هكذا أحبُك..

IMG_0248.JPG

جلس بخفة واضعاً أمامه كوباً من القهوة السوداء الساخنة علها تزيح عنه برد ديسمبر الذي يطوف في الارجاء ، ارتشف منها القليل ليرضي رغبته بها قبل ان يشرع في عمله .
” كيونغسو – شي ، المدير كانغ يريدك في مكتبه . ” 
لم يرفع عينيه و لم يبدِ اي ردة فعلٍ تذكر ، رفع كوب القهوة ليقربه من فمه متنعماً بالدفء و الراحة . ثم استقام ليتجه الى من طلبه .
***
وصل الى أمام المكتب ليدفعه دون ادنى محاولةٍ لازعاج نفسه بطرق الباب ، رفع الجالس في الكرسي مشغولاً في العديد من الاعمال رأسه و قطب حاجبيه لانه متأكد انه لم يسمع اي طرقٍ على الباب بل هو فُتح فجأة . 
” ماذا هناك ؟ ” 
سأل كيونغسو ببرود ، ليبتسم الآخر بدفء و يشير له بالجلوس على المقعد ، شتم كيونغسو تحت انفاسه ثم جلس بعدها ، تنحنح القابع خلف مكتبه و عقد اصابعه مع بعضها و مركزها تحت ذقنه بإبتسامة غبية اعلى شفتيه 
” الى متى ستظل هكذا ؟ بربك كيونغسو-اه ألن تبتسم و تتحدث مثل الآخرين ؟ ” 
أطلق السابق ذكره ضحكةً ساخرة ، و رفع نظره الى المتحدث و هو ينظر له بحدة 
” لهذا طلبتني ؟ سيد كانغ اخبرتك مسبقاً انا افصل ما بين عملي و ما بين نطاق علاقاتي ، و ارجو منك ان تتوقف عن حشر نفسكَ في ما يخصني”
• كيونغسو •
ما مشكلة هذا العجوز اللعين بحق ؟ ما الذي ينتظره مني على اي حال ؟ أن ابتسم دائماً كمن يتعاطى احد الممنوعات ؟ لقد اخبرتهم مسبقاً لا دخل لهم بحياتي البائسة ابداً ، اللعنة !!
تنهدتُ بحنق و انا اتجه عائداً الى مكتبي و يالسعادة حظي لقد بردت قهوتي ، كانت آملي الآخير في تحسين مزاجي لليوم . 
جلستُ على مكتبي بهدوء غير آبه بهمسات من حولي التي تعالى صوتها لثواني ثم عادت لتختفي من جديد ! 
رفعتُ رأسي ليقابلني المدير كيم و بجانبه شخص ما و هو لم يبدُ مألوفاً لي اطلاقاً ، عدت بنظري الى مكتبي عندما حصل اتصالٌ بالاعين بيني و بين الشاب الجديد ذاك .
” جميعاً المدير كيم هنا لتفقد احوال الشركة يمكنكم اعتبارها كجولةٍ تفحصية ، فليعد كل واحدٍ الى عمله و يكمل الاشغال الموكلة له ” .
قال المدير كانغ بحزم ، هذا الرجل حقاً يوتر اعصابي ، متأكدٌ لو انه لم يكن عمي لكنت قمت بقتله منذ أعوام . 
سمعتُ صوت خطوات تقترب مني ، لارفع رأسي بتلقائية ، و اقابل المدير كيم الذي يقف امامي مباشرةً ، نظفتُ حلقي ثم استقمتُ سريعاً لانحني برقبتي ، ليس و كأنه علي فعل ذلك من الاساس .
وضع يده على كتفي مربتاً بخفة و هو يبتسم 
” كيونغسو ، انت حقاً تعمل بجد شكراً لكَ
على ذلك “
” هذا واجبي سيدي ” 
قلت ببرود دون ان اكلف نفسي عناء رسم ابتسامة ابداً ، هو ودعني  قبل ان يكمل جولته حول الشركة و انا عدت ببساطة لعملي ، لم استطع التركيز لارفع بصري محدقاً بالحائط امامي و ابدأ بالتساؤل حول العديد من الاشياء التي تشغلني 
” كيونغسو – شي “
يا ترى أكان يجب علي العمل هنا منذ البداية ؟ 
” كيونغسو – شي ” 
هل كان يجب علي الاستماع لاوامر والدي ؟ 
هذا حقاً محير ! ولكن على الاقل يتم معاملتي كموظفٍ عادي و هذا ما يجعل العمل هنا مريحاً ، لكن المدير كانغ يقوم بتصعيب الامور قليلاً لكني شاكرٌ لكونه لم يخبر احداً بخلفية عائلتي .
” سيد كيونغسو ” 
مهما كان لطيفاً معي الا انني لا استطيع الوثوق به بتاتاً ، فأي شخص يندرج تحت سلالة عائلة دو لا يستحق الوثوق به ابداً .
” كيونغسو – شي ” 
لماذا يصرخ هذا اللعين الآن ؟ رفعتُ رأسي اليه بنظراتي المعتادة لكني حرصت على ايصال كوني غاضباً اليه بوضوح ، و قد نجح هذا فهو ابتلع ريقه ثم تنحنح ليعدل وقفته 
” آسف على الازعاج ، لكني امضيت ما يقارب الخمس دقائق محاولاً لفت نظركَ لي ، اتيت لأخبركَ ان السيد كيم يطلبكَ في مكتبه ” .
اومأت له ،  تنهدت بتعب و قد اتخذت طريقي لمكتبه .
طرقت الباب لأدخله بعدها و يقابلني السيد كيم و أمامه المدير كانغ و .. ؟ أوه اليس هذا ذلك الشاب الذي رأيته صباحاً ؟ اعتقد ذلك 
” كيونغسو ، آسف على قطع عملك تفضل بالجلوس ” 
اومأت لاجلس على الاريكة و يجلس هو بجانبي مبتسماً ، اين ذهبت صرامته ؟ لقد كان يمقتني فعلياً عندما بدأت العمل هنا !! 
” كيونغسو ، هذا هو الموظف الجديد ، اليوم اول يومٍ له معنا ، و هو يحتاج الى بعض الوقت ليتعلم كيفية سير العمل و يحفظ المكان جيداً ، و كنت اتمنى لو تستطيع مساعدته ، و سيتم تقليل اعمالكَ من الآن فصاعداً لقد اهتممتُ بهذا الآمر مع المدير كانغ ، سنضاعف راتبكَ ضعفين  ، ما رأيك ؟ “
ليس و كأنني احتاج الى اموالك ، بإمكاني الحصول على اكثر من هذا بغمضة عين  ، لكن ما الذي يقوله هذا العجوز الخرف الآن ؟ أهو يطلب مني حقاً و بكامل قواه العقلية أن اجالس هذا الشاب ؟ أيحتاج ان اذكره بكوني في الثامنة عشر من عمري فقط ؟ لا دخل بكوني ذكياً هنا ، ثم هو يعلم تماماً اني لست لطيفاً ولا حتى بنسبة صغيرة ؟؟ بحق الاله ما العمل الآن ؟ 
• •
تنهد كيونغسو بضيق و هو يفرك صدغه 
” حسناً سيدي سأتكفل بمساعدته ” 
قال كيونغسو ببساطة و نظره للاسفل ، و لم ينتبه للابتسامة الواسعة التي ارتسمت على وجه ذلك الموظف .
” جيد جداً ، سيخبرك المدير كانغ لاحقاً بالمشروع الذي ستعملان عليه معاً ، كما ان مكتبه ملاصقٌ لمكتبكَ تماماً لتسهل عليك مهمة تدريبه ” .
تنهد كيونغسو بضجر ثم انحنى بخفة و خرج من المكتب ، لحقه المتدرب بخطواتٍ بطيئة و ملامح باردة .
” انا دو كيونغسو ” .
ابتسم الآخر فور سماعه لتعريف كيونغسو عن نفسه فهو لم يتوقع انه سيبادر بالتعارف ، لينزل رأسه و هو يعبث بخصلات شعره الامامية 
” جونغ ان ، كيم جونغ إن ” .
قال الاخر و هو يبطىء في خطواته خالقاً مسافةً لا بأس بها بينه و بين كيونغسو . 
توقف كيونغسو فور و صوله الى مكتبه ثم نصب سبابته مشيراً الى المكتب امامه بعدم مبالاة 
” هذا هو مكتبك ” .
قال كيونغسو ثم جلس بعدها ، ضيق جونغ ان عيناه مدققاً في مكتبه ، ليهز كتفيه بعدها بعدم اهتمام ثم يسحب الكرسي ليستقر عليه و يستمع لشرح كيونغسو عن العمل  .
_
” هذا كل شيء ، اي استفسار ؟ ” 
سأل كيونغسو و هو يعود الى وضعيته السابقة محدقاً في مكتبه لينفي الآخر برأسه ثم ينهض بعدها بإتجاه دورة المياه ، فتح الباب ليجد المكان خالياً ، وقف امام المرآة  خفف ربطة عنقه و بعثر خصلات شعره بفوضوية و هو يبتسم بشدة
“انه لطيف ، لطيفٌ جداً ، يا الهي ” 
وضع يده على قلبه متسارع النبضات ، ليبتلع ريقه بعدها و يحسن مظهره و بالطبع لم ينسى رسم الملامح الباردة و اللامبالية .
فور خروجه من دورة المياه وجد مجموعة فتيات يقفن على بعد سنتميترات منه ، ثم اكمل طريقه غير مهتمٍ بهمساتهن و الاصابع المشيرة نحوه ، لنقل انه كان معتاداً على هذا . عندما ابتعد عنهن زفر بضيق و هو يفرك صدغه . 
” تحمل من اجله جونغ ان ، فقط من اجله ” 
رددها طوال طريقه و حتى وصوله الى مكتبه .
***
• جونغ إن • 
و أخيراً انتهى اول يوم عملٍ لي هنا ،المكان هاديء و مناسب تماماً لاخذ قيلولة ، اغمضت عيناي لمدة خمس دقائق تقريباً ، لتقاطعها اليد التي وضعت على كتفي ، فتحت عيناي ببطء لابتسم بعدها ، فوالدي هو آخر من سيخرج من الشركة بالطبع .
” بني “
نهضت من على المقعد و وقفت موازياً له ثم حاوطني بيديه في عناقٍ دافيء ، فرك بيده على ظهري صعوداً و نزولا ثم ربت اعلى كتفي .
” كيف كان يومكَ ؟ أسار كل شيءٍ على ما يرام ؟ ” 
اومأت برأسي مبتسماً ثم ابتعدت عنه لامسك بيده و يجلس كل منا على كرسي  . 
” بعد ان خرجنا من مكتبك عرفني بنفسه ، و أنا حتى لم اطلب منه ذلك ! أتصدق ؟ هو من النوع الذي يتجنب الحديث مع أناس لا يعرفهم بل و أعني مع الجميع ، لذلك تفأجاتُ بسبب مبادرته بالتعريف . بعدها اتجهنا الى مكاتبنا و بدأ بتعليمي ، بالطبع انا لم انتبه لما يقوله فأنا اعرف كل شيء  ، ولكن صدقني لقد شرح كل شيءٍ بالتفصيل الممل ، هو حقاً مثالي تماماً ، حمداً لله بكونه لم يبتسم لي و الا كان قلبي قد توقف حينها “.
قهقه ابي و هو يضع يده على كتفي و يشد هناك .
” الهي كيم انت واقعٌ له حقاً ” .
زممتُ شفتاي ، ثم تنهدت بتعب رافعاً حاجبي .
” و هل ظننتني امزح ؟ بحق الرب ابي لقد اخبرتك مراراً و تكراراً بكوني واقعاً له ، انتَ حقاً لا تُصدَق ” 
ضحك هذه المرة بقوة و وجدتني اشاركه الضحك دون سبب ، توقفنا بعد مدة لينظر الى والدي بإبتسامة 
” ظننتكَ لبيت رغبتي آخيراً عندما طلبتَ مني السماح لك بالعمل هنا كموظفٍ عادي ، لكنك فعلت كل هذا لتتقرب من ذلك الشاب فقط  . ” 
ابتسمتُ بحب و انا اتذكر وجهه امامي ، اول يومٍ رأيته فيه ، تلكِ الملامح أسرتني حينها ، و لم استطع طوال العامين أن انسى كيف شعرتُ عند رؤية ابتسامته ، هي كانت و ما زالت أجمل شيءٍ رأيته .
” أسمه دو كيونغسو و ليس ذلك الشاب ، و اجل انا حقاً احبه كثيراً ابي ، لا أعلم كيف أستطاع ذلك الطفل التحكم بي هكذا ، هو مهمٌ لي كثيراً و الا لم كنتُ طلبت منك العمل هنا ، انتَ تعلم هذا جيداً ، و ايضاً انا شاكر لكونكَ لم تخبر احداً بكوني ابنكَ هذا يجعلني مرتاحا اكثر و لن يبعده عني بالطبع ، لنأمل فقط أن تسير الأمور جيداً .” 
” انتَ طلبت ان لا اخبر احداً وانا وافقت ، لكنكَ ستحتاج لاخباره في يومٍ ما ، أنتَ تعلم هذا جيداً ، بالمناسبة اين ستنام الليلة ؟ ” 
ارتديت نظارتي و اعدت رأسي للخلف و انا ابتسم 
” سأنام في منزلنا “
انزل ابي رأسه و اطلق ” اوه ” حزينة ، ضحكتُ بهدوء لاجده رفع رأسه فجأة بإبتسامة  .
” ماذا قلت ؟ ” 
كانت اقرب لصرخة مراهقة أكثر من كونها صرخة رجل ، ضحكتُ بعلوٍ هذه المرة و وضعت يدي على كتفه .
” في منزلنا “
نهض ابي ليجرني في عناقٍ آخر و وجدتني انزل كتفاي دون مبادلته .
” هيا بنا بسرعة والدتكَ ستفرح كثيراً عند رؤيتك ” .
***
اليوم التالي 
يتنهد جونغ إن بتعب ، و يكمل جولته ذهاباً و إياباً بداخل مكتب والده ، شد شعره و قضم اظافره ، هو متوترٌ جداً ، فالساعةُ الآن تشير لتمام التاسعة و كيونغسو لم يحضُر حتى الآن ! بحثَ عنه في جميع انحاء الشركة هو حتى كلف من يذهب الى شقته لتفقدها و هو لم يكن هناك !
” جونغ إن بني اهدأ ، هو بخير ربما ذهب لزيارة احدهم ” .
نفى جونغ إن برأسه و جلس على الكرسي مغمضاً عينيه .
” أحدهم كمن مثلاً ؟ هو ليس لديه اصدقاء ، علاقته مع عائلته ليست وديةٍ أبداً ، والده ليس من النوع المتفرغ للزيارات العائلية ، كما  ان شقيقه خارج البلاد الآن ، من سيزور إذاً ؟  ” 
اتسعت عينا والده و رمش بسرعة ، ضيق عينيه و نظر نحو جونغ إن الموشك على البكاء ، بقليل من التعجب .
” أليس هذا غريباً ؟ أعني انتَ تعرف الكثير عنه و أشك في كونه يعلم عنكَ شيئاً سوى اسمك ! على ذكر والده ، من يكون ؟  أهو شخصٌ أعرفه ؟ ” 
تنهد جونغ ان و مسح على وجهه بيده متجهماً من حديث والده الذي بدى له غير عقلانٍي تماماً .
” أجل أعرفُ الكثير عنه ، لكن أهذا حقاً يهم الآن ؟ أنا لا استطيع إيجاده ، أو حتى معرفة مكانه على الاقل ، أنا قلقٌ عليه كثيراً ” .
” سيكون بخيرٍ كيم ، فكيونغسو ليس ضعيفاً أبداً . ” 
هز  رأسه مراراً ثم خرج من المكتب بعدها ، لمكانٍ يجهله .
فرك جونغ إن يديه ببعضها و أرتعش جسده ، فهو للتو قد لاحظ خروجه من الشركة دون ارتدائه لسترةٍ تقيه من البرد ، تنهد مدخلاً يديه في جيوب بنطاله ليتجه نحو المكان الوحيد الذي لم يبحث فيه عن كيونغسو ، متمنياً من كل قلبه أن يكون هناك . 
” الهي العزيز إلطف بي . “
أوقف سيارة اجرة و دل السائق على آمله الآخير ، رفع هاتفه و نظر الى الساعة الواحدة ظهراً ، أي مواعيد ذهابه برفقة كيونغسو الى المقهى ، ابتسم بإنكسار و هو يمسح بإبهامه صورة كيونغسو التي في هاتفه .
” لماذا تفعل هذا بي دو كيونغسو ؟ “
أدخل الهاتف بجيب بنطاله و اتكأ بظهره على الكرسي مغمضاً عينيه.
” وصلنا سيدي ” .
فتح عينيه و نظر الى السائق ثم الى النافذة ليطلق أوه بعد ان استوعب وصوله ، شكر السائق و اعطاه اجرته ثم نزل بعدها .
سار بإتجاه المحل و فتح الباب ليصدع الجرس كإشارةٍ لدخول زبونٍ جديد ، خرجت سيدة كبيرة في السن من غرفةٍ في الخلف بإبتسامة واسعة على شفتيها .
” مرحباً بكَ أيها الشاب ، كيف أساعدكَ ؟ ” 
انحنى لها ثم جال بناظريه في الارجاء باحثاً عن كيونغسو ، تعجبت المرأة منه فهو ليس من زبائنها المعتادين و يبدو غنياً مقارنةً بمحلها المتواضع ، بالاضافة لكونه لا يرتدي ما يقيه من البرد . تنهد جونغ إن ثم التفت لها بإبتسامة مصطنعة .
” مرحباً  ، أمم أريد كيساً من حلوى العرق سوس و آخر من حلوى الدببة المطاطية إذا سمحتِ .”
اومأت المرأة أن نعم ثم اتجهت بإتجاه الادراج لتجمع الحلوى التي طلبها جونغ إن ، سلمته الكيس و دفع لها الحساب ثم غادر بعدها بخيبة أمل .
” أين أنتَ ؟ أيعجبكَ كوني قلقاً هكذا ؟ “
شد على الكيس بيده ثم اتجه نحو الحديقة في الجهة المقابلة من الطريق ، جلس على أحد المقاعد بمحاذاة العاب الاطفال ، و أغمض عينيه يائِساً ، لأول مرةٍ يشعر بالقلق هكذا ، لطالما كان يتابع كل تحركات صغيره ، أين يذهب ، و متى يعود ، و برفقة من .
أحسَ بظلٍ يغطي عينيه أو بمعنًى آخر بشخصٍ يقف أمامه بتلامسٍ بسيط بين مقدمة حذائيهما ، فتح عينيه ببطء لتقابله تلك العينان الواسعة ، فركَ عينيه بيده محاولاً إقناع نفسه بأنه لا يتخيل ، أحس كيونغسو بغرابة تصرفات الشاب أمامه ، فنظف حلقه و هو يضع يمناه بداخل جيب معطفه الكبير جداً مقارنةً بحجمه  . 
” جونغ إ- ” 
جذبه بقوةٍ لصدره ، و هو يحيطه بيديه في عناقٍ ، و كأنما يستمد منه الدفء الذي افتقده ، و كأن كيونغسو كان دمًى يُحيّ قلب جونغ إن ، و هو حقاً كان أكثر من ذلك بكثير .
” إلهي ، كيونغـ-سو ، أين ذهبت ؟ أين كنت ؟ ” 
و ما زال الأصغر لم يستوعب ، أن يجد نفسه بين ذراعي زميل عمله في حضنٍ في شارعٍ عام ، شيءٌ لم يستطع تحليله ، و لربما العقل لا يساوي شيئاً أمام قلبٍ نابض ؟ 
” لقد قَلـ-قتْ ، قلقتُ عليكَ كثيراً كيونغسو ” 
و هذا بطريقةً ما شتت كيونغسو ، دفع جونغ إن بخفة ، لتقابله ملامح متعبة و هو لتوه لاحظ عدم ارتداء الأكبر سوى لقميصٍ رمادي قطني . 
” جونغ إن أجننت ؟ كيف تخرج هكذا ؟ يا إلهي ” 
فرك رأسه محاولاً التفكير في حلٍ لتدفئة الغبي – كما يعتقد – أمامه ، بعثرُ شعره قليلاً ، و جذب شفته السفلى بين اسنانه ، و هو سبب بهذا رعشةً عبرت جسم الأسمر .
” حمداً لله أنكَ أتيتَ كيونغسو ، كنتُ سأموت خوفاً عليك ” 
بدأ بالترنح يميناً و يساراً ليمسكه كيونغسو و يقربه اليه ، شد جونغ إن على خصر الأصغر بقوة ، ليصبح كحضنِ بطريقةٍ ما . 
تنهد كيونغسو و هو ما زال يفكر ليبعد جونغ إن عنه و يخلع معطفه ، نظر جونغ إن اليه بتعجبٍ من فعلته عندما امسك كيونغسو بيديه ملبساً إياه معطفه .
” مـ-ماذا تفعل كيونـ-غسو ؟ ” 
رفع كيونغسو رأسه اليه مبتسماً بسخرية 
” أرقص السالسا ! ، ماذا أفعل برأيك جونغ إن ؟ ” 
ثنى جونغ إن ركبيته و وضع يده على معدته لينفجر ضاحكاً ، نظر اليه كيونغسو بتعجب فهو لا يجد ما قاله مضحكاً .
” الجو باردٌ أيها الأحمق هيا بنا لنذهب ” 
توقف جونغ إن عن الضحك عندما رأى كيونغسو أمامه يضم نفسه ، هو قد خلع معطفه للتو و ألبسه لجونغ إن و لحسن الحظ أنه كان كبيراً كفاية ليناسب جونغ إن .
نظر اليه جونغ إن بأعين دائخة تفيض حباً ، هو حقاً أحب كيف أن وجنتيه الحلبية تحولت للون الأحمر ، أحب أذنيه التي أصبحت زهرية قليلاً ، أحب كل شيءٍ يرتبط بإسم كيونغسو ، و أحب كثيراً أهتمامه به ، هو و بدون شك عاشقٌ لهذا الطفل أمامه .
” كيونغسو ” .
همس جونغ إن و هو يتقدم مقترباً منه ، قبل أن يحتضنه اليه بعدها ، لطالما تمنى أن يحتضنه كيونغسو في المقابل ، أن تحيط تلك اليدان الصغيرتان بخصره ، أن تتشابك أصابعهما معاً طوال اليوم ، أن يقبله و لو لمرة ، هو أراد الشعور بقرب كيونغسو له ، أراد تملكه ، و هي ما زالت مجرد أمنيات .
” مـ-ماذا تفعل جـ-ونغ إن ؟ “
لن ينكر كيونغسو انه أحب يدي جونغ إن التي تحيط خصره ، هو شعر بالدفء و بالراحة ، شعر و كأنما هو كان فارغاً لمدة ، و غريبٌ بطريقةٍ ما أستطاع جعله يشعر بهذا .
” لا أريدكَ أن تمرض كيونغسو ،  لن أجعلك تمرض أبداً ” .
لربما تلك الرعشة التي سببتها كلمات جونغ إن لجسد كيونغسو أفتتحت جزءاً من قلبه أُغلق منذ زمن ، زعزت جدرانه لتحرره ، و ها ذي تفتح أول بوابةً تواجهها .
” لذلك دعني أحتضنكَ قليلاً ، فقط دع يديّ تحيطكَ لمدة ؛ لنتقاسم دفء معطفكَ سوياً كيونغسو-آه ، هلا فعلنا ؟ “
اومأ كيونغسو بتردد و وضع يداه فوق يدي الآخر ، تنهد جونغ إن براحة واضعاً ذقنه على كتف كيونغسو 
” لو تعلم ، لكم أنتظرت حدوث لحظةٍ مثل هذه ” 
همس جونغ إن لنفسه و هو يشد بيديه على خصر كيونغسو ، مقرباً إياه أكثر حتى ألتصق صدره بظهر الآخر ، تنهد كيونغسو براحة و آمال نفسه اكثر للخلف متنعماً بما يشعر به ، تأكد لحظتها أن هناكَ جزءاً من قلبه يميل لجونغ إن ، هو أمسك بيد الأكبر بين يديه مناظراً الفرق بينهما ، تردد قليلاً قبل أن يدخل أصابعه بين فراغات أصابع الآخر و قام بتحريكها يميناً و يساراً مُعجباً بالتلائم المثالي بينهما ، قهقه بهدوء لينظر اليه جونغ إن و يبتسم بشدة ، هو قد شهدَ للتو الجانب اللطيف من الأصغر ، و هذا كان كثيراً عليه ليتحمله  بيومٍ واحد .
” الهي الطفْ بي ، سيقتلني بلطافته دوماً ” 
همس و هو يشد على اصابع كيونغسو التي بين يديه محاولاً لفت انتباهه ، التفت اليه كيونغسو مبتسماً بسعادة و هو ما زال يلعبُ بأصابِعهما بطفولية .
” أنظر جونغ إن ، مثاليتانِ تماماً ، كأنَ فراغاتكَ أنتظرت اصابعي لتملئها ،  غريب ، لكنه جميل ، جميلٌ جداً !! ” 
تنهد جونغ إن و رفع رأسه لينظر الى السماء بإبتسامةٍ حمقاء ، أو لنناديها بـ ابتسامةٍ عاشقة .  يصر هذا الطفل على جعله يحبه ، على جره أكثر ليغرق في بحر مشاعره ، و هو ليس متأكداً إن كان بإمكانه أن يحبه أكثر مما يفعل .
 صوتُ قهقهاتِ كيونغسو و تنهداتِ جونغ إن ، معزوفات هادئة و أخرى صاخبة ، حروف سابحة في الفضاء دون أصوات ، و مشاعر مخفية ، هما بقيا هكذا لمدةٍ لم يشعرا بها ، متناسيين الجو البارد ، اكتفيا بقربهما من بعضهما ، بملامساتٍ جسدية ، إبتساماتٍ ثمينة ، و نظرات هادئة مغرمة . 
” كيونغسو ، كيف يمكنكَ أن تكون لطيفاً هكذا ؟ ” 
بصوتٍ منخفض و كأنه يحدث نفسه و ليس الشاب القابع تحت ذراعيه ، كيونغسو كان تماماً في عالمٍ آخر ،  بدى كطفلٍ أهداه والداه لعبةً ثمينةً لعيد ميلاده ، هو لم يعد كيونغسو البارد ، وجد راحته بجانب جونغ إن ، ناسياً تماماً انه ليس الا غريباً يعمل معه .
كما يقول البعض ، الشخص الذي يفتقد شيئاً ، سينفجر فور حصوله عليه ، و هكذا كان كيونغسو ، هو عاش طوال حياته وحيداً ، ليس لأن لا أحد يريد التقرب منه بل العكس هو لم يرد من أي احدٍ أن يتقرب منه ، بأي طريقةٍ كانت ، هو فقط رفض ذلك ، لكنه وجد جونغ إن الذي تقرب منه حتى دون أن يلاحظ ذلك ، و هو اظهر ما بداخله ما يخفيه خلف بروده و هدوءه ، الطفلُ الذي كان يبحث عن الأهتمام  ، أخرجه دون ندم . لم يفكر كيف أن جونغ إن كسر ما عمل على بنائه طوال ثماني عشرة عاماً ، هو ببساطة جعل كيونغسو يرتاح له ، يهتم به ، هو جعله يظهر ما دفنه لمدة ، طفوليته .
جونغ إن منذ أولٍ يوم رأى فيه كيونغسو أحس بشيءٍ ما  ، متابعته و معرفة أخباره كان صعباً و مريحاً  ، ممتعاً و مزعجاً ، كان تناقضاً كبيراً ، لكنه لم ييئس أبداً ، حبه للأصغر ليس سهلاً التخلي عنه ، هو لن يترك صغيره ، لن ينساه حتى لو لم يكن له ، لكن جونغ إن كان معمياً عن حقيقةٍ مهمة ، حقيقة أن لكل شخصٍ قدرة تحملٍ محدودة ، بعدها سيتخلى عن ما كان يسعى له .
” جونغ إن ، إن منزلي قريب من هنا ، أنذهب إليه ؟ “
أراد الرفض ، هو أراد تدفئة صغيره بنفسه ، لا أن يدفئه مشروب ساخن و غطاء ثقيل ، أراد احتوائه ، تقبيله ، أراد جعل كل جزءٍ منه يصرخ قائلاً ” أنا ملك لكيم جونغ إن ” ، لكن هو لا يستطيع إخبار الأخر بكونه واقعاً بحبه ، بكونه كان هناك بجانبه لمدة عامين  ، بكونه عمل في الشركة ليتقرب منه لا أكثر ، لا يستطيع إخباره بكونه يعلم كل شيءٍ عنه ! و لربما لو أن كيونغسو كأي شابٍ عادي ، لكان صارحه بما في قلبه دون تردد ، كان سيتحمل الرفض و السخرية ، الإستهزاء و الضحك ، لكنه قطعاً لن يتحمل أن يقف متفرجاً يشاهد صغيره يُنتَشَلُ من بين يديه حتى دون أن يمسكه هو .
لكن شاء القدر أن يكون كيونغسو مختلفاً ، أن يكون بارداً ، و صعب الميراس و أن يكون كارهاً للأشخاص الجدد . و لسوء حظ جونغ إن جذبه فتًى مثل كيونغسو و أوقعه في حبه ، فكيف له نسيانه ؟ كيف له تخطي حبه ؟ ، هو لنفسه لا يعلم ! .
***
” وصلنا ” 
أعلن كيونغسو فور وصولهما لبيتٍ ما ، رفع جونغ إن رأسه ليقابل منزلاً متوسطاً ، و هو لم يبدُ مألوفاً له ، عقد حاجبيه مفكراً ، هل كان كيونغسو يخفي هذا المنزل أم ماذا ؟ ، فهو كان متأكداً بكونه لم يعلم بوجوده منذ البداية .
” أأنتَ بخير ؟ ” 
” اوه اجل ” 
جذب كيونغسو الأكبر من معصمه ليدخله الى المنزل ، نظر جونغ إن لأصابع كيونغسو الممسكة به ، و أطلق تنهيدةً تنم عن راحته ، شعر بالدفء لمجرد كون أصابع صغيره تمسكُ به ، و دق قلبه بنغماتٍ هادئة و عالية ، مؤلمة و مريحة في نفس الوقت .
تمنى حينها أن يقرب كيونغسو أكثر ، بدل أن يشعر بأطراف أصابعه أراد الشعور بحضنه كاملاً ، هو كان و سيظل أنانياً بكل ما يتعلق بكيونغسو !
” يمكنك الجلوس هنا ، سأذهب لأصنع لنا شيئاً ساخناً ، حسناً ؟ ” 
اومأ جونغ إن برأسه و التقط الغطاء الذي سلمه اليه الآخر ، بدأ يجيل ناظريه بين أجزاء الغرفة المختلفة ، هو لم يتوقع منزلاً بسيطاً كهذا ،  توقع على الأقل شقةً في سطح أحد المباني الفاخرة ، فشخصٌ مستواه المادي كـ كيونغسو لن يعيش بحٍي كهذا ابداً .
لكنه قد أدرك مسبقاً ، كون صغيره مختلفاً عن غيره ، هو بالرغم من كونه ثرياً و من عائلةً مرموقة هو يعمل في شركةٍ كموظفٍ عادي ،  يعيش في شقةٍ متواضعة أو على حد ما يمليه له عقله بأنه لديه هذا البيت بالإضافة الى شقته الآخرى التي يعرفها قبلاً ، بالإضافة الى الكثير من الصفات الفريدة و التي تجذب جونغ إن أكثر و أكثر كل مرة .
تابع صغيره قادماً ببطءٍ من المطبخ ،  و هو يحمل كوباً أسود عليه بعض النقوشات الذهبية ، 
” لم أعرف ما الذي تحبه ، لذلكَ صنعتُ لكَ كوب قهوةٍ بالحليب  ، في الحقيقة لقد نفذت باقي المشروبات ، لذا .. ” 
” لا بأس ، القهوة بالحليب هي المفضلةُ عندي ، شكراً ” عكسكَ تماماً دو كيونغسو مدمن القهوة السوداء ، أكمل جونغ إن لنفسه و هو يرتشف من القهوة التي صنعتها الأنامل التي يحبها .
” اوه ، متناقضان إذاً ” .
هز جونغ إن رأسه موافقاً و أكمل شرب القهوة ، هي كانت لذيذةً لأن كيونغسو هو من صنعها ، ظل يُذَكِرُ نفسه كل ثانية بأن كيونغسو صنعها له ، صنعها لتدفئته ، و هذا جعله محافظاً على ابتسامته حتى أنزل الكوب على الطاولة الزجاجية خالياً تماماً. 
عاد مجدداً ليجول ناظريه على المكان حوله ، هو كان بسيطاً جداً ، أريكتان أمامهما تلفازٌ صغير ، غرفتان للنوم و مطبخ ، هو صدم من البساطة لكنه يعلم أن كيونغسو لا يحب التفاخر و التبذير ، هو نقيضه تماماً ، فبيت جونغ إن كان شقةً على سطح أحد المباني العالية ، تشتمل على طابقٍ سفلي و آخر علوي ، و عددٍ من الخدم ، كل هذا و هو يعيش وحيداً .
” لماذا كنتَ في الحديقة سابقاً ؟ “
 سأل كيونغسو عندما لاحظ شروده الذي استمر لمدة ، و جونغ إن حاول قدر الإمكان الا يظهر له صدمته ، فهو كما قال مسبقاً لا يتوقع أن يبدأ كيونغسو بحديثٍ ما ! نظف حلقه و بعثر شعره بهدوء .
” لقد أضعتُ شيئاً ما يهمني ” 
همهم الآخر متفهماً ونهض ليشغل المدفئة بهدوء ، عينا الأكبر لم تفارقاه ، أنتبه كيف أن شعره قد تبعثر قليلاً بفعل الهواء ، كيف يشمر عن ساعديه ، كيف يعقدُ حاجبيه ، و كيف يثني ركبيته حتى ، هو لم يفوت ولا ثانية فتأملُ الفتى أمامه ، اتخذه جونغ إن كهواية ، هو صار جزءاً مهماً من يومه ، و إن لم يكن هو من يراقبه ، هو سيوكل أحدهم ليفعل ، مهتمٌ جداً بكل ما يتعلق بصغيره  و هذا  ما يجعله متمسكاً به أكثر  .
” كيونغسو ” 
” همم ؟ “
” لماذا تعمل في الشركة ؟ أنتَ تبدو صغيراً على هذا ؟ ” 
” الاحتياج للمال ليس له عمرٌ معين جونغ إن ! وقتما يحصل ستحتاج   لعملٍ لتستطيع العيش ، تقريباً المال هو حياتنا ، فكيف تأكل و أنت فقير ؟ كيف تدرس و أنت فقير ؟ هاه ؟ “
” لكنكَ لست فقيراً كيونغسو ” 
نظر اليه كيونغسو بأعين متعجبة ، بأي حقٍ هو يقول هذا ؟ ، سأل كيونغسو نفسه . ابتسم جونغ إن و أشار لقميصِ كيونغسو الذي يرتديه .
” أنتَ لستَ فقيراً كيونغسو ، القميص الذي ترتديه من ” جيڤانشي ” و إذا لم تخني ذاكرتي فهي تعتبر من الماركات العالمية الغالية ، لنضف لذلكَ حذاء الــ” جوردان ” الذي كنتَ ترتديه سابقاً ، و هو ايضاً غالٍ جداً ، و هناكَ الكثير الذي يدل على كونكَ ثرياً ” 
 ضحك كيونغسو بخفة ، و ارتشف القليل من الماء .
” هذا رائعٌ حقاً ، لديكَ قوةُ ملاحظةٍ عالية ، لأكون صريحاً أنا لست فقيراً ، يمكنكَ القول أنني من الطبقة المتوسطة – “
” كاذب ! حُباً بالرب قل الحقيقة ” 
تذمر جونغ إن و هو يعقدُ حاجبيه نافخاً خديه بلطف ، أو على الأقل هذا رأيُ كيونغسو به ،  ابتسم بخفة على ذكاء الآخر .
” حسناً حسناً ، أنا ثري ، ثري جداً ، لدي الملايين في حسابي المصرفي ! أنا اندرج من عائلةٍ غنية ، و بالنسبة لسؤالك ليس لدي سبب معين للعمل في شركة السيد كيم ، جيد ؟ ” 
” جداً “
 ***
سيكذب كيونغسو لو قال أنه كره إمضاء الوقت مع جونغ إن ، هو استمتع كثيراً ، حتى تلكِ اللحظاتِ التي سيصمتان بها ، تلكِ اللحظات التي لن يسمع خلالها سوى صوتِ دخول الهواء لهم و خروجه منهم ، هو أحس بأنها ثمينةٌ جداً ليقطعها بحديثٍ أخر ، طوال تلك المدة هو كان ينظرُ بخفيةٍ الى الشاب بجواره متابعاً كل تغييرٍ في تعابير وجهه ، هو وجده لطيفاً جداً .
أمضيا ما يقارب الأربع ساعاتٍ في منزل كيونغسو ، يشاهدان التلفاز و يتحدثان و يأكلان ، هما تقريباً قاما بالكثير دون أن ينتبها للوقت ، كلاهما استمتع بكل لحظةٍ أمضاها مع الآخر ، لنقل أن كل هذا كان تحت أحلام جونغ إن التي تتعلق بكيونغسو ، و هذا جعله سعيداً جداً .
” جونغ إن ، ما رأيك بالخروج قليلاً ؟ هناكَ محلُ سكاكر قريبٍ من هنا ، و أنا ارتاده دائماً ” 
أبتسم جونغ إن بإتساع ، فالأخر ييدو انه أرتاح له كثيراً ، فهو لم يكن ليخبر شخصاً ما بمكانه المفضل و خصوصاً ليس جونغ إن .
اومأ و استقام يبحثُ عن محفظته ، أما كيونغسو فدخل الى الغرفة ليحضر معطفاً له و آخر لجونغ إن ، بالإضافة لوشاحين .
” خذ ، الجو باردٌ حقاً ” .
امسكَ جونغ إن بالمعطف و قام بإرتداءه هو كان تقريباً بنفس مقاسه ، نظر لكيونغسو المبتسم بحزن و هو ينظر للمعطف. 
” انه لأخي سيونغ ، هو يلائمكَ تماماً ، تملكان تقريباً بنيةً جسدية متشابهة .  
” اوه ” 
همهم الآخر و اقترب من جونغ إن مسبباً بدأ تلكَ المعزوفة بقلبه ، لطالما سبب له اقتراب كيونغسو منه تلك الدغدغة اللذيذة في معدته ، و لكنها 
الآن أقوى من ذي قبل .
احاط كيونغسو رقبة جونغ إن بالوشاح ، و هو يقف على مقربةٍ منه ، غير عالمٍ بما يسببه من مشاعرٍ للأكبر ، هو لم يرى عيني جونغ إن التي لانت و هو يراقبه ، كيف هي تنتقل من شعره الى انفه ، و يديه ،  لتستقر على رقبته ، مكانُ جونغ إن المفضل ، حدق قليلاً بقطع الـ لوبالِ – كما يقول –  التي تزين عنق من يحب ، أراد أن يمسح عليها بهدوء ، ان يراقب عينا صغيره و هي تلين على ملامسته ، أن يأخذ صورةً لها يعزمُ على وضعها كخلفيةٍ لهاتفه ، و كما بدا مهووساً حينها ! هو أحبه لتلكِ الدرجة و ربما أكثر .
” هيا بنا سيغلقُ المكان عند السادسة “
***
• كيونغسو •
لقد مضى اسبوع منذ مجيء جونغ إن للعمل هنا ، بالرغم من أننا استمتعنا بتلكِ الليلة التي قضيناها معاً الى أنني لم أتحدثُ له بعدها و هو لاحظ أنني أتجنب الحديث الجانبي معه ، فهو قوي الملاحظة في النهاية .
لطالما كان هو حديث الجميع هنا ، ‘ الأسمر الوسيم ، الموظف الجديد ‘ و غيرها ، كلها كانت القاباً و مواضيع حوله ، لا يمكنكَ المرور بموظفة الا و تسمعها تتحدث مع آخرى عنه ، أصبحُ الأمر لا يطاق فعلاً ، كيف يمكنه تحمل كل تلكِ الأعين التي تتبعه ، و تلك الأصابع التى تشير له ، لنضف اولئكِ الرخيصاتِ اللاتي يتوددن له  ! ما الجميل في قلمٍ قام بإستعماله ؟ هو ليس إلهاً أو ما شابه لتحتفظِ به !! 
فور دخولي الى الشركة أحسستُ بإختناق الأجواء على عكس العادة ، ليس هناك موظفاتٌ ينتظرن بجوار الباب ، و لا موظفون تركوا مكاتبهم ، و لا حتى أصوات همسات ! شككت لثانية بكوني في المكان الصحيح ، فهذا ليس المنظر الذي اعتدت عليه طوال الأسبوع الفائت ، نظرتُ الى الساعة على الحائط ، و التي أشارت عقاربها لـ السابعة تماماً ، و هي نفسها مواعيد حضور جونغ إن !  حركتُ كتفي بعدمِ اهتمام لأتجه لمكتبي بعدها ، أستطعتُ سماع موظفتين خلفي تتنهدان بحزن و تتبادلان الحديث .
” يا الهي ، الاسمر الوسيم لم يحضر اليوم ! ” .
” اجل هذا حقاً مؤسف ، ان المكان مملٌ هكذا ” 
جونغ إن لم يحضر ؟ غريب ! لكنه جيدٌ أيضاً ، عدم حضور جونغ إن يعني أنني متفرغٌ كلياً اليوم ، فهو عملي الوحيد ،  رائع !
لكن أهو بخير ؟
” كيونغسو – شي “
رفعتُ رأسي لتقابلني هارا بإبتسامةٍ صغيرةٍ على وجهها ، لكنها بدت مصطنعةً حقاً ، ما الذي يجبرها على الابتسام حتى ؟ من تخدع بإدعائها الإحترام هكذا ؟ أنا أعلم و هي تعلم بأنه ليست من النوع المهذب أبداً !!
” نعم ؟ ” 
ومضتْ بسرعة لكنني استطعتُ ملاحظةَ اتساع عينيها  ، أتوقعت مني تجاهلها ؟ ربما اكره الجميع هنا لكن بالطبع لدي اسبابي ، و هي لم تقم بفعل شيءٍ سيءٍ لي لذا لا اظن انها تستحق ان اعاملها بسوء ، أأنا محق ؟ 
” اتعلم لماذا لم يحضر جونغ ان اليوم ؟ ” 
قلبت عيناي بملل و نقرت بلساني اعلى فمي .
” لا ” 
” ألست صديقه ؟ ” 
نفيتُ برأسي وانا اعبث بشعري  .
” لا لستُ كذلك .” 
” لكنكَ دائماً بجانبه فأعتقدتكما مقربين ، كما ان الجميع يظن هكذا . ” 
و هذا ما كان ينقصني ، نهضت من الكرسي و أدخلت يداي في جيبي .
” لا تربطنا اي علاقةٍ ابداً . ” 
ضغطتُ على الحروف لاوضح لها انزعاجي ، ثم ابتعدتُ عنها متوجهاً لشراء بعض القهوة 
***
” مرحباً سيدي ، كيف اساعدك ؟ ” 
نقرت بسبابتي على فكي و انا انظر الى قائمة المقهى ، لا بس بالتغيير همم ؟ 
” اريد قهوةً بالحليب ، بسكرٍ متوسط ” 
اومأ الرجل لاتجه بعدها و اجلس على الطاولة .
~ جونغ إن ~ قفز الاسم الى رأسي فجأة ، ربما قد اعتدت على وجوده بجانبي ؟ اعني اسبوع وقت كافيٍ تماماً للتعلق بأحدهم و الاعتياد عليه ، يومي كان مملاً جداً لكن على الاقل معه كان افضل بقليل .
كالعادة سنحضر معاً  في السابعة ، ثم سنخرج لشرب القهوة في الواحدة كما الآن ، سنأخذ جولةً في الشركة لنعمل على ما وكلنا به المدير كانغ ، و بعدها نتناول وجبةً خفيفة في الثالثة و نعود الى العمل حتى الخامسة و ينتهي الدوام بعدها ، ربما نحن لا نتحدث الا في ما يخص العمل لكن وجودنا مع بعضنا كافي لكسر الملل بطريقةٍ ما  .
وايضاً لا ادري أأنا اتخيل ام أن جونغ إن حقاً ينظر اليّ طوال الوقت ؟؟ لدرجة اني اشك بكوني غريباً او ما شابه ، لقد لاحظت ذلك منذ اول يوم و تعمدت تخطي الآمر ، لكنه استمر في ذلك ، هذا موترٌ حقاً ليس و كأنني وسيم لينظر لي طوال الوقت ؟ هاه ؟
” قهوتك سيدي ، استمتع ” 
انحنى بخفة ثم تحرك عائداً الى مكان عمله ، ادخلت يدي بين خصلات شعري احركها ببطء ، شعورٌ مريح حقاً ، ابقيتها هناك و بدأت بشرب قهوتي . 
لن اكذب فأنا افتقد وجوده معي ، افتقد جلوسه امامي بكل هدوء و هو يشرب كوب القهوة بالحليب ، مع قطعةٍ من بسكويت  الشوكلاته ، ينظر الي بين الفينة و الآخرى بإبتسامة ، ارجاعه لظهره على الكرسي كعادةٍ عند ارتشافه إياها ، يقضي ما يقارب الدقيقتين ليتلذذ بطعمها ثم يعود لشربها مجدداً مغمضاً عيناه ، هو  غريبٌ جداً  ، و لكنني اجد غرابته لطيفة .
***
” ما به جونغ ان اليوم ؟ ” 
سأل المدير كانغ السيد كيم ، ليرفع الآخر نظره عن حاسبه المحمول و ينظر الى الرجل امامه
” هو بخير ، لكن لديه بعض الاشغال لذلك لم يستطع الحضور اليوم ” .
اومأ الآخر برأسه متفهماً ثم تابع حديثه عن العمل .
طرق خفيف على الباب جذب انتباه الرجلين ليرفعا رأسهما عن الاوراق التي يعملان عليها 
” عذراً سيدي ،  كيونغسو هنا ، هو يريد مقابلتك ” .
ابتسم السيد كيم و اعتذر من السيد كانغ ليحظى ببعض الخصوصية مع كيونغسو .
” مرحباً سيدي ” 
نهض السيد كيم بإتجاه وقوف كيونغسو ليحيط كتفه بيده و يجذبه بإتجاه المكتب .
” اهلاً كيونغسو ، لمن ادين بشرف زيارتكَ هذه ؟ ” 
تحمحم كيونغسو و فرك مؤخرة عنقه بيسراه و نظره مثبتٌ على حذائه .
” اوه ، انا فقط اردت سؤالك عن جونغ إن ، فهو لم يحضر اليوم و من المفترض ان لدينا مشاريعاً لننفذها ؟ ” 
ابتسام السيد كيم بإتساع إثر سماعه لسبب مجيء كيونغسو و هو كان كما توقع تماماً ، نقر بخفة على ركبته و رسم ملامح حزينة ليوتر الآخر .
” في الحقيقة هو ليس بخير ” .
رفع كيونغسو رأسه بسرعة بملامح متوترة و قلقة ليضحك السيد كيم بداخله على توقعاته الصحيحة فهو بدأ يهتم بإبنه آخيراً .
” ماذا به ؟ ” 
” انه متعبٌ قليل ، لقد آخذ إذناً بغيابه منذ البارحة ” .
توسعت عينا كيونغسو مما جعل السيد كيم اكثر سعادة .
” هل تملك رقم هاتفه ؟ أو عنوانه ؟ اي شيءٍ يوصلني اليه ؟ ” 
هز السيد كيم رأسه بالنفي و هو ينظر اليه بحزن .
” معلوماتٌ شخصية ٌ كيونغسو ، لا يمكنني تزويدك بها ” .
تنهد الآخر و استأذن عائداً الى مكتبه ، اتكأ على احد الحوائط اثناء سيره واضعاً يده على رأسه و تمتم بسخرية .
” اصبحتُ اهتم بأحدهم آخيراً ” 
اسودت ملامحه و زم شفتيه بخطٍ مستقيم واضعاً يديه بجيب بنطاله و عيناه اختفت بين خصلات غرته الحمراء القاتمة 
” جونغ ان ، انت اكثر من مجرد زميل عمل لي ” 
ابتسم بخفة و اكمل سيره بنفس الوضعية الى خارج المبنى وصولاً الى سيارته ليركب بعدها عائداً الى منزله . 
***
يتقلب بين الاغطية بملل ، يفرك رأسه بين الفينة و الاخرى و يتمتم ببعض الشتائم ، يتأفف كل خمس دقائق و يضرب الفراش بقدميه بقوة .
هكذا امضى جونغ ان يومه ، اراد بشدة الذهاب الى العمل للبقاء بجانب كيونغسو الا ان خطته تحتم عليه الغياب على الاقل هذا اليوم .
” اللعنة ، هذا حقاً ممل ، اشتقت له و كثيراً “
انزل رأسه و توقفت حركته لينهض من على الفراش قاصداً الطابق الارضي في محاولةٍ بائسة لنسيان من عشقه ، فتح الثلاجة ليخرج منها مثلجاتٍ بجانب بعض الشوكولا السائلة ليسكبها فوقها ، اتجه الى غرفة المعيشة و اتخذ احدى الارائك مقعداً مُربِعاً قدميه و مواجهاً التلفاز .
” جونغ ان انت لم تتناول اي شيءٍ منذ الصباح ، كيف تأكل المثلجات الآن ؟ “
و بخته امه لتجلس بقربه ، توقف عن الاكل و نظر الى بأعين زجاجية  و انزل رأسه لحضنه ليهمس : 
” احتاجها امي ، كحاجتي له تماماً ” .
ربتت على كتفه و هي تقربه اليها اكثر ، حزنت كثيراً على حاله فهو يحبه منذ عامين تقريباً .
احب شخصاً يعتبره غريباً قابله في عمله ، لينظر له من بعيدٍ دائماً بعينين يملئها الحب ، تمنى لو فقط نظر له ، لو نظر و لو لمرة الى يساره اثناء عودته من المدرسة او اثناء تسكعه في الحي ، لو حضر مرةً احتفالات مدرسته ، لو فقط شعر بأن هناكَ قلباً يصرخ بحبه ، ينادي بأسمه رافضاً السكوت ، لو شعر بوجود انسانٍ مستعد لتدمير ذاته مقابل امساك يده ، و ما انقاه من حبٍ كهذا ! ..
” احتاج قربه مني امي ، احتاج و احتاج لكن ليس كإحتياجي له ، وحده من جعلني انام مبتسماً بليلة و عابساً بأخرى ، وحده من جعلني ذارفاً الدموع فرحاً و مبتسماً بأسًى ، خدعني امي ظننته قريباً لكنه بعيد ، بعيدٌ كل البعد عني ” .
بكت ، بكت في تلك الليلة حزناً على ابنها ، هو يعاني كثيراً لكنها لم تكن بجانبه لمواساته ، لم تكن هناك لتحتضنه مخففةً عنه ، لم تكن هناك لتمسح دمعةً بسببها ذبلت ابتسامته ، لطالما قالت له  ” ابتسم جونغ فتنقُلُها لمن حولكَ ” و هل من امٍ يعجبها حزن ابنها ؟ 
” ا-احتاج دفئه ، د-فئه هو ، مشاعري تـ-تجمدت امي ، دوا-اخلي فارغة ، وحده يعـ-الج و-حدتي ، وحـ-ده من سينـ-سيني آلمي ، وحده قادرٌ على إرا-حتي امي ، هـ-هو ولا احد غيره ” 
و هنا بكى ، بكى كطفلٍ فقد دميته التي اعتاد عليها ، بكى كفاقد العائلة ، و وحده هو كان عائلته ، وحده كان آنيس وحدته ، هو لا احد غيره .
بكت كثيراً لكونها لم تنجح في جعله يبتسم في اصعب اوقاته ، لكونها لم تكن بلسماً يدوي جراحه و من يلومها ؟ فلا احد سواه قادر .
ترك فراغاً في حضن امه بإبتعاده ، ضغط على المثلجات بأصابعه حتى ابيضت و ابتسم بإنكسار جاعلاً دموع والدته تخونها لتحطُ على خديها بصمت .
” حتـ-ى هي امي ، حتى المثجات تذكرني به ” .
غطت وجهها بيديها ، خجلاً متألماً ، و استقام هو مترنحاً في مشيه ليقع ارضاً و يشد شعره بقوة صارخاً بألم : 
” ا-ارتبطَ بكل ما يخصني امي ، كيف ، كـ-كيفَ استطيعُ نسيانه ؟ كـ-كيف انسى نفـ-ـسي ؟ ” 
شهق بعدها مشتاقاً لممتلكاتٍ ليست له ، لقلبٍ لم يعلم بإضطراب دقاته ، لإبتسامةٍ رأها مرة و تمنى الاستيقاظ عليها عمراً ، لحباتِ خالٍ تزين عنقاً شاحب البياض ، لاصابعَ اشتهى تقبيلها ، اشتاق
لدو كيونغسو بأكمله .
نهضت مدعيةً القوة لتحتضنه لصدرها بشدة ، محاولةً التخفيف عنه ، ابعد يديها بهدوء و استقام مبتعداً ، ارادت ايقافه ، تمنت ان تُخفف عنه ، ان تجعله يبتسم ، لكن من اين لها القدرة ؟ 
شاهدته يمشي بهدوء بكتفين منحدرة و خطوات مشتتة ، بدى كئيباً ، كئيباً كما لم تعتده ، كما لم تتمنى رؤيته ، كئيباً لدرجة نقل العدوى لها .
***
اليوم التالي 
• كيونغسو • 
07:00 
جونغ لم يحضر .
07:30 
ما زال لم يحضر .
08:00
لا أثر له.
08:35
افتقده .
09:00 
اتمنى أن يأتي الآن لأراه .
09:30
أين أنتَ جونغ ؟ .
10:00 
عله يحضر الآن بإبتسامة !!. 
10:30
لكن خاب ظني ..
تنهدت بحزن ، لا استطيع التركيز في عملي ، لا أستطيع التركيز في أي شيء ، ايقنت الآن جونغ ان انتَ قد ملكتَ قلبي ، ابتسمتُ بأسًى واضعاً اصابعي فوق قلبي ، لأول مرة اهتم بأحدهم ، لاول مرة لا استطيع فعل اي شيءٍ لان عقلي مشغولٌ بشخصٍ ما ، لان مخيلتي تستمر برسمه معي مبتسماً محيطاً اياي بحضنٍ تمنيت الا ابتعد عنه ، تستمر بجعلي انجذب له اكثر و اكثر . 
– ركز كيونغسو مشاعركَ خاطئة و انتَ تعلم هذا تماماً ، توقفْ عند هذا الحد ولا تتعمق أكثر .
– انت تحبه ، و ستحصل عليه يوماً ، سيكون ملكك كيونغسو لا تقلق ، كن شجاعاً .
و هنا تعارض قلبي و عقلي ، منطقي و مشاعري ، لأدخل في دوامةٍ تفكيرٍ آخرى .
” الهي ازداد وسامة “
” انظري اليه لقد زادت سمرة بشرته ، و عضلاته تلك ، وسيمٌ جداً ،  بحق الاله أهذا بشر ؟ ” 
” جاذب الإنتباه قد عاد و بقوة . ” 
ازعاج يا الهي ، غطيتُ اذني بيدي و اغلقت عيناي ، انا اقاتل نفسي داخلياً الآن ، ولا احتاج لوجع رأسٍ اكثر ، تنهدت بضيق ، لقد لمس احدهم قدمي ، فتحت يسراي و بعدها يمناي ومضتُ بسرعة لاعتاد على الضوء ، جـ-جونغ إ-إن ؟ أهـ-هو أمـ-ـامي الآن ؟
نظر ليّ و كم بدى متعباً حينها ، تلك العينان المشعة و الفم المبتسم و جونغ البارد المتفائل كلها اختفت ، ما اراه امامي الآن كتلة من الحزن ، شكله لم يعجبني ، هذا ليس جونغ ان الذي احبه ، هذا قطعاً ليس هو .
ادار رأسه و اكمل طريقه بأكتافٍ منحدرة ، و انقبض قلبي حينها ، لكم وددت النهوض و احتضانه ، ان اخبره بكوني قلقاً عليه بكوني قد اشتقتُ له ، و بكوني مغرماً به .
و لأول مرة تفوز مشاعري ، فنهضتُ مسرعاً تابعاً لخطواته ، فليذهب المنطق و العقل الى الجحيم لن اتركه دون ان اخبره ، و انا مستعدٌ لتحمل العواقب .
*** 
دلف جونغ ان الى مكتب والده الذي نهض متفاجئاً مُرعَباً من هيئة ابنه ، ابتسم جونغ ان ابتسامةً باهتة .
” سأضحي ابي ، سأضحي بحبي ” .
احتضنه بقوة شارعاً في البكاء ، هو تعب ، وصل لنقطة الإنهيار . 
” هو لا يحبـ-ـني ابي ” 
” و كيف علمتَ جونغ ان ؟ أنتَ حتى لم تعترف له بعد ، لستَ متأكداً من ذلك ، من الممكن أنه يحبكَ أيضاً  ” 
و فشل في مواساته ، فشل في اعادة ثقته بحبه و في نفسه ، فشل الوالد في اسعاد ابنه .
” عـ-ـامان ابي ، عامان و انا واقـ-ـعٌ بحبه ! و هـ-ـو لم يلتفت لي يوماً  ، أتريد إقناعي بكونه سيحبني الآن ؟ تشه .” .
ابتعد عن حضن والده بهدوء و نظره مثبتٌ على الارضية تحته ، دمع الاب حينها ، دمع حزناً و آلماً على حال ابنه البائس ، ابنه الذي خذله حبه .
” انا استقيل أبي ، رؤيته يومياً من هذا القرب شيءٌ لن اتحمله ، من الأفضل أن ابتعد قدر المستطاع ، نسيانه سيكون أسهل قليلاً .” 
ثم اندفع خارجاً يتبع خطواته غافلاً عقله ، متألمٌ جداً ، متألمٌ حد رفض الدموع للخروج ، متألمٌ حد دق القلب وجعاً ، متألم حد رغبته في تدمير ذاته .
” جونغ ان ” 
دق قلبه و أبت قدماه ان تكمل ، ها هو يقع في فخ الحنين مجدداً ، اصابع نحيلة احاطت رسغ يده و لفته نحوها ليقابل مالكها بتعابير باردة .
” أأنتَ بخير ؟ “
ابعد الاصابع المحيطة برسغه بيده الآخرى بهدوء ، و تراجع عدة خطوات للخلف .
” و مأ شأنك ؟ و كأنكَ تهتم ” 
نبرة السخرية كانت كفيلةً بتحطيم ثقة كيونغسو بنفسه لكنه تقدم و امسك بقميصه هذا المرة مانعاً اياه من التقدم أكثر .
” أ-أنا اهتم فعلاً ” .
لن ينكر فرحته ، اراد حقاً احتوائه في هذه اللحظة ، لطالما اراد سماع اهتم بكَ ، احبكَ ، اشتاق اليك ، منه هو ، لطالما اراد سماعها من فم كيونغسو .
” و لماذا تهتم ؟ ” 
ابتلع كيونغسو ريقه و انزل رأسه لتختفي عيناه بين شعيرات غرته ليهمس بعدها 
” لانني قلقٌ عليك ، و لأنني اشتقتُ لك و لأنني
احـ-ـبكَ جونغ ” 
توقف عقله و تحرك قلبه ، هو لا يصدق ما يحدث ، الشاب الذي اغرم به قبل عامين و قرر التخلي عن حبه له صباح اليوم أمامه الآن و يعترف له ،  
” ما-ذا ؟ ” 
ترك كيونغسو قميص جونغ ان و عاد للخلف قليلاً ، هو شعر بكونه رُفض ، شعر بالألم و ليته يعلم ان الآخر يطير فرحاً بداخله .
” كما سمعت ، انا احبك ” 
يدٌ على رقبته و الآخرى فوق ظهره ، ليحيطه بقوة دافناً اياه في صدره ، هو ما زال غير مستوعبٍ كل ما يحدث ، يشعر و كأن جسده هنا بينما عقله في مكانٍ آخر ، يشعر كما المنتشي ، و هل هناك الذ من انتشاءة الحب ؟ 
” كيونغسو ، انتَ احمق ” 
احاط كيونغسو خصر جونغ ان بيديه بقوة ، هو شعر بالدفء ، الدفء الذي افتقده لسنوات ، ها هو يعود اليه ، و يعود مريحاً اكثر مما اعتاده .
” احـ-حمق ؟ ” 
اومأ جونغ ان و هو يبعد كيونغسو عن حضنه و يديه ما زالت في مكانها ، ابتسم بشده و هو مستمرٌ بالإيماء .
” احمق بجدارة ” .
و انفجر جونغ ان ضاحكاً ، آمال كيونغسو رأسه و هو يرمش بعيناه ، هو لا يجد ما يستدعي الضحك هكذا ، او ربما هذا الجونغ ان مجنون ؟ 
” لكنني احبُ هذا الاحمق ” 
نظر اليه بحب و هو يبتسم ممسداً رقبة كيونغسو بيده ، تنهد الآخر براحة و بادله النظرات و هو يشد على خصر جونغ ان .
” بحق الاله كيونغسو الى متى كنت تنوي عدم الاعتراف ؟ ” 
حك المقصود مؤخرة رقبته و ابتسم مدعياً الغباء .
” لقد ادركت ذلك البارحة فقط ” 
ابتسم جونغ ان و قبل رأس كيونغسو و هو يتمتم بـ لا بأس . 
” همم لماذا لم تحضر منذ يومين ؟ ” 
تحولت ملامح جونغ ان السعيدة لأخرى باردة ، رفع كيونغسو يده ليضعها على خد حبيبه و هو يبتسم ابتسامته القلبية .
” كُـ-ـنت احاول الابتعاد عنـ-ـك بأي طريقة ” 
اتسعت عينا كيونغسو بصدمة و أنزل يده من على خد الأكبر .
” عـ-ـني أ-أنا ؟ ” 
اومأ جونغ ان ليطلق كيونغسو ‘ اوه ‘ حزينة و ينزل رأسه ، وضع جونغ ان يده على ذقن كيونغسو ليرفعه و ابتسم له ليبادله الآخر .
التفت جونغ ان ليلاحظ خلو المكان و قام بدفع كيونغسو لأقرب غرفة له و اغلقها بسرعة ، الصقه جونغ إن بالحائط ووقف امامه ، احدى يديه على خصر كيونغسو و الثانية بجانب رأسه .
” ما الذي تنوي فعله ؟ ” 
ابتسم جونغ و اقترب من حبيبه حتى تلامست انوفهم ليهمس بعدها 
” ما أردتُ فعله منذ عامين ، اريد ان أخذ ما هو ملكي ” .
قبل شفتي كيونغسو بهدوء ، ابتعد بعدها ليلعق شفتيه و يقرب كيونغسو منه .
” لذيذة كما تخيلتها تماماً ” 
ابتسم كيونغسو و وشابكَ يده خلف ظهر الأكبر جاذباً إليه ، حتى تلاحمت أجسادهما معاً ، ابتسم جونغ إن بجانبية ، و عاد  ليتلذذ بشفاه حبيبه بهدوء ، يقبل كل انشٍ فيها ، فأول قبلاتٍ بعد الاعتراف تبقى في الذاكرة طويلاً ، و هي الاهم طبعاً ، هو حاول قدر الإمكان صنع ذكرياتٍ جميلة عنها ، كانت قبله لطيفةً و طويلة ، كافيةً لخطف أنفاس كيونغسو و جعله دائخاً .
***
” نيني ~~ ، لم تخبرني متى وقعتَ بحبي ؟ ” 
قال كيونغسو القادم من المطبخ حاملاً مثلجاتٍ و بعض المأكولات ليقضوا رابع اسبوعٍ لمواعدتهم معاً .
ابتسم جونغ إن و اقترب ليجعل رأس كيونغسو على فخذيه .
” هممم سأخبرك “
اقترب كيونغسو اكثر و احاط خصر حبيبه بكفيه و هو ينظر اليه بترقب ابتسم الآخر بشدة و اقترب ليقبل انف كيونغسو .
” الاول من نوڤمبر قبل عامين ، كنتَ عائداً الى منزلكَ حينها ، ثم توقفتَ امام الحديقة المقابلة لمحل السكاكر المفضل لديك ، حيث قابلتَ تلك الطفلة و بدأت تلعب معها ، كنتَ سعيداً جداً حينها و ابتسامتكَ تلك الليلة لم تفارقني طوال هذه المدة ، ابتسامتكَ القلبية التي ابتسمتها لي يوم اعترافنا لبعضنا . “
ابتسم الأصغر نفس الإبتسامة التي تحدث عنها حبيبه ، و اقترب ليقبل خصره ، ثم يبتعد عاضاً شفته السفلى .
” و أين كنتَ انت  ؟ “
” لقدُ كنتُ خلفكَ حبيبي ، لكنكَ لم تنتبه ، كل اهتمامكَ على تلك الطفلة و ليتكَ استدرت حينها لاشبع ناظري من ابتسامتك ” .
قهقه كيونغسو و شد في احتضانه لخصر الأكبر .
” و حينها احببتني ؟ ” 
نفى جونغ ان برأسه لينظر اليه كيونغسو بحيرة و كم بدى لطيفاً في نظر الأكبر حينها  ، مسد جونغ ان وجنة حبيبه و اقترب ليقبل رقبته بهدوء ، لكنه خلف علامةً بنفسجيةً مزيناً به عنق صغيره الحليبي .
” لقد بحثتُ خلفكَ كثيراً ، و عينتُ حراساً لمراقبتكَ من بعيد ، لم اتوقعكَ ابناً للسيد دو ابداً ، كيونغي ~ .” 
ابتسم كيونغسو بسخرية و استقام ليجلس مربعاً قدميه ، هو يكره هذه العائلة دون سبب هو فقط يفعل .
” بحق الإله جونغ ان ، الن تتوقف عن ذكره امامي ؟ “
عبث جونغ ان بخصلات شعر كيونغسو الخلفية برفق و اقترب ليقبل جبينه ، و عقد اصابعهم ببعضها ، محاولاً تهدأته ، تنهد كيونغسو بضيق و استلقى على الاريكة .
” لنعد لموضوعنا ، لقد احببتكَ بعد شهرٍ من ذلك اليوم ، كما انني اقمت مشاريعاً مع مدرستكَ لأراك عن قرب ، لكنكَ لم تُحضر الإحتفالات التي أقامتها مدرستك أبداً ، لذلك  عملتُ في الشركة فقط لأتقرب منك . “
نظر له كيونغسو بنظرةٍ تبدو غيؤ مصدقةٍ و متعجبة ، وما جونغ ان برأسه مبتسماً ليؤكد له حديثه .
” و لأن والدي هو مدير الشركة كان الأمر سهلاً ، و ايضاً أتعلم ، لقد اوشكت على التخلي عن حبي لك قبل ساعاتٍ فقط من اعترافكَ لي ، لقد – اوتش ” 
نظر جونغ ان الى كيونغسو بتعجب ، ليبتسم الآخر بإستفزاز و يلكمه مجدداً ليتأوه بألم .
” كنت سأقتلكَ حينها كيم جونغ ان ” 
ادار جونغ ان وجه حبيبه ليحظى بفرصة تأمله ، احاط كيونغسو رقبة جونغ ان بيده و قربه منه مبتسماً ،  يد جونغ ان الآخرى وجدت طريقاً يوصلها لخصر صغيره ليعبث هناك راسماً دوائر وهمية .
” احبك كيونغي~~ ” 
ثم قبل رقبته ، آمال كيونغسو رقبته معطياً الإذن لجونغ ان بالاستمرار و لكنه لم يكن ينتظر موافقةً حتى ، لعقها برفق ثم عاد لتقبيلها قبلاتٍ لطيفة و بعدها كانت بين اسنانه عابثاً بها بإستمتاع .
” آ-آه نـ-ـيني” 
ابتعد جونغ ان بعدها ، ليقابله كيونغسو مغمض العينين و الذي زاد شده على رقبته .
” حبيبي ؟ ” 
اقترب كيونغسو ليضع رأسه على صدر جونغ ان المتعجب 
“ا-احملني جـ-ـونغ “. 
ابتسم جونغ ان و استقام ليحيط خصره بأرجل كيونغسو و رقبته بيديه ، و ثبت جسد كيونغسو جيداً كي لا يسقط ، لم يخلو الطريق الى الغرفة من بعض القُبل و المغازلات اللطيفة .
فتح جونغ ان باب غرفة كيونغسو بقدمه و اقترب من السرير ليضعه عليه برفق ثم ابتعد عنه ليخرج ، الا ان اذرع كيونغسو المبتسم التي احاطت رقبته لتجعله يعتليه شلت حركته تماماً .
” أأتتوقعُ مني ترككَ تَذهبُ هكذا ؟ أكمل ما بدأته مسبقاً حبيبي ” 
نظر اليه جونغ ان بأعين دائخة و نظرة محبة ، ثم شد خصر كيونغسو الى الاعلى خالقاً تلامساً بين جسديهما ، اخذ شفته السفلى بين اسنانه متلذذاً بسماع أصواتِ صغيره المستمتع تحته  ، ابتعد عنها بعد ان حرص على ارضائها و يعني بذلك تحولها للاحمر القاتم ، ثم انتقل للعليا مقبلاً اياها بعنف ، و بعدها قبلة لطيفة تتلاقى فيها آلسنتهما معاً .
استلقى جونغ ان على الفراش و كيونغسو يعتليه ، مسح على رقبة كيونغسو بهدوء  فهو يعلم تأثير هذه الحركة على حبيبه ، رفع الغطاء بيده الآخرى ليقوم بتغطيتهما ، و استقرت يده آخيراً على خصر الأصغر .
” سوو صغيري ~ ” 
” هممم ؟ ” 
” احبك ” 
قبل مقدمة رأسه بعمق و دفن نفسه بين خصلات شعر حبيبه ليشتم رائحته التي ادمنها فعلاً ، ابتسم الآخر بخدر من تصرفات جونغ إن اللطيفة .
” ليس بمقدار حبي لك جونغي ~ “
انتهى~
By: LightBlue

19 فكرة على ”هكذا أحبُك..

  1. يعني انا اللي حيرتني لما تقلبلو في للحديقة كيف كيونغسو ما قال شي عم العناق يعمي مو عادي زميل عمل بخاف عليه لهارجة حتى لما تكلم جونغ ان وقال لا اريد ان تمؤض ما تعجب
    على اما طتير بحب النهايات السعيدة
    مشكورة عنجد على هالونشوت اللطيف الجميل
    في الانتظار للمزيد من كتاباتك او ترجماتك
    فايتنغ

    إعجاب

  2. Lets all DIE CAN WE?!
    اوماااااييييقققااااااددد لططططااااافففههههههه
    متفجراتتتتت قلبيه ياربي احبببب الكااايسسسسو😭😭😭😭😭😭💜💜💜💜
    ذا مااعرف ايش اقول شخصية كيونغ بالون شوت بارده جدا 😦 يا قلبقلبي😭💜
    و جونغ ان بالله جيبولي احد يحبني مثله 😭😭😭😭😭💜 اقمسبالله جفاف ابن كلب😭😭💜💜💜💜💜
    But I LIKE ITTTT SOOO SWEEEETTT, SOOOOO CUUUUUTEEEEEE😍😍😍😍💜∞
    YOU ARE MY STARLIGHT😭😭😭💜💜💜💜💜💜💜💜💜
    حسبت الون شوت بنتهي بمأساه😭💔 مااعرف ليه بس اخخ قلبي النهايه لطيفه بشكل يوجع القلب😭😍💜💜💜💜💜
    كوماووو عذي الالطف من اللطافه😍💜🌸

    إعجاب

  3. قلبي يعورني من كمية المشاعر في البارت 😪❤️
    وصف الحب اللي يكنه جونغ ان لكيونغسو يعور القلب 😭💗
    ماتوقعت كيونغسو هو اللي يبدأ في الاعتراف ابدا ابدا
    جميل جميل مره الونشوت و يشبع عاطفيا بدل الفراغ اللي امر فيه 😂💜

    إعجاب

  4. لطيف ~~.
    جدياً من زمان ماقريت ون شوت لطيف كذا.
    حالياً كل الكاتبات،سوا كان فانفيك أو ونشوت يخلون المحتوى حزين ونكد بنكد.
    فـَ أنا شاكرة لك جد على هالونشوت المليان فراشات لطيفه💗.

    إعجاب

  5. جميييييييل جميييل بمووووت 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
    ياربي حب جونغ دايما يلامس قلبيي بمووت
    كيوت جونغي وحبه لكويغ واخلاصه
    ابغى واحد جونغ ان بليز 😭😭😭😭😭
    كيووونغي مررة كيووووط
    يوم راح جونغ يقول انه بيتخلى عن حبه بغيت اروح اعطي كيونغ كفف
    خللص اعترررف يا كلللب
    بس الحمد لله اعترف ولا كان قتلته 🔪🔪🔪🔪
    😂😂😂😂
    نيني ودودو الالطف للابببد ياربي 😤😤😤
    شكرا لمجهودك

    إعجاب

  6. يا الله!!! كييوووت مرة فيه كميه لطافه مو طبيعيه حب كاي وكيونغ النفسيه يا الهي!!!! ويوم اكتشف كيونغ انه يحب كاي وهوس كاي فيه واخر جزئيه قتلتني!! ياربيييييي ابي احد يحبني نفس حب كاي وكيونغ بالونشوت ذاااا😭🔥💔💔💔
    الحين ابفهم ليش كيونغ يكره عايلته 😂😂😂😂

    إعجاب

    • لو عندي قدرة كان أعطيتك شخص مثل كاي يحبك 😂😂 شكرًا على قراءتك و أقدر لك هذا جدًا ، يلا بالنسبة لسؤالك إيش رأيك أعطيك صورة للكايسو و تنسين اللي حصل ؟ 😂😂 لأني أنا نفسي ما أدرس السبب 😂😂

      إعجاب

  7. جمممممممممميلللل جممممميل يجنن الونشوت😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭💜💜💜💜💜💜💜💜✨✨✨✨✨✨✨✨✨🚶.
    خقيييت ع الكايسووووو يجننون بالونشوت ذا احسهم زايدين لطافه اضعاف
    لطافتهممم احبهمممممممممممم
    😍😍😍😍😍😍😍😩😩😩
    لا تقطعيننا من الونشوتات الجميله مثل ذا
    لوووفيووووووو بيبي✋😍
    يسلمووو ع الونشوت بانتظار جديدك
    فايتنققق
    💜💜💜💜💜💜💜💜✨.

    إعجاب

  8. وننشوت لطيييييف 😍😍😍😍😍😍 حبيته
    كثيير
    الااحداث لطيفه و مشووقه
    الكايسو لطيفين
    حبيت نهايه الونشوت السعيده
    وكيونغسو الباارد تحول ل كيونغسو لطييف
    بحضور جونغ ان 😊
    استمتعت ككثير ببالونشوت ❤

    إعجاب

  9. طيب و وضع اللي داخت معهم وصفك يريح جميل 🌸🍥انا ارتحت و انا اقرا حسيت كذا كل خلية فيا مسترخية و مستمتعه و كمان مع الاغنية كذا هاديه و استكنيت خلاص 🍥💕

    إعجاب

  10. KILL ME PLEASE !!!
    How the hell can this one Shot be SO CUTE AS HELL HUH????
    Gosh NiNi was truly blinded by Kyung’s Love *-* *-*
    How Can I love this Couple More is it EVEN POSSIBLE??
    My Fucking Butterflies keep playing on my Stomach but It’s Okey
    FUCK I CAN’T DESCRIBE MY FEELINGS!!!

    إعجاب

  11. وااه مع كل كلمة وكل فقرة وجزئية بقراها بهاد الونشوت كان قلبي يدق و احس بفاراشات ببطني عنجد مر كتير وقت من حسيت بهاد الشعور وانسجمت بهالشكل جد كان بدي اطلسم كتير بالتعليق بس مشاعري الكايسوية كلها فاضت بعد هاد الونشوت الاكثر من رائع ، والله عاجزة اطلع كل مشاعري حالياً لسة في نغز بقلبي بعد قراءة هالابداع ، هاي اول مرة احط تعليق هون بس لأن عنجد تأثرت كتير بهاد الونشوت ويستحق فعلا اني احط تعليق ويمكن مايبين قديش تأثرت وهاجت مشاعري بسببه بس بكل صدق هاد من أفضل الاشياء الي قريتها بحياتي وصار بمقدمة لائحة مفضلاتي من هاي اللحظة وانا كتيى سعيدة اني لقيته وقريت مثل هيك شي ، سردك ماشاءالله رائع وكيف يحكو ووصفك الدقيق ؤرشونؤظظظشظظبدظقهصنفككصكشظزيشسحشزييز يممهه هلاا بديت اطلسم ماتحملت اعععع وبتعرفي لأنو كايسو هنن عشقي الابدي مابقدر اوصف قديش بحبهم وقد ايش هنن شي مميز بالنسبة إلي انا متيمة بالكايسو حرفيًا 😭😭💕💕💕✨ ياخي كيف جميلين هيك وكلشي عنهم لطيف ومختلف ومميز بشكل أخاذ !! اظن هاي اول مرة انفتح هيك بتعليق بس لأن جد هالونشوت رائع ومثالي ومافي كلمة لوصفه صراحةً انت مبدعة بكل معنى الكلمة . نادرًا ماتأثر فيني كتابات بهل شكل ف احب اشكرك كتيررر ع هالونشوت الجميل وشكرًا لإحياء مشاعري الهائجة *اصلا مدري ايش قاعدة اقول ودي ابكي من مثالية هالونشوت😭* يسلمو ايديكي واناملك ع كتابة هاد الشي الفخم وبس هيك :’)👏❤❤❤❤

    إعجاب

    • و أنتِ ما تعرفين قد أيش أثر فيني تعليقك 💓 ممتنة لكِ كثيرًا و يا ريت لو أقدر أرد على كل سطر كتبتيه 😭💜 شكرًا جزيلًا .

      إعجاب

أضف تعليق