Aware ! 1 / 2

kaisoo ♤

~~~

خرج من السوبر ماركت مع ثلاث أكياس متوسطة الحجم .. إنه يشعر بأن أصابع يديه وبأي لحظةٍ ستنقطع وتتخلى عنه فقط ! , تنهّد بتعبٍ حينما رفع رأسه ورأى أن السماء تحتضنُ ألوان الغروب الجميلة ومن بينها الأزرق والبُرتقالي الباهت , وتلك الألوان ذكّرته بـ أكثر يومٍ مشؤم بحياته ..

~~~

flash back :

 

أخذ نفساً عميقاً للمرةِ الثالثةِ خلال دقيقةٍ واحدة , الجرأة فجأة التهمتهُ وفقط ..
هو سيعترف !!
نعم , حبهُ له ومراقبته قد دامت لـ سنتيّن لعينَتيّن ! , حتى بالعُطل الصيفية كيونغسو سيُتابع كل جديدٍ يَصدرُ من كاي
عن طريق حساباته ومواقعه شخصية . حسناً هذا يبدوا هَوساً بهِ ولكنهُ لا يتهم لهذا .
رفع رأسه للأعلى ليرى كاي يبتسمُ ويضحكُ مع صديقه المُقرّب سيهون , كيونغسو بالفعل يعرف حتى الأشخاص المُحيطين به , شيءٌ طبيعي لشخصٍ تُلاحقة لنصف يوم صحيح ؟
بلع ريقه بتوتّرٍ وهو يدفع نفسه المُرتجفة كي يأخذ كاي على جنبٍ ويعترف .
اليوم هو اليوم الآخير لطلّاب السنة الثالثة .. يعني أنه يوم التخرّج !
وكيونغسو يجب عليه إغتنام هذه الفُرصة جيداً , لأنها ستكون آخر مرةً سيرى بها كاي ما دامَ الآخير من طُلّاب التخرّج .
الوقت يُشير للسابعة والنصف والحفل يبدأ عند التاسعة صباحاً بالضبط .
إذاً ؟
لا يُوجد وقتٌ مثالي أكثر من ـ الآن ـ .
* هيا كيونغسو تشجّع فقط *
همس بعقلهِ الباطني قبل أن يمسح العرق الوهمِي مِن على جبينه ويتقدّم بخطواتٍ ثابتة ـ مزيّفة فأقدامهُ ترتجف بالفعل ـ قبل أن يقف مُباشرةً أمام كاي .
وفي تلك اللحظة , سُرعة ضربات قلبه تساوي السُرعة القصوى لـ سيارة لامبَارغيني بالدقيقةَ الواحدة !
أوقف قدميّه أمام كاي ـ الذي كان يُسندُ ظهره على حائط المدرسةِ بينما يحظى بحديثٍ مُمتع مع سيهون ـ , انحنى بخفةٍ مع كُفوف يده المُتعرّقة وقد ألقى بتحيّةٍ عليهما .
” ص ـ صباح الخير “
التفت إليه كاي ـ ولتوّهِ قد انتبه له ـ مع سيهون قبل أن يردّا عليه بالمُثل , بعدما اعتدل الأول بوقفتهِ جيداً .
فركَ كيونغسو رقبته بارتباكٍ واضح وقد جالَ بعينيه هنا وهناك قبل أن يدعها تسقط فجأةً على كاي .
” اممم كاي , أيُمكنُنَا أن نحضى بحديثٍ على انفراد ؟ “
رمش الآخر ببطء قبل أن يبتسم بهدوء .
” نعم لا مُشكلة ”

~~~

وقف كيونغسو على بُعد خطواتٍ من الأكبر , بينما الآخر التفتَ له حالما وصلا لمكانٍ ما خلف مبنىَ المدرسة .
هذا فقط زادَ من توتر الأقصر حيال الإعتراف , وخلال سيرهما فكّر مليون مرّة بالتراجع والعدول عن قراره ! , ولكن ..
إلى متى سيستَمرُّ بالإختباء فقط ؟
دفع بالخوف بعيداً وأخذ نفساً عميقاً للمرةِ … ـ فقدتُ العدّ للأسف من كثرتها ـ , شدّ من قوةِ ضغطه لـ قبضته .
إما الآن أو أبداً !
” حسناً , كيونغسو صحيح ؟ “
تضاعفتْ ضربات قلب الأقصر وسعادةٌ غريبة تدفقت لأعماقه , كاي يعرف اسمه ؟ , شيء لم يتوقعه بتاتاً !!
السعادة أخذت صوته ولم يتحدث إلا أن ..
” ما الأمر ؟ “
سأل بلطف شديدٍ , وهذا ما جعل الجُرأةَ تقف بصفّ الأصغر حينها .
” فقط .. أردتُ أن أخبركَ ..ب ـ بأمرٍ لطالما .. لطالما أخفيتُه عنكَ و .. و أ ـ أعتقد أن علىَ فقط … أن أخبركَ .. أن ـ أن “
.
.
شحبَ وجه كاي بشكلٍ مُفاجيء حينما أدرك ما على وشك الأقصر .
* لا تقولوا لي أنه سيعترف ؟ .. إلهي !! *
كان يستطيع ضبط كل حركات كيونغسو المتوترة أمامه .. عليه التفكير بط ـ ..
” أنا .. أنا أحبكَ !! , أرجوك اقبل بـ مشاعري !! “
اغمض كاي عينيه ببطء , حسناً الآن فقط عليه قول جملته المُعتادة بلطف , بلطفٍ شديد !
فتح عينيه وقابل جذع كيونغسو ـ الذي انحنى فجأةً حينما اعترف ـ , ارتفع الآخر بهدوء وارتباك مفضوح .
ابتسم الأسمر بتأسفٍ شديد .
” أنا آس ـ .. “
ارتعشتْ نبضات قلبه آثر رؤيته تلك الابتسامة المُحطّمةِ للآمال , وأراد فقط … فقط أن يحصلَ على فرصةٌ آخرى .
” لا كاي !! , لا ترد عليّ الآن خُذ وق ـ .. “
ومع ذلك .. كاي أصرّ أن يُذيقهُ مرارةَ الرفض .
” أنا حقاً آسف كيونغسو , لكنني أحب شخصاً آخر بالفعل ! “
ربّت على كتفه بخفّة قبل أن يتراجع بهدوء ـ دون أن يُلاحظ تحرّكهُ المهزوز ـ ويُغادر من أمامه كما آتى .شعر بغصّةٍ تسُد حلقه الجاف وتزيد من آلام حُنجرته , شعر ببرودة تسري بأطرافه الُمُتسيّبةِ ..
لاسعات قوية تحرق عينيه واحمرار اتنشر بعينيه .. قلبه تحطّم لـ مليون قطعةٍ وآماله تدمّرت تماماَ ..
تلّفت يمنةً ويسرى في محاولة تدارك فقط ما يحصل له ..
لقد رُفض ! .. فقط وبكل بساطةٍ رُفض , لم يُعطيه فرصة حتى , لم يُعطيه فرصة ليُريه حبه ..
نعم لقد افترض فقط مثل هذه الإجابة .. ولكنه لم يتوقع أن يكون الأمرُ مؤلم لهذه الدرجة ؟!
لم يتوقع أن يكون مؤلم لـ درجة أنّ أنفاسه خُطفت وشهقاتِه كُبِتَتْ ! ..
كيف جعل من نفسه أضحوكةً أمام من يحب ؟ ..ضغط بقوةٍ على شفتيه وركض بسرعةٍ مُبعثرةٍ ناحية الشجرة التي تستقر خلف المدرسة بعلوها الشاهق وفروعها المُنتشرة .
اختبيء خلفها قبل أن يجلس ويضمّ ساقيه لصدره فقير الأنفاس ..
وعند هذه اللحظة ..
أطلق العِنان لـ دموعه وبكىَ ..!
كيونفسو بكى كما لم يَبكي من قبل !!! ..

End flash back :

~~~

زفّر الهواء من رئتيه بتعب قبل أن يُعيد بصره للأمام وهو يَمشي .
نعم البعض قد يقول بأنه لا يستحق أن يكونَ أسواْ يومٍ بحياةِ إنسان ؟! , لكن ..
لطالما كانت حياة كيونغسو هادئة لا تشوبها شائبة , حتى يوم اعترافه ـ النحس ـ , لم يندم بحياته على شيء كما ندم يوم التخرّج على اعترافه .
و تذّكر مُجدداً أنه بقي يبكي إلى أن غرُبت الشمس .. وهو حتى لم يحضر حفل التخّرج .
لكنّه ليس مُتأسّفاً على أي حال ! ..
* همفففف مالذي ذكّرني بهذا الآن ؟ *
شدّ بيديه على الأكياس جيداً وتحرّك ليَنعطفَ يميناً وحينها ….

* بــُوم *
!!!

!جسدٌ مُسرع ـ بكل ما أوتي من قوةٍ ـ اصطدم بطريقةٍ مؤلمةِ مع جسد كيونغسو الضئيل , وهذا ما جعله يفقد توازنه
ويُسقط الأكياس قبل أن تتبعثر مُعظم ما كان يحتويها من حاجيات .
شعر بالأرض القاسية تُقبّل ظهره وجسدٌ ثقيل يحتضنهُ من الأمام بينما كرة صوفيةٍ صفراء ـ بإعتقاده ـ تُدغدغ وجهه ..
ولم يكن مُتفرّغ لمعرفة ما هيةِ ذاك شيء بسبب أنه مشغول بإطلاق تأوهاتٍ مُتألمة مع آناتٍ لا تُحصى .
كان الألم كـ الجحيم حقاً !! , وهو يُقسم أن عموده الفقري تفّتتَ وهُشّم تماماً لحظتها , وجديّاً أحس بالغضب يتصاعد لقمّة رأسه ودُخانٌ أسود يحيطُ به ..
” اللعنة عليك أيها الأحمق ألا ترى أمامك !!! ؟؟ , ليس وكأن الموت يُلاحقك افتح عينيك !! .. آآه تباً ! “
لم يكن كيونغسو من النوع الذي يشتم أو يغضب بسرعة ولكن الألم الذي أحس به بجسده وتناثر  الأكياس كانت أشياء تستحق الغضب صحيح ؟ , ـ نعم وخاصةً الثانية ـ .” أوه أنا آسف سيدي … حقاً حقاً أنا أسف .. كنتُ مُستعجلاً فقط أنا … أعتذر بشدة “انقبض قلب كيونغسو حينما سمع صوت الفتى .

* هذا الصوت ؟ !! *
فتح عينيه جيداً وتطلّع بـ الفتى الذي نهض من فوقه وهو لا زال يعتذر عن اصطدامه .
” آوه أنا حقاً آس ـ “
” كاي ؟ “
توقف الآخر عن التحدّث وحدّق بالأقصر مع نظرات مصدومة أيضاً , حسناً ليس وكأن من المستحيل أن يتقابلوا بعد شهرين من انتهاء المدرسة صحيح ؟ لكنه بدا مُحرجاً لكيونغسو كون آخر لقاء بينهما كان .. سيء نوعاً ما .
وقف كيونغسو على قدميه مع ألم طفيف يطغي على ظهره لكنه تحاملَ واعتدل بوقفته جيداً .
” آوه ” هي كل ما صدرت من كاي والذي نقل بصره ـ بتوتر ـ من الأقصر لـ الحاجيات المُعبثرة هنا وهناك ,
دون أن يُبالي الناس أو المارّة بها .حاول كيونغسو أن يبدأ بحديثٍ جيد مع الآخر ولكن أي ردّة فعل إيجابية لم يُعطها كاي .
وفقط تكلّم وهو يتحرك ليُمسك بأحد الأكياس الواقعة ” آسف , سأجمع ـ … “
_ ” لا لا داعي سأفعل ذلك بنفسي , ليس خطأك كاي . “
_ ” حسناً كُنتُ العامل الرئيسي بإسقاطها فكيف لا يكون خطئي ؟ , فقط دعني أُساعدك . “
لم يتجرأ الآخر على إيقافه بعد كلامه والذي جعله مُحرجاً فعلاً .. لذلك بدأ هو الآخر بجمع ما سقط منه , رغم كون مُعظم الأشياء اتسخت بالفعل لكنه لم يكن سيء لحدٍّ ما .استقام مع كيس بيده حينما علم أن الكيسين الباقيينِ مع كاي , تنهد بعدم التصديق .
هُما وبطريقة ما تقابلا بعد آخر يوم بالمدرسة , أكثرأمر مُحرج قام به أمام الآخر ..
رأى كاي يتقدّم نحوه مع ابتسامة هادئة على شفتيه , و
آوه .. !
ميَلان شفتيه جعلت الخفقان لا يتوقف عن زيارة قلب كيونغسو ! , ونعم .. الأخير يعتقد أن هذا الأمر سيء .
جدُّ سيء !! ..
” أنا آسف مُجدداً , وكـ عربونٍ لأسفي سأحملها معك لمنزلك “
اتسعت عينا كيونغسو فوق حجمها الطبيعي مع تأتأةٍ غبية تبعت صدمته ” م ـ ماذا ؟؟ !! , ل ـ .. لا
لا داعي حقاً سوف أف ـ .. “
بتر كاي جُملته بنبرةٍ جادّة أرعبت الأقصر ” هل تطلّعتَ للحظة بأصابع يديك ؟ ” , عقد الأصغر
حاجبيه بتعجّب قبل أن ينزل بصره لأصابعه , وحينها استطاع ملاحظة تلك الخطوط الحمراء العريضة والتي تستقر على أصابعه أجمع من الداخل , وذلك طبعاً بسبب ثقل الأكياس ـ اللعينة ـ التي كان يحملها .
ولكن بالتفكير بما قاله كاي ..

* إنه يمتلك بصر حاد ! *

أعاد بصره للمعني والذي ابتسم كـ رد * مُخيف !! * ” ح ـ حسناً “

أجاب بهمسٍ وهو ينقل حدقتيّ عينيه من نقطة لآخرى , فالنظر لكاي لثلاث ثواني كاملة يُسببُ رعشةً لجسده .

خاصةً وهو قريب منه لهذا الحد ! ” حسنٌ .. أين طريق منزِلكَ ؟ “

_ ” ايه ؟! .. إنه من .. هنا ”

تمتم بهدوء وهو يُشيرُ إلى الطريق التي آتى منه الأطول , ابتسم المَعني وتحرّك بجانب كيونغسو والذي كان التوّتر قد بلغ مَبلغهُ عنده , كاي يمشي بجانبه .. يُساعده لحمل الأكياس .. ذاهبٌ معهُ لمنزله !! ؟؟

كانت أشياء كثيرة حقاً ليَتحمّلها كيونغسو , ولن أسهى بتاتاً عن قلبه الذي كان يدقُّ بقوةٍ ضد قفصه الصدري بشكلٍ مؤلم .. لكنه جميل ! كان طوال الوقت يقبع ببصره أسفل قدميه , يجدُ أن الأرض مثيرة للإهتمام أكثر من أي شيءٍ آخر .

لكنه وبلحظة طيش رفع رأسه اتجاه كاي ولوجههِ تحديداً هنالك شعور مغروسٍ بقلبهِ يُخبره ـ كم هو مُشتاقٍ لرؤية كاي !! ـ , وعندها ركّز على نقطة لم يستوعبها سوى الأن . ” أنت صبغتَ شعركَ !! ؟؟ “

حملق به كاي للحظات قبل أن يضحك بخفّةٍ ويُعيد نطاق رؤيته للطريق ” لم تلحظ سوى الأن ؟ “

تورّدت وجنتي الأقصر وبلع ريقه ببطء .

” حسناً نعم ..أعتقدتُّ أن اللون الأشقر الفاتح سيتناسب مع بشرتي البرونزية , ممم ما رأيكُ أنت ؟, أبدوا جيداً “

* جيداً فقط ؟ .. بل فائقُ الوسامةِ تباً لك !! * , تنحنح قليلاً قبل أن يتحدث ـ أو يُحاول ـ دون تلعثمٍ غبي .

” آوه نعم , لم أظن أن الأشقر سيُناسبُكَ ” , تردد ثانيةً لكنه بالنهاية نظر بإستقامةٍ لوجه الأسمر الطويل .

استطاع رصد انفِراجَ شفتي الأكبر لتُخلقَ أجمل ابتسامةٍ قد رأها بحياته القصيرة هذه !
” حقاً ؟ , شكراً لك .. أشعر بالإرتياح أكثر الآن ” , كلماتهُ بدت غريبة فعلاً بالنسبة للأصغر , ولكن لا يُمكن إخفَاءُ كم كانت ذات وقعٍ مُميز عليه ..
قضم شفتهُ السُفلى بقلّة حيلةٍ بينما حاول التركيز على طريقه للمنزل , كاي لا يُساعده البتة بتخطّي ما يُخالجه من مشاعر الآن .. وهذا أمرٌ ليسَ جيّد كما يعتقد !! ..
حُكم عليهما بالصمت لباقي الطريق , كاي حاول عدّة مرّات فتح ثغره ليتحدث ولكنه بكل مرة لا يجد حقاً ما قد يتكلم عنه , وكيونغسو لا يُريد فعلاً أن ينطقا بحرف ..
ـ ليس مُستعد بعد لكي يعود حب كاي ويستوطنه من جديد ـ ! لحظة ! , هل من الأساس نسى حبه للأسمر الطويل ؟؟ !

 

~~~

وصلا حينها لمنزل كيونغسو , ولا شيء يوصفه أكثر من كونه منزل عائلي صغير ولطيف .

كان الأمر يبدو مُخجلاً قليلاً حينما فتحت والدة كيونغسو بينما الآخير يُعرّف كاي لها كـ زميل دراسة سابق له .
وكاي نوعاً ما …. لم يُعجبهُ هذا التعريف !!

وضعا الأكياس على طاولة المطبخ , قبل أن يُرشده للحمام حتى يغسل يديه .. ليلحقه هو الآخر .
وقفا مُجدداً أمام باب البيت , بينما وجنتا كيونغسو تورّدت دون سبب مقنع , لكنه تحدّث بالنهاية وبصوت متوتر .
” شُكراً لك كثيراً كاي .. لقد أتعبتُكَ معي حقاً , أرجوا أنني لم أكن عبء عليك “
ابتسم الأسمر بإتساع وقد جعل قلب كيونغسو يخفقُ بقوة .
” لا لا حقاً لا بأس , لقد .. استمتعتُ فعلاً ” ..
احمّر وجه الأصغر أكثر فأكثر مُفكراً * ما هو المُمتع حقاً بحمل أكياس ثقيلة لمنزل فتى قد رفضتّ اعترافه مُسبقاً ؟! *
شعر بالضيق ينتشر بصدره ما إن تذكّر أنه اعترف للذي يقف أمامه الآن , إنه فقط …
كم يبدو الأمر مؤلماً , كاي لا يبدو عليه أي تأثر أو أي شيء من هذا القبيل ! , يبتسم بإشعاعية أمامه وهذا زاد ألمه أضعافاً ” حسناً أراك بالجوار “
تمتم بها كيونغسو وذلك الضيق لم يختفي بعد , لقد التقى بمَن يُحبه فعلاً ولكن لا أمل في البقاء معه أكثر ! ..
فقط لقاء بسيط زاد مشاعر كيونغسو قوةٍ لـ كاي ..وزاد مشاعر الإحباط لنفسه.
* إذاً , هذا الوداع ؟!! .. تباً لحياتي البائسة هذه ! *
” إلى اللقاء “
همس بها الأكبر بخفوت مع ابتسامة صغيرة تستحِلُّ شفتيه , بدا لكيونغسو وكأنه يُجبر نفسه على الابتسام بينما خطواته أخذت تتراجع ببطء للخلف .. وكيونغسو انتظره ليستدير حينها ويخطوا بعيداً عن منزله ..
وربما بعيداً عن حياته !!
لا زال يُحدق بجسد الأخر وهو يمشي ببطء شديد وكأنه لايريد أن يبرح مكانه , زفّر الأقصر الهواء من رئتيه قبل أن يلتفتَ ويغلق باب المنزل .. ” كيونغسو !! “

استطاع سماع صوت كاي العالي وهو يصرخ بإسمه قبل ثواني من إغلاقه للباب ..
ابتسامة واسعة وجدت طريقها لثغر كيونغسو * رُبما حياتي ليست بائسة بعد كل شيء *
التفت بسرعة ليرى الآخر واقف على بُعد هيّن منه , تبدو إمارات التوتر على وجهه شبة معدومة , لكن كيونغسو رأى أجمل شيء من المُمكن أن يراه بحياته .
شفتي كاي مالَتْ بابتسامة أذهلت الأصغر قبل أن يلوّح له الآخر ” إلى اللقاء قريباً .. “
ثم مشى مُبتعداً تاركاً كيونغسو في حيرة من أمره ! , ولم يفهم بعد ما سرّ مُناداته وذهابه بهذا الشكل ؟! ..
لكنه عبس فقط لأن كاي لم يقل شيء , لقد ظنّ أنه سيعطيه خيط أملٍ بالعودة لـ حبه لكنه دمّر توقعاته تماماً .
بعثر شعره بقوةٍ مُعبّراً عن مشاعره السلبية قبل أن يعود ويغلق الباب خلفه ..
بقدر ما أحبطه كاي بحركته الغريبة هذه , بقدر ما جعلتْ ابتسامة الآخير قلبهُ ينبض بطريقة مميزة ..
مميّزة لـ كاي فقط .

~~~

[ الساعة 24 : 11 صبــاحاً ]

نزل الدرج بسرعة وبين يديه حذائه الرياضي ذو اللون الأبيض , قائلاً بنبرة صوت مُرتفعة ” هيونــغ أنا ذاهب لـ تشانيول الآن , ولا تنتظري على الغداء لأنني سأنتاوله معه ” , أنهى جملته وهو يتربّع أمام باب المنزل الرئيسي . بينما يرتدي حذائه بعجلةٍ وسرعة .

خرج كيونغسو من المطبخ وهو يحمل بيده اليُسرى عُلبة كولا , بينما حاجبه مرفوع باستنكار واضح .
وبخطواتٍ سريعة أمسك بقميص شقيقه الصغير من الخلف ـ والذي وقف وكان يهمّ بالخروج من المنزل ـ وتحدّث بنبرة مُشكّكة قليلاً ” أولا ترى أنكَ بدأت تُمضي ثُلث أرباع يومكَ مع تشانيول هذا ؟ .. لم تُفكر لحظةَ أنك قد تكون
عبء عليه وعلى عائلته ؟ , دعهُ يتنفّس قليلاً يا أخي !! “

عبس بيكيهون ـ ذو العشر سنوات ـ على الأكبر ويبدو أن كلامهُ لم ينل استحسانهُ ” ماذا تقول أنت ؟ .. إنه بالطبع سعيد بوجودي وعائلتُه أيضاً , والديه يمتدِحانني على الدوام ” وكان واضحاً ذلك الاحمرار الطفيف الذي انتشر بوجنتيه , مما جعل كيونغسو يغصُّ بـ مشرُوبهِ لكنه تماسك بالنهاية .
” إذا لم يكن هنالك شيء تُريدهُ منّي فأنا راحل .. أراك لاحقاً هيونغ “
وبهذا خرج بيكهيون , تاركاً خلفهُ شقيقهُ المصدوم منه ! حقاً أمر تشانيول وبيكهيون مُحيّر ويقلقه بعض الأحيان
بسبب كون بيكهيون لا يُصادق بهذه السرعة , وبهذه القوة أيضاً ! , لكنه تنهد بهدوء وذهب لغرفة الجلوس الفارغة .

ربما حقاً بيكهيون تغيّر .. بعض المُعجزات تحدث أحياناً .
أليس كذلك ؟

وقبل أن يرتاح جسده على الأريكة سمع جرس المنزل يصدرح الأرجاء , وهذا جعله يتأفأف .
* مالذي جعلك تعود بيك ؟ *
لكنه فقط كان مُتناسياً أن بيكهيون لا يرنّ الجرس فقط بل ويدق على الباب لدرجة احتمالية كسره !!

فتح الباب مع شفتيه التي تحركتْ لتتحدّث لـ بيكهيون , ولكنه تصنّم بمكانه حينما رأى ملاكاً واقف أمامه الآن ..
ذلك الطول المُذهل بعينيه , وذلك الشعر الأشقر المُبعثر الذي أفقده القدرة على ابداء أي ردة فعل .
وتلك البشرة البرونزية والتي بالتأكيد جعلت الرعشة تتسلل خفّية لجسده .. بينما ابتسامة مُشرقة تركت قلبه بهاوية عميقة لا مخرج منها .

شعر بحلقة يجفّ فقط حينما نظر له الأسمر مُتحدّثاً بنبرة صوته المُؤذية للأصغر ” مرحباً .. كيونغسو ”
وآوه ! .. كم كان اسم ـ كيونغسو ـ جميلاً على لسانه ! , تداركَ الأصفر بلاهة موقفه كي يتحرّك ويرمُش بعينيه المُتسّعة ـ فهو لا يصدّق بعد أن كاي هنا ! ـ . ” أ … أهلاً كاي . “
لم يعلم ما يقول سوى هذا , لأنه واللعنة !! , لا يوجد سبب يجعل الأسمر يعود لمنزلهِ .. ؟!
” كيف حالك ؟ “
كاي تكلّم بنبرته التي جعلت كيونغسو يذوب بمكانه . ولكن المَعني انتبه وابتسم بإعوجاج المُقابل ” بـ .. بخير , تفضّل ! “
وفتح الباب باتساع أكبر لكي يدخل كاي , ولكن الأطول نفى بيديهِ قائلاً ” لا لا حقاً .. لقد .. أتيتُ لأجلكَ !! ” .
ـ لأجلك ـ
كلمة ترددتْ كـ الصدى العالي بأذنيه , صدى قد ظلّ يرنُّ كـ مُوسيقى رقيقة بداخل .
* اينيملنيتنميمينمبنميننيبم !!! *

دقّات قلبهِ لم تكُن هادئة بتاتاً ! , وتلك الرجفة كانت خفّيةٍ عن كاي الذي لازال يُحدّق به , حسناً ..
” و .. لماذا لأجلي ؟ “
كان مصدوماً لحدّ كبير من كاي ـ فمالّذي تغيّر عن الماضي الأن ؟ ـ , لكن إجابة كاي كانت أسرع من تفكيره .
” حقيقةً , أردت الخروج برفقتكَ .. لأنه كما تعلم .. ’ مسّد مؤخرة رقبتهُ قليلاً بتوتر ’ آآه أنا فقط لستُ مُعتاد على دعوة أحدهم و … هل توّد الخروج برفقتي الآن ؟ .. فقط ”
آوه …
آوه !!
* هل كاي الآن يدعوني للخروج معه بـ.. بموعد !! ؟ * جمّد جسده للحظة قبل أن يُحرّك رأسه بالنفي ـ بخفة ـ .
* توقفّ عن أحلام اليقظة هذه كيونغسو ! , فقط .. يُريد الخروج معك كـ .. رفيق ربّما ؟ *
بلع ريقه ببطء بمُجرّد التفكير بهذه الأمر , لازال ..
لم يفهم مالذي يُريده كاي منه ؟

عضّ الأكبر شفتيه بتوتر طفيف , هو لم يُخطط لقول أي شيء لكيونغسو وفقط جاء مُباشرةً لمنزله , حماسه بالبقاء مع الأقصر جعله ينسى ما قد تكون ردّة فعله , لكنه لا يُلام ! .. استطاع رؤية رموش كيونغسو الكثيفة تُرفرف
بسرعة محاولاً ـ رُبما ـ استيعاب ما قاله الأسمر .. * أرجوا ألا يكون الأمر غريباً عليه ! *
ولكن لحظّه الحسن , ابتسامة كيونغسو التي احتلت شفتيه جعلت أعصابه ترتخي وملامح وجهه تَلين .
” آمم .. حسناً , ليس لدي ما أفعلهُ حقاً “

زفّر براحة أكبر دون ملاحظة كيونغسو له ” حسناً إذاً , هيا ب ـ … “
بتر الآخر عبارتهُ مع تعابير مصدومة ” أنت لا تتوقع منّي الخروج هكذا صحيح ؟ !! “
ضحك الأسمر بخفّة مُجيباً ” حسناً لا بأس سأنتظركَ هن ـ .. ”
وللمرة الثانية لم يُكمل جملته بسبب جرّ الآخر له لـ لداخل .
” وأنت لا تتوقع منّي أيضاً أن أترُكك تنتظر هُنا لأجلي ؟ .. انتظرني بغرفة الضويف وأنا سأنزل لك بأسرع وقت مُمكن “
وكاي ؟ , لم يسمع أي مِمّا قالهُ الأقصر .. وفقط كان دائخاً بسبب يده التي تُمسك بمعصمه وتقوده لـ أياً ما كان المكان !!
* الهي يدهُ ناعمة جداً !! , أنعم من بشرة الأطفال حتى *

وعندما أجلسهُ كيونغسو برفق على أحد الأرائك , استوعب أخيراً أن الآخير قد قادهُ لداخل منزلهِ .
” انتظر هُنا حالما أجهز , لن أخُذ وقتاً طويلاً ” , وبلحظة التالية كان كيونغسو قد اختفى من امامه بالفعل .

~~~

اقتحمَ الفتى القصير غرفته بأكثر طريقة هجومية يُمكن أن تتخيله الأن ! , بالطبع لا تستبعدُوا أي شيء عن أذهانكم لأنه والأن ..
لا يُصدّق أن كاي دعاه للخروج معه !! , نعم المُعجزات تحدثّ ولكن .. لم يعتقد كيونغسو أنه يستحقُ احداها الأن ؟!
تحرّك بسُرعة رهيبة لـ خزانة ملابسه قبل أن يفتحها وينتقل بحدقتيّه يمنةً ويسرى , يحاول تحديد ما هي الملابس المُناسبة للخروج مع كاي ؟ , ولو كان يملكُ وقتاً كافياً لهذا , لبقىّ لساعاتٍ وهو فقط يتأمل الملابس التي أمامه ! ..

بعجلةٍ واضحة حرّك يديه ليلتقطَ بنطالاً أسود مدفون بالأسفل بين كومةٍ آخرى من الملابس ـ ليس معروفاً بعد ماهيّتُها ! ـ
, ومن ثًم انتقلت يده ليسحبَ قميص باللّون العنّابي مع أكمام طويلة قد طُويَتْ حتى المِرفقين , بقُبعة خلفية مُرفّقة معها ..
ارتدى ملابسهُ بعجلةٍ واضحة , وبعد أن تأكد من مُناسبتها لبعضها , تحرّك مُسرعاً نحو المرآة لكي يتأكد من شكل شعره الفاحم .
انتقلت أصابعهُ بخفّة حتى تُصلح الخُصلات المُتبعثرة هنا وهناك إثر ارتدائهِ لقمصيه الحالية .. وعندما انتهي اعتدل بوقفته جيداً وحدّق بنفسه للحظات , وحينها تذكّر اللمسة الأخيرة ! , العطر بالطبع , أهم عُنصر لدى كيونغسو لإكتمال مظهره !!
* حسناً كيونغسو , أنت فقط ستخرج مع كاي بنزهة ظريفة لا أكثر , تصّرف بطبيعيةٍ معه ..
لا يجب عليك فعل شيء سوى التصرّف بطبيعية .. بطبيعية , هيا ! *

~~~

ومنذُ أن خرجا من المنزل , أول كلمةٍ نطق بها كاي كانت ( مُثلجات ) !!
وكيونغسو لم يُعارض , من الأساس هو أيضاً يُريدها .. وبدون تردد اخبره الأسمر أنه
يعرف محلّ يبيع مُثلجات خياليه ! , وما كان من كيونغسو سوى الابتسام فقط على انفعال الآخر .
كان ذلك أمر جديداً على كيونغسو أن يرى الأسمر مُتحمّس لهذه الدرجة , دائماً ما كان يراه شخص هادئ ورزين لأبعد حد , حتى ولو كان يُراقبهُ من بعيد .. لكن هذا كان جليّاً عليه .
مع ذلك , يبدو أن هنالك مالا يعرفهُ عن الأخير .

توقفت سيّارة الأجرى أمام محلٍّ لبيع المُثلجات , ويستطيع كيونغسو بسهولةٍ جزمَ أنهُ المحلّ الي تحدّث عنه الأسمر الطويل , وبدون تردد نزلا معاً قبل أن يدخُلاه .
كان المحلّ يحتوي على مقاعد وطاولات فعلاً , الأقرب من كونه مقهى , ولكن كاي فضّل أن يبتاع ويذهب للحديقة القريبة منه , حيث المكان الذي يُحبُّ أن يتناولها فيه , لأنه أكثر راحة وحرّية من المحلّ .
وكيونغسو طبعاً لم يُعارض , فالأمر أعجبهُ أيضاً , وحينها كاي فقط قد اختار لـ كيونغسو ـ حسبَ طلب الأقصر ـ
مُثلجات بنكهةِ الشوكولا والفانيلّا , كُرتيّن فقط ! , فهو ليس مُستعداً للإصابة بالتُخمَة بعد !
بينما كاي اختار لـ نفسهِ مُثلجات بنكهة الليّمون , وبدون مزاح خمسِ كُرات !! , وكيونغسو أصيبَ بدهشة مؤقتةٍ لكنهُ تفاد هذا بسرعة , كان يراه بالمدرسة دائماً يشتري بالمُثلجات , ولكن ليس بهذه الكثرة ..
وبدون تردد توجّها معاً للحديقة القريبة من المحل , لا تبعُد سوى شارعين فقط .

~~~

لقد مرّ أكثر من عشر دقائق دون أن ينطق أحدُهما بكلمة ! , تناول المُثلجات بجانب كاي يُربكُ القصير كثيراً وجعله بطيء بحركته , دون سبب وجيه !! , ورغم كون الصمت مريح لكن كيونغسو لم يُحبذهُ .
لذلك تحدّث بصوتٍ هاديء سمعهُ كاي ” لقد .. كنتَ تُحب نكهة الفراولة كذلك , لمَ لم تشتريه ؟ “
توقف الأطول عن التهام خاصّتهِ , التفتَ والمعلقة لازالت بفمهِ , مع إمارات التعجّب محاولاً استعياب سؤال الأقصر .
ويالهي كم بدا وسيم !! * حتى وهو يأكل ؟!! , مالّذي يفعل بي هذا الـ كاي ؟ *
” آوه نعم أحب الفراولة ولكن حينما يكون الليّمون بالساحة … تسك , لا أرى شيء غيره ! “
قهقه الآخر بخفّةٍ عندما انتهى من المُثلجات الخاصة بهِ .
” نعم ذلك واضح من عدد الكُرات المهوّل الذي أخذته ” آنهى جملتهُ وهو يرمي بكوبه بسلّة المُهملات التي تستقرُ بجانب كرسيهم .
عاد كاي يأكل من جديد بابتسامة ” آسف على هذا لكنني شرهٌ للمُثلجات !! “
” آوه لا داعي لتعتذر “
وفترة صمت آخرى مرّت قبل أن ….
” أنا آسف حقاً … على رفضكَ كيونغسو !! “
توسعتْ عينا الأقصر مع إحساسهِ بقلبهِ يضربُ ضدّ صدره بقوة آلمتهُ , مالذي جعلهُ يجلبُ سيرة هذا الحديث الأن ؟
رفرفتْ جفون المعني بخفّة لكنه تحدّث رغم صعوبة التكلّم بهذا الموقف .
” لا تعتذر .. كاي , هو ليس خطأكَ أنكَ لم تُبادلي المشاعر فعلاً .. لقد تجاوزتُ الأمر لآن “
لم يعلم كيونغسو إن كان فعل عين الصواب حينما صرّح بجملتهِ الأخيرة ـ حتى لو لم تكُن صادقة ! ـ , لكن لم يلاحظ أيضاً ارتخاء أكتاف كاي مع يديه التي انخفضت للأسفل ببطء ..
” اممم لأنكَ فعلاً كنتَ تُحب شخصاً آخر , هل .. اعترفتَ لهُ ؟ “
تعجّب الأسمر قليلاً وعندها هو التفتَ لـ كيونغسو الذي فعل نفس شيء لتلقي عيناهُما بنظرةٍ خاطفة , قبل أن يُزيح الآخير عينيهِ بخجلٍ وتوتر ” لا داعي للإجابة إن لم ترغب .. آسف ع .. “
_ ” لم أعترف لهُ بعد “
_ ” ماذا ؟ !! “
كانت الدهشة قد احتلّت مكاناً ما من وجه كيونغسو وهذا بدا جلّياً أمام كاي , الذي ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيهِ ” كما قلتُ , لم أعترف حتى الآن ولكن … رُبما أمتلكُ فرصة معهُ بالمُستقبل ! “
_ ” آوه “
هي كل ما خرجت من من شفتيّ كيونغسو , لا يعلم إذا ما كان عليه الفرح على هذا الخبر .. لكنهُ مُتأكد تماماً أنهُ لن يكون خبيثاً أو يحاول جعل كاي يقع بحبّهِ !! , فكما استنتجهُ من كلام الآخر ..
هو لا زال يُحب ذلك الشخص ـ أياً كان ـ , وتفكير بالأمر فقط يجعل معدتهُ تتقلب بألم !
وقف كاي بقوةٍ أفزعت الآخر , وقام برميّ كوبه بسلة المُهملات قبل أن يبتسم بنشاط ويُقابل كيونغسو بجسدهِ .
” دعنا من قصتي المُملة ولنُكمل يومنا الآن , لنذهب الآن .. حسناً ؟! “
أومض الأقصر مرّات عدّة وحينما فهم ما قالهُ الآخر ـ جيداً ـ وقف من مكانه ليتقدّم
بخطوةٍ متوترة ناحية كاي ” هيا “
وبتلك اللحظة بذات , فعل كاي مالم يتوقعهُ كيونغسو أن يحدث له ولو بالأحلام ! , لقد أمسك يده وشبّك أصابع كفّهِ مع كفّ الأصغر , والأصغر استطاع استشعار بتلك الحرارة المُحرقة والمُنبعثة من يدِ كاي الكبيرة بالنسبة له !

كيونغسو ؟؟ , يُشعر أن روحه ستُفارق جسده بأي لحظة فقط ! , فتلك المشاعر الجيّاشة قد هاجمتهُ دون رحمة أو شفقه ! , مشاعر يعلم بأنها خاطئة تماماً .. وخاصةً مع كاي .
وابتسامة كاي حينها قد زادت اتساعاً , ومن يراها سيجزم بأن الخُبث هو عنوانها !
* لن أجعلك تتجاوزني بهذه السهولة .. كيونغسو ـ آه !! *

~~~

بقية اليوم لم يضع هباءً بالنسبة لهما ! , فكيونغسو جرّب أشياءً لأول مرةٍ يُجربُها .
كـ ذهابهما لميّدان الفروسية , بدا ضخم فعلاً بنظر الأقصر , وفكرة ضياعه به أخافته لحدّ ما ولذلك السبب لم يترك جانب كاي بتاتاً , بينما الآخير شعر بالسعادة تتسلل لدواخله ! .. فقط كون الأصغر مُتعلق به كـ الأطفال .
عَدا أن سعاداتهُ لم تكتمل عندما رفض ركوب الخيل معه , يعتقد أن كيونغسو خائفٌ فعلاً لأنها مرّته الأولى ليرى هذا المكان , لكنه لم يخف كثيراً من مُلامسة الفرس الأسود الذي اختاره كاي لنفسه والذي امتطاه بعد ذلك لـ يستعد
لعرضٍ خاص به على الميدان ..
ولم يفعل كيونغسو شيئاً سوى مُراقبته من خلف السياج الأبيض الذي يفصل بينهُ وبين الميّدان , عيناه كانت تتلألأ ـ فعلياً ـ وهو يحدّق بكاي الذي يمتطي فرسه وينتظر إشارة البداية مع ثلاث مُتسابقين آخرين , رغم كونه لم يرد سباقاً لكنه لن يستطيع أن يأخذ الميدان لنفسه فقط ! ..
ومع ذلك , ابتسامة شقيّة زيّنت شفتيه المُكتنزة وأفكار كثيرة تتزاحم بعقله وأولها هي :
” كيونغ سيُراقبني وأنا أفوز ! , رائع ”
لعق شفتيه بإثارةٍ قبل أن يعتدل بجلستهِ جيداً , يجب أن يكون مستعداً .
وحينها …
إشارة البداية قد انطلقت !!

و … كيف يُمكنني وصف مشاعر كيونغسو حينها ؟ دهشة ؟ إعجاب ؟ ذهول ؟
مهما حاولتُ جمع كلمات شتّة فهي لن تصف شعور كيونغسو جيداً , فقط .. رؤيته كيف لـ كاي أن يبدو خلاّباً وساحراً لهذه الدرجة ! , كيف يميل بجسده للأمام بينما جزئهُ الخلفي يرتفع للأعلى , كيف يُمسكُ اللّجام بطريقة مثيرة للإهتمام , وجههُ المُستقيم وعيناه الحادّتان اللتان لم تتزحزان عن طريقه بتاتاً ..
شعره الفاتح والذي يتطاير للخلف بفعل الرياح القوية , وأشعة الشمس المغمورة بألون الغروب تنعكس ببهاء على جسد كاي الممشوق .. ذلك كان أسوء ـ أجمل ـ شيء رأه كيونغسو بـ كاي ! , سيئ لأنه بعثر دقّات قلبه وجعلهُ مُضطرباً تماماً كما أنفاسهِ الضئيلة .

أومضَ عدّة مرّات حينما سمع تصفيقاً حاراً من جانبيه , وحينما التفت وجد مجموعة من الناس ـ عشرة أو أكثر بقليل ـ مُتجمهرين بينما يرسلونَ حرارة تصفيقهم لمَن فازَ بهذه المُسابقة النزيهة .
ومن غيرُ كاي فعل ؟
كيونغسو لم يمنَع ابتسامة مُحبّة من الظهور على شفتيه , لا زال مشدوهاً مِمّا رأهُ قُبيل لحظات .
وبخطوات مُهرولة اتجه ناحية كاي الذي قد ترجّل الآن من فرسهِ مُمسكاً بلجامهِ ..
” كُنتَ رائعاً فعلاً كاي .. فعلاً !! “
أعاد له الآخر ابتسامة واسعة
” شكراً لك كيونغسو , أعتقد أنّي لم أمارس رياضة ركوب الخيل منذ زمن ’ صمتَ للحظة قبل أن يُكمل ’ مُتأكد أنك لا تُريد تجربة ذلك كيونغسو ؟ “
_ ” لا حقاً “
_ ” حسنٌ إذاً , لكن في المرة القادمة لن ترفض ذلك , سأجبركَ على الركوب لو رفضت !! “
لُجمَ الآخر عن الحديث وبقي يُحدّق في الأطول لثواني حسِبها ساعات , وسؤالٌ ضرب رأسه فجأة .
* هل يُفكّر بأن يأتي بي هُنا ثانيةً ؟! *
لم يعلم بماذا يرد لذلك بقي مُلازماً للسكوت , كيف يُمكنه أن يشعر في هذه اللحظة بالضبط ..؟
الفرح رُبما ؟ ..

بُتر حبل أفكاره حينما رأى شاباً ـ بمقتبل العُمر ـ يتقرب منهما ويقف أمامهما , بدا مُرتبك ومتوتر بعض الشيء , وكما هو واضح من شعره الأشقر الخفيف , وعيناها الخضراوتان المُشعّتان , أنه أجنبي .
وجّهَ بصره لـ كاي وتحدّث بالأنجليزية ” معذرة , هل … تجيد التحدّث بالأنجليزية ؟ “
ابتسم كاي ” آوه نعم , تفضل “
رفع يدهُ المُمسكة بورقةٍ ما وقدّمها للأطول ” هل يُمكنكَ أن تُرشدني لهذا المكان ؟ “
” بالطبع ! “
وعندها كاي استلم الورقة وبدأ يُشير بيده لاتجاه مُعيّن ويصفُ الطريق للأجنبي .
وكيونغسو ظلّ يتأملهُ بدقة لا مُتناهية ! , ركزّ قليلاً بطريقة تحدّث الأسمر وطريقة استخراجهِ لتلك الحروف الأجنَبية , ضيّق عينيهِ قليلاً وأرهف سمعهُ أكثر .
كاي كان يتكلم بالإنجليزية بطلاقة ! , وبلكنةٍ سليمة أيضاً , كيونغسو يُدركُ جيداً ـ وجداً ـ أن كاي ممتاز باللغة الأنجليزية , بالطبع جميع مَنْ في المدرسة يعلمُ هذا بسبب حديثهِ وإعلاناته عبر إذاعة المدرسة , حيثُ يجب عليه أن يُعيد حديثه الكوري باللغة الأنجليزية .. للطلاب الأجانب طبعاً !
لكن …
هل كانت لكنتهُ مُتقنة بهذا الشكل من قبل ؟ , كيونغسو يؤكد وبقوةٍ أن مَن يرى كاي الآن لن يعتقدهُ سوى أنهُ شابٍ أجنبي من أمريكا اللّاتينية !! , يُجابِهُ من يتكلّم معهُ الأن !

وبعد عشر دقائق بالضبط من بدء تلك المُحادثة , عاد كاي إليه ـ بعدما شكره الشاب الأجنبي وذهب ـ
” آسف استغرقتُ وقتاً لوصف المكان بدقّةٍ لهُ “
رسم الأصغر ابتسامة لطيفة علي شفتيه ـ جعلت قلب الأسمر يخفق بعنفٍ ـ قبل أن يجيب .
” لا لا بأس فعلاً , لم تتأخر علي … لكن ..”
_ ” همم ؟ “
_ ” لكن لكنتُكَ تحسّنت كثيراً , بتّ تتكلم كـ الأمريكيين تماماً ! “
بدا التفاجؤ والدهشة على وجه كاي , لكنه وبسرعة أخفى ذلك خلف ضحكة غبيّة متوترة
انتبه لها كيونعسو .
” آه نعم .. آوه ما رأيك بـ عشاء على حسابي الآن ؟ “
كان واضحاً كونهُ يُغيّر دفّة الحديث , لكنهُ لم يجدُ ما يَرُد بهِ .
” أعتقد .. حسناً لا بأس “
* رائع !! , حقاً رائع أيها الأحمق كِدتَ تفضحُ نفسك الآن ! *

~~~

تعثّر عدة مرات بخطواته حينما نزل الدرج , فصوت الجرس وهو يصدحُ بأرجاء المنزل مراراً
وتكراراً جعلتهُ مُستعجل للوصول للباب , مع نيّة بإشباع من خلفهِ ضرباً !
لكنهُ عندما فتح الباب فعلاً وقابلهُ وجه كاي المُشرق بابتسامة جميلة , تراجع عن ما حدّث بهِ نفسه قُبيل لحظات , وفقط كل ما شعر به , شيءٌ قاسي يصطدم بصدره وبقوّة , اللعنة !
” أهلاً كيونغسو “
_ ” مـ .. مرحباً “
كان جليّاً لـ كاي أن الآخر يبدو مُرتبك ومتوتر فعلاً .. لكنهُ تجاهل هذا تماماً وتحدّث
” كنتُ أود أن أسألكَ للخروج من أجل جولة ترفيهية , تعلم .. نذهب للنادي مثلاً “
شفتي كيونغسو افترقتا للحظة والدهشة بدأت تحتّل ملامح وجهه , أ كاي يدعوه مرة آخرى أم أنه يتخيّل فقط ؟ , لكنهُ يعلم أنه لن يستطيع الخروج , شقيقه بيكهيون يُقيّدهُ للأسف .
وداخلياً , أحس بأنه على حافة البُكاء حقاً ! , لكنه تمالك نفسه * لمَ حين تأتيني الفُرصة لكي أبقى معهُ .. تنفلتُ من بين يديّ ؟! *
” أنا حقاً أود هذا .. لكن عليّ البقاء مع بيكهيون لأن والدي ليسا بالمنزل “
” آوه … حسناً إذا سأذ ـ .. “
” لا !! “
حملقَ فيه كاي بنظراتٍ مصدومة , بينما الآخر انتبه لنفسه ليَبلعَ ريقه بتوتر .
” أقصد … يُمكنكَ البقاء معي , إذا لم تُمانع , بيك نائمُ الآن “
تجمّد جسد كاي للحظة قبل أن يضفط شفتيه بقوةٍ في محاولةٍ جيدة لمنع ابتسامته الحقيرة من الظهور * أحسنتَ كاي .. نقطة جيدة للنفسك ! *
” حسناً “
وكيونغسو لم يكُن أسعد من هذا !

~~~

كيونغسو لم يُلاحظ نفسه حينما كان يُشاهد فلم أكشن مع كاي بغرفة المعيشة , لم يُلاحظ كم بدا مُتفاعلاً مع ما يقوله الأكبر , لم يُلاحظ تعابيره المُندهشة والتي تظهر كُلّما آتى مشهدٍ حَامِي من الفلم .
ولم يُلاحظ تحديقات كاي المُستمرة , التي يُلقيها بين الفيّنة والآخرى .
الأمر ـ ولحسنِ حظ كيونغسو ـ قد امتدّ لمشاهدة أكثر من فلم , ومُعضمُها كانت من اختيار كاي , فكما قال الآخير هي بالطبع ستنال إعجاب الأقصر !
والآخر لم يكُن لديه مانع , إنه لمِن الملل مشاهدة ذلك لوحده على أي حال !
وكان يعلم أن هذه الجلسة لن تخلوا من المأكولات الخفيفة , حمداً للرب أنه أبقى بعضها بخزانة المطبخ والثلاجة .

عقارب الساعة قد أشارت على للخامسةِ مساءً , وهما للتو قد انتهيا من مُشاهدة الفلم الثالث .
أجمل ما في الموضوع كون كيونغسو يعلم جيداً أن والداه لن يَزُورا المنزل إلا بعد ثلاث أو أربعةِ أيام !
لماذا ؟ , لأن الغد هو عيد ذكرى زواجهما , وبالتأكيد كيونغسو لن يرى وجهيهما إلا بعد فترة طويلة , على العموم , ليست أول مرّة يتركوه بالبيت مع شقيقه بيكهيون .
لكن هذه المرة كانت مُختلفة عن باقي المرّات , كان معه كاي ! , حينما يُفكر بالأمر بشكلٍ منطقي ..
يبدو صعب التصديق ! , كون مَن كان يُتابعهُ فقط بعيناه دون فعل شيءٍ يُذكر بالسنوات الماضية ! , ولكن هاهو الأن ..
يجلس بجانبه ويتناول بعض رقائق البطاطس , بينما عيناه تُتابع تلك الإعلانات اللامحدودة بالتلفاز .
كم يبدو الآمر مُستحيل الحدوث بعقل الأصغر , لكنّه حدث ! .. كيف ؟ , هو لا يعلم , وللحقيقة هو لا يُريد .
لأن المهم هو أن كاي معه الآن .. وبجانبه .

وبعد رُبع ساعة كانا يجلسانِ بأريحيةٍ وقد قاما بتنظيف ما أمامهما من مأكولات وعُلب فارغة .
كيونغسو يُحدق بملل بالتلفاز مع تقليب مُستمر للقنوات , فلعلّى وعسى يجد ما يُثير اهتمامه هو أو كاي , بينما الأطول كانا يُفكر بعمق .
* فكّر كاي .. أي موضوع يجب علينا التحدّث فيه ؟ , أريد لفت انتباهه تباً !! .. أي موضوع , أي موضوع ؟ !! *
كادت عروقه أن تبرز لشدّة تفكيره العميق بهذا الأمر ! , لكنه حينها خطر على باله ….
” أين ذهب والداك ؟ “
كيونغسو للحظة توقف عن تقليب القنوات , ورفع حاجبه باستنكار ! , أمِن المفترض أن يسأله كاي سؤال كهذا ؟ , وحينما قرأ الآخر تعابير كيونغسو المُتعجبة , انتبه جيداً لمَ قاله .
” أنا … أنا آسف , لم يكُن علي التدخّل “
_ ” لا لا , لا بأس حقاً , إنهما سيحتفلان بذكرى زواجهما .. سيغيبان ثلاث إلى أربعة أيام “
_ ” أوه “
لم يلحظ ـ أيضاً لهذا اليوم ـ أن وجنتيّ كاي توّردتا قليلاً * تباً لك كاي لو أبقيتَ فمكَ الثرثار مُغلقاً !! *
….
وبعد دقائق آخرى , أحس كاي باهتزاز طفيف في الأريكة , بالكاد يُلاحَظ , حينها حدّق على كلا جانبيه قليلاً , وقد بدا جليّاً أن ما يهتزّ ما هو إلا هاتفٌ نقّال , للحظة عقد حاجبيّه بينما كفّيه تتحسس جيوب بنطالهِ وسترته , وهاتفهُ لم يكُن موجود بين ثنايا ثيابهِ ..
عقد حاجبيهِ وتلفّت يمنةً ويسرى لعلّه يراه , عندها عيناه استقرّتا على ذاك الشيء ذو اللوّن الأزرق .
هاتفهُ هناك .. محشور بين مسندِ الاريكة والأسفنجةِ الخاصة بها , وبجانب فخذِ كيونغسو ! , الذي ويبدو أنه لم يلحظهُ لأن تركيزهُ بأكمله موجّهة للتلفاز بعدما استقرّ على أحد القنوات .
كاي لم يُفكّر للحظة أن يطلبَ من الآخر أن يُعطيه هاتفهُ , كان يبدو الأصغر مُركزاً , ولم يُرد أن يُقاطعهُ لـ شيء مثلِ هذا .
لم ينهَض من الأريكه وإنما امتدّ بجسده العلويّ لكي يلتقطهُ من جانبِ كيونغسو , والذي يبدو بعيداً عنهُ قليلاً !
كان يستندُ بيده على المِسندِ خلف رأس كيونغسو , بينما يدهُ الآخرى تحاول وبجهدٍ الوصول للهاتف , جسده يميل للأقصر والذي تعجّب قليلاً من هذا كُله .
” هل هنال ـ … ” !!!
لم يعرف كاي كيف حدث ذلك ؟! , ولم يعلم خطأ مَن أصلاً ؟ , أكان ذلك بسبب يدهِ التي انزلقتْ من المِسند ؟ , أم بسببِ قدمِ كيونغسو التي احتكّت بهِ ؟ , أم بسببِ جسدهِ العلويّ والذي فقدَ توازنهُ على الآخر ؟؟ ..
لا يعلم .. لا يعلم حقاً !! , كُل ما يعرفهُ أن وجهَ كيونغسو كان قريباً .. كان قريباً حدّ أنفاسهِ الساخنة تصطدمُ بعنفٍ بوجههِ , وعينيهِ المُتسعةِ تُحدّق برعبٍ بُقرب الأكبر ـ الخطير ـ منه !!
اهتزاز هاتفهِ قد توقّف , وكاي قد نسيّ أمره تماماً , لا ينتبهُ إلا لمَا بين ذراعيهِ الآن .
كيونغسو كان ينتظرُ كلمة ـ آسف ـ وأن يبتعد عنهُ الآخر , ولكن ـ يالـ حظهِ ـ ! ظلّ الأكبر بوضعيةِ تلك لم يتَزحزَح من مكانه , يُحدق بأدق التفاصِيل في وجهِ كيونغسو , يفترِسُ عيناه دون رحمةٍ , وهذا ما جعل ضربات قلبهِ تتسارع بطريقة جنونية !!

عينا كاي ومن دونِ أن يُسيطرَ عليها , وقعتَ على شفاهِ كيونغسو المُكتنزة ! ..
تبدوا شفاههُ وردية .. رطبة .. مناسبة لشفتيهِ تماما !! , لم يشعُر بذاتهِ حينما اقترب أكثر وأمالَ رأسه للجهةِ اليُسرى .
وقلبُ الأصغر المسكين لم يهدأ ولو لـ ثانيةِ واحدة ! , لم يتحرّك ولم ينبس ببنتِ شفهِ !! .. فهو لا يعلم بالضَبط كيف يتصرّف ؟ , أ كاي بالفعل سيُقبّلهُ الآن !؟؟ ..
ولكن سؤالهُ لم يدم طويلاً دون إجابة شافيه .. فقد أحس بتلك الرطوبة على شفتيهِ , وأسرع مِما توقع !!
عقلهُ توقف عن العمل حينما شعر بالفراشات تُحلّق أسفل معدتهِ , شعور رائع فعلاً .. لم يُجرّبهُ من قبل !!

عيناه حدّقتا بوجنتِ كاي اليُمني والتي باتت قريبة منهُ بشكلٍ كبير !
حينها .. أغلق ستار جفّنيهِ ورفعَ كفّهُ لـ تُحَاوطَ خدّي الأسمر الفاتنَ ..
قبل أن يتعمّق في قبلتهما أكثر !!

~~~

يُتبع ..

آسفٌ على تأخري هذا , كنتُ بفترة امتحاناتي والحمدُ لله انتيهتُ منها .
هذا الجزء الأول من الون شوت , قسمتُه لأنه طويل بالفعل , أرجوا أن ينال إعجابكم

25 ردٍ ..
وسيكون الجزء الثاني بين يديكم ^^ , دقيقة واحدة لـ كتابة تعليق لن يضُر صحيح ؟
استمتعنَ كتكوتاتي ~
ask : rerorokereo
kik : geli fanfan


35 فكرة على ”Aware ! 1 / 2

  1. مدري ليش ما ارتحت لكاي وتصرفاته
    احسه غريب ؟!
    يعني كانه يحب كيونغ
    بس ليش رفضه بالبدايه ؟؟؟! ممكن يكون سافر اوشي
    وفيه تشانبيك اوني ؟؟؟
    ياليت تدخليهم ولو بجزء بسيط
    وشكرا ع الونشوت
    بانتظار الجزء الثاني لاتتاخري علينا
    فايتينغ

    Liked by 1 person

  2. الون شوت ما اعرف ايش اقول بس من نوعي المفضل مرررره 😶💘 يعني بعد يوم متعب جداً أقرا ون شوت ولا ومن نوع الون شوت الي احبه 😭 هل انا بالنعيم ؟👼🏻💜💜 وكاي جد جد احسه يحب كيونغ من قبل بس يستعبط يعني ليش لما جاء يعترف له كيونغ قال هل سيعترف ياالهي ولما كان يبغى يذوقه مرارة الرفض عارفه انها مو أدله قويه بس لما اصتدم بكيونغ ولاحظ اصابعه وكذا ورجع من بكرا عشان يبغى يطلع معاه يعني لو هو جد رافضه عشان ما يكن له مشاعر مستحيل يرجع له عشان الجو كذا بيكون متوتر بس كاي رجع لكيونغ وكذا تحسيه يبغى يجلس مع كيونغ ويبين له شي ولما تكلم عن الرفض وقاله كيونغ انا تخطيت الامر وكذا تحسيه حس بإحباط ولما قام مسك يد كيونغ عشان يرجعله مشاعره مثلاً ؟😂💘 ويوووه لما راحوا للاسطبل وكذا مو عارفه ايش اسمه بالضبط واتسابق كاي اتخيلت شكله وجلست اصرخ 🙈😂 اتحمس بالخيال بس ايش اسوي لو مكان كيونغ رحت ضميته اشوف ذا الجمال وكل شي كان اجلس اصرخ ولما ينزل اتعلق فيه 😶 وكيونغ احسه شخص هادئ ومسالم ومررره مع عائلته وما عنده اصحاب وكذا بريئ بعد 😭💕💕 ولما تكلم كاي عن رموش كاي وكيف يرمش لما يتكلم كاي اجلس اتخيله وابكي لانو مو قادره اكله المارشميلوا الكلب 😭💜💜 جد يكفي انو هو البايس وانا جالسه اتخيله وهو يرمش ايش ممكن يصير لي ؟ 😔💔 ولما قبلوا بعض هناااا لو كيونغ الغبي انكر مشاعر كاي وما حس انو يحبه من قبل راح اذبحه ( اهم شي انو انا متاكده انه يحبه من قبل 🙈) بس جد انا حتى الان تحت تأثير القبله ومو قادره اطلسم وعارفه انو في مخلوق صغير عندو بطن نوتيلا بيخرب القبله الرائعه 😂😔 ولا اذا تكلم اكيد راح يحرجهم وما راح نشوف ماشي قدام باب بيت كيونغ حتى 💔 وما راح يكلمه اصلاً ويعتذر او شي لانو ما معاه رقمه 🌝وجد مادري ايش بيصير فيني لو نزل الجزء الثاني اليوم انا راح اتأكد في ذي اللحظه اني في نعيم 😫❤️❤️ وبس فايتيييييينغ 🙈💕

    Liked by 1 person

  3. رووووووووووووووووووووعة
    ابدعتى اونى والله
    اووووووووووووووووووه
    جاااااااااااااااااااااااااااامد^^
    هههه فى الاخر طلع كاى بيحب كيونغ
    بس ليه رفضه فى الاول
    يسلموااااا
    ابداااااااااااااااااااااااااااااااااااع
    فاااااااااااااايتنغ ^^

    إعجاب

  4. يااقلبـــي😫
    كيونغ حزني لما انرفض على الاقل كاي عطاه فرصه بعدين رفضه😠
    كاي رجع بعد مده يبي يتاكد من مشاعر كيونغ اوگ ليه رفضت من الاساس سيد كاي😒
    مدري عندي احساس ان كاي يبادله المشاعر 🙈
    الجزئيه الاخيره فاضت فيها مشاعري الوصخين🔪
    انتظر بيك يخرب عليهم😂😂✌🏻️
    متحمسه للجزء الثاني من الونشوت
    في انتظارك✋🏻

    Liked by 1 person

  5. جداً جداً جميل😻😻
    يوم كاي رفض كيونغسو قلبي عورني
    حسيت كأني اللي انرفضت😿😿😹

    مابعلق وايد لاني اتريا البارت الثاني
    بالانتظار جميلتي المُبدعة💛💛.

    Liked by 1 person

  6. القصه جميله عجبتني بس مافهمت كاي ادا كان يحب كيونغ ليش رفضو من البدايه،تخرفنت معاعم في الاخير ننتظرك اوني فايتينغ

    Liked by 1 person

  7. الونشوت جميل جدا اقدر جهودك ما قصرتي اسعدتيني
    فعلا رائع كنت محتاجة جرعة كايسو هههههههه واعتقد القبلة راح يكطعها بيك النوتيلا فديتهم شكد كيوت البيكسوو وهم اخوان
    ننتظرك بالجزء الثاني اتمنى ما تتأخري
    كوماوا فايتنغ

    Liked by 1 person

  8. حبببيتت 😭😭😭
    حلوه طريقه السرد مع انو الفكره مكرره لكن سردك حلو 💟
    مب مستوعبه اللحين تشانيول مب كبر كاي؟ كيف طيب يكون مع بيكهيون اللي عمره ١٠ سنوات ؟؟؟ انلخمت شويتين
    انا متت واتحللت عند مقطع كاي لما كانوا عند الحصن 😭
    مافهمت اللحين كاي ليش رفض كيونقسو ورجع له اللحين ؟ بموت زقق 😔
    ليت لو ماتطولين بالتنزيل 💖💖

    Liked by 1 person

    • – تشقهق وبقووووة – !! ، جد جد
      اسفة انا غلطت بالاسم
      يا ربي ×× .. المفروض صديق كاي
      هو سيهون ! ، والمشكلة
      اني متخيلته سيهون يالله مدري
      كيف غلطت 3 مرات كمان !! ؟ ، جدآ
      اسفة صديق كاي المقرب سيهون مو
      تشانيول ^^ ” ..
      وشكرا جزيلا لك ع تنبيهك لي .. ♡

      إعجاب

  9. وووووواو
    مرة حلوة الونشوت
    حبيتة كثير
    وشخصيات كمان كثير حلوة
    مع انه غريب ليش كاي رفض كيونغ وهسة لاصق فيه
    اكيد في شي
    و اشيائات غامضة شوي يعني ليش
    لما سألة كيونغ ع اللغة الانكليزية غير الموضوع فجأة
    حاسة في شي ورة هذا الكاي
    المهم شفتوا بيك فدية رايح لتشان
    لان بحب البيكول كثير حتى هاي اللحضات عندي روعة
    نرجع للكايسو
    مسكين كيونغ كيف رفضة كاي وبعدهة
    رجع يطلع معه يعني كيف راح يتصرف المسكين
    لا يقدر ينساه وكاي كل شوي جاي بابتسامتة
    الي تشق الوجه لبيت كيونغ
    يلا نعرف كل شي بالبارت الجاي
    بس عنجد الونشوت تحفة حبيتة كثييررر
    قريت الونشوت
    للنص ورحت لشغلة
    رجعت قريتتة من البداية لقيت ان سيهون هو صديق كاي
    قلت معقولة
    انا من كثر حبي لتشاني قمت اتخيلة بكل مكان هههههه
    بس طلع خطأ عادي
    حبيت اللحضة بمكان الخيل لما كاي يتسابق
    لا والوصف احس نفسي اتخيل من جد وعيوني تحولت قلوب
    قاعدة تصارخ <<اخر شي لما وقع كاي ع كيونغ والقبلة
    ااااااااا
    فايتنغ اوني ننتضرك بالبارت الجاي
    شكراً كثير لتعبك
    واسفة ع تعبيري المعوق هذا الي طلع معي😁

    Liked by 1 person

  10. جمييل جدا وطريقه السرد رائعه
    انا حاسه انو كاي وراه اشي .. مستحيل يكون رفضه بعدها صار يحبه فجأه .. في خطه جهنميه براسه انا متأكده *بس يارب اكون غلطانه * 😏😏
    طبعا القبله الي اختتمتي فيها قتلتني .. *غير قادره عن التعبير*😭😭
    كومااوا اوني ع الجمال الي كتبتيه 😍😍
    بأنتظارك بفارغ الصبر
    فايتينغ 😄😄

    Liked by 1 person

  11. والله طول ما أنا أقرا حاطة يدي على قلبي, كاي وراه شيء أنا متأكده.. يعني شلون كذا فجأه حبّ كيونغ وبس يتلصق فيه يعني حتى مع أنه رفضه!! والي خلا قلبي يعورني أكثر لما كاي إبتسم بحقارة لما كيونغسو طلبه يدخل للبيت مادام امه وابوه مو موجودين😩 وش ناوي عليه الكلب :((( والله شايلة هم, خوفي يحطّم قلب كيونغ لإني جد بنتحر لو صار كذا, يارب كل الي قاعد يخطط له يخرب ويحب كيونغ صدق, وآخر شيء, سردك جداً جميل وسلس.. حبيته حبيته💖 وأدعي من كل قلبي النهاية تكون مُرضية لمشاعري :(~

    Liked by 1 person

  12. ون شوت لطيييييييييييييييييف للكايسووووو العشق
    يا خي طريقة سردك جميييييلة جدا
    الون شوت عالعموم ابداع
    ننتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر
    ما تطولي فايتينغ

    Liked by 1 person

  13. كاي وراه شي مستحيل يحب كيونغ بذي السرعة!! وشكله قاصد يصدم فيه يوم كان راجع للبيت عشان يدل بيته ويتلصق فيه شكله مسوي فيه رهان او شي نفس كذا
    والتشانبيك ويسي!! كثري مقاطعهم كيوتين وعمرهم 10 سنوات بعد!! بزران اخر زمن😂😂😂💕💕

    Liked by 1 person

  14. انا لما كاي قال انو لسا ما اعترف انا عرفت انو بيحب كيونغ سو
    على العموم مشكورة عنجد على هالونشوت اللطيف الجميل الطويل
    في الانتظار للجزء الثاني ان شاء الله
    فايتنغ

    Liked by 1 person

  15. حاسه ورا جونغ ان شيء!يعني شالسبب الي خلاه يتقرب منه وهو كان رافضه اساساً؟؟
    الجزئيه الاخيره إلهي …….
    تحمست للجزء الي بعده مره ، بإنتظارك 💖.

    Liked by 1 person

  16. ويكند وكايسو ❤ .
    انا التعليق الخمسة والعشرين 🌚💜!
    وآبي الجزء الثاني الحين الحين الحين ..
    كنت بطلع اول ماقريت البدايه ، حسيته حزين بس تحمست اقرا وكملته
    وكالعاده آخر البارت جلطه..
    عموماً ، ننتظرك 💔
    وشكراً 💕

    Liked by 1 person

  17. ياربي فراڜاااات تحلق 😭 وقوس قزح و مارشملو وكل شي 💕
    ياربي البارت لطيف بشكل جدا لطيف ولعب بمشاعيري بشكل موطبيعي 😭😭💜💔
    وشكرا لك يحلوة عالبارت الاول وانتظر الثاني بفارغ الصبر شكرا بييي

    Liked by 1 person

  18. دحين معرفت لكاي دا 😑 ليكون قاعد يلعب بكيونغي !
    احس م ارتحت لهو لما تجاهل سؤاله لما كانوا ف النادي و لا ابتسامتو اللي مدري ايششكلها لما قالو كيونغ اقعد معاي ! افففف خفت ع كيونغسو لاتكون النهايه حزينه ):
    و الونشوت رائع رائع 🙋💞

    Liked by 1 person

  19. مع نفسيييي كنت ساحبه عالونشوت مدري ليه واليوم فكرت اقراه ولما قريته ما ندمتتتتت لاااا ياربيييي وش ذااا خيير انا حماره لاني طوفته من البدايه *تشنق نفسها* اولا اولااااا لما كاي رفض كيونغ وكيونغ بكى يييمممه قلبي تقطععع ياربي كسر خاطري وتقابلهم واااوويييي ياربيي كواااته 😭😭 ياربي وش ذا ابي اعرف وش يخطط له كاي مع ابتسامته الخبيثه خيير وودي اعرف منو كان الشخص الي كاي معجب فيه مع اني احس انه معجب بكيونغ الحين ياربي كيكيوووت واخر جزئيه يتياايطتسنسنمسمسمسمسكسكسمسمسمسمتستيتساياعيعيتييااطريتسنسخشحشحشججشكشمظنتبربععبعبعبعبعبعبااب خووورااافييييههه وخنننففششااررييهه ياربي انجلطت صرخت لانج وقفتي على النقطه ذي بالانتظار 😭😭😍😍

    Liked by 1 person

  20. واااااااه ونشوت رووووووووعه
    الاحداث تجنن ومشوقه كتير وجميله
    بدايه الونشوت كانت حماسيه كتير
    كاي اكيد بيحب كيونغسو وبدو يصلح
    خطؤه و يرجع كيونغسو اليه بعد
    مارفض اعترافه
    شكله مرتب خطط كتير حتي يخلي
    كيونغسو يرجع يحبه
    دخول التشانبيك بالونشوت لطيف كتير
    متشوقه للبارت الجاي
    فايتنغ 💓

    Liked by 1 person

  21. وواو صدمة
    ليش كاي فجأه صار بدو كيونغ ؟؟
    وليش ببتسم ابتسامة خبيثة وبحكي حكي غريب !!
    مو عارف هو بدو كيونغسو عنجد ولا بستغلو؟
    ههممببفف تخربطت
    بس ياللهول كيونغسو كثيير كيوت وردود فعله ااووفف تصدمني كيف صرخ بوجهه كاي لما خبطو😂😂
    حاس بيكي رح ينزل عندهم
    ويشوفهم وهم يقبلو بعض
    عادي مو سائل ^^
    شكرااا لك عالونشوت صرراحة كثثير حللوو ومثثير للفضول 🙂 شكرا ♥♥

    Liked by 1 person

  22. واااااااه!!!!!!
    حياة عادية ، شخصيات عادية … بس وااااااو كل شيء كان جدا جميل ،متقن ، رتيب منظم.. الهي 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
    يعني انا من اول لحظة اعترافهم لمن قال كاي يجرب مرارة الرفض لكيونغسو بداخله , انا خلاااص تحمست وفي شي رااااائع..
    الهي كلما تقدمت الاحداث كلما زاد حماسي بشكل… تبا رورو وقفتي بنقطة قاااااااتله 😭😭😭😭😭😭😭
    تعرفي قلت فوق انها شخصيات عادية لكن حبيتتتتتتتتهاااااااااااا بشكل 💘💘💘💘💘 خاصة كاي ~
    ههههه لحظة بيكهيون عمره عشرة؟؟ كيوووتي
    المهم نرجع للكايسو… 😍😍😍 كثير وكثيررر من الاشياء المبهمة اللي الواحد يتساءل عنها ساعة.. لكني متحمسه اعرف السر جد متحمسه كاي مليء بكل الغمووووض عكس كيونغ سو كل شي واضح معروف لاشي اكثر… كاي لغته الانجليزية ؟؟ رفضه اصلا لكيونغ ؟؟ حته رجوعه الان ؟؟
    الهي.. رورو انتي جد جد مالازم تتاخري.. 😠😠😠😠
    اقراءه الان بالجامعه وكتبت لك التعليق.. بحطه بعدين.. يوم اوصل.. بس ماحبيت وقت ما يخفت الحماس….
    فعلا رورو الونشوت جممممميل ولطيف وايقاعه عجبني 😭😭😭😭😭😭
    اللعنة لازال اخر مقطع يفتك بقلبي…
    المهم.انتظرك بحمااااس.. شكرا لابداعك بجد ❤
    فاااايتنغ ❤

    Liked by 1 person

أضف تعليق