحذر كاف لأن لا يكسر أحدها بسبب ثمنها الغالي .. و تشانيول إستمر بمحاولة الهرب من هذا الفتى, رأى سيارة سوداء مألوفة على طرف الشارع و لوَّح لها بيده متجاهلا الفتى خلفه تماما

“أنا هنا من أجل مشروع صغير فقط و سأعود لمنزلي بعد بضعة أيام !!“

صوت تحطم و أشياء تسقط على الأرض وصل إلى أذن تشانيول, إستدار واضعا إحدى يديه على باب السيارة, و رأى الفتى جالسا على الأرض ليلتقط حاجاته التي سقطت بتعابير حزينة و مكتئبة.
تشايول شعر بقلبه يؤلمه على هذا المشهد, لكنه إضطر لأن يتجاهل الإنسانية هذه المرة و إستدار مجددا ليجلس على مقعده.

“سيد تشانيول !!” سمع صوتا صغير ا يناديه بيأس لكنه رفع نافذة السيارة و أغلقها تماما, قبل أن تسرع السيارة لتأخذه إلى منزله ..

.

.

.

.

.

.

.

“من كان ذاك ؟؟” حارسه الشخصي سأل بفضول.

في العادة, الحراس الشخصيين لن يتحدَّثوا معه, و تشانيول لن يزعج نفسه بالمبادرة أيضا ..

لكن عندما تذكَّر الوجه المكتئب اليائس للفتى, لم يستطع تجاهل السؤال

“مجرَّد مصوِّر فضائح أحمق ..“

و حتى عندما قالها .. حارسه الشخصي لم يلمح أية نبرة تدل على إنزعاجه أو  إشمئزازه من القتى, و  عندما إلتف لينظر إلى موكِّله, لاحظ بأن عيني تشانيول كانت موجَّهة خارج النافذة, بنظرات بعيدة بعيدة جدا, في مكان مختلف و عالم آخر …

.

.

.

.

… يتبع …

___________________________________

.

.

كلام عن البارت

البارت الأول و أخيرا نزل, شونه ؟؟ قصير و مبي أحداث ؟؟ .. البارت القادم بيكيون ضعف هذا البارت إذا مو ضعفين 😎✌️

إي طويل جدا و أتمنى تعجبكم لطافته 3: .. الصراحه ما أعرف متى أقدر أنزله لأني مخلصة نصفه فقط, صار عندي ظروف (جديا) إضافة إلى إني لقيت رواية طويلة أدمنت عليها لمدة 36 ساعة متواصلة لين ما خلصت البارتات النازلة .. و الأسوء إنها لسه ما كاملة -__- .. لذلك, قضيت يومين ما حاطة إضفر عاللاب XD
لكن إذا الله وفقنه, خلال أقل من أسبوع يكمل ربما ؟؟
المبلغ إلى عرضة يول مبالغ فيه ربما ؟؟ … الكاتبة كتبت 480 الف دولار أمريكي, لكنهم بكوريا, فحسيته فاول -___- .. حولته كوري و بالكوري يمكن يطلع شي 50 مليون إذا مو اكثر … ف 48 مليون  :))

و إي البوستر اللطيف من صنع مديرة المدونة اللطيفة .. الصراحة انقذتني :’) .. شكرا لك يا فتاة 😢💖

_____________

و خلص … أتمنى لكم يوما سعيدا, و اتمنى الكوميديا اللطيفة في البارت وصلتلكم 3:

للتواصل 3:

إلى اللقاء ^^