Golden curse | Part 6

image

الكثيرُ من جنون الإنتقام سيطوى وأكثر من ذلك سيُروى

في ليلة الثاني من ديسمبر ! .

ليلة الفرح المقتول –

كيونقسو عُد في المساء وشاركنا اللعب ! لقد إلتقطنا ضفدعًا صغيرًا من النهر و عليك مُشاهدته أنت ستحبه ! “

إنهمرت الصرخات السعيدة والشوق يملئها مودعةً إياه رُغم انه يجالسِهم حين بزوغ الفجر وعندما يسدل الليل ستاره المُعتم٫إذ انهم لم يفتقدوا طيف كيونقسو يومًا حتى في مرضه! ٫لقد كان هنا دائمًا ينتظرهم بأذرع مليئة بالعاطفة تتسّع لهم جميعهم بتساوي رغم شقاوتهم وعبثهم الطائش إلا انه كان حنونًا كالأم وأقرب إليهم من الأب٫فـ الدفئ المُحيط به مدعاةٌ للراحة والإطمئنان٫والهدوء الذي يقطن بين طيات حروفه العذبة يجذبهم للإفتتِان به٫تلِك التفاصيل زرَعت داخلهم إيمانًا قويًا٫إنهم ليؤمنون ان الراهبة كيونقسو هي سبب إزدهار إبتساماتهُم الصغيرة !.

مضى كيونقسو بتفكيرٍ أعماه مؤقتًا عن الطريق الطيّني المُتعرج المؤدي الى منزله الصغير٫لقد شعر بالندم يقتاتُ منه طوال مسيره فهو لم يكّف عن الضغط على نسيج شفتيه الإسفنجي بقواطعه ندمًا وأسفًا على ذرفه لتلِك الدموع الغزيرة أسفل أنظار الطفلة ريس التي شهقت بفزع وقد شَّل مشهد كيونقسو الباكي أطرافها الضئيلة رغم انه تدارك نفسه سريعًا وسارع بتهدئتها قبل ان يُداوي حزنه إلا ان ذلك الموقف قد حُفر بذاكرتها وكما يبدو فقد إحتفظت به سرًا عن الاطفال الآخرين إذ انها لم تكف عن الشرود والمُضي بعالمٍ اخر منذُ ذلك الحين.

كان هو الاخر لا يعلم ماسبب بُكاءه المفاجئ٫أكان شعورًا بالذنب لأن الطفل جوردان قد أُعدم بينما هو قد نجىٰ رغم ان كلاهما يملكان نفس الخطيئة والذنب ؟ هو علم انه أبعد من ان يكون شعورًا بالذنب وكان متضاربًا مع شعورٍ مقيت بالشفقة٫كان غريبًا وثقيلًا على أوتار قلبه التي لم تهتّز يومًا إلا ان المشهد الأول لزنزانة والده كان إستثناءً فضيعًا بلا أدنى شك.

وبعد ان نفث ضباب التساؤلات المعتمة عن تفكيره قام بعُبور الجسر الحجّري بهدوء محاولًا تدارك الهفوات والثقوب الصغيرة لعّله يُدرب عقله الذي أُستثير وأنتشى على لحن الحزن وأخذ ينبش ويستخرج آلامًا دُفنت٫فهو أراد التركيز بالحاضر والخوضِ به فحسب٫أكان الاحتفاظ بتفكيرٍ نقي صعبًا الى هذا الحد؟

فجأة٫أصبح في ميسوره ان يرى العم لُوفان والذي كان ذو وجه وظهرٍ محدوب مألوف للجميع وهو

الرجل الذي شقي برعايةِ أبناءه الأربعة الذين ترعرعوا في بيئة تعبق بأريج السلام وبين إبتسامات والدهم الصادقة رُغم بلوغ قلة المعيشة الى معدلٍ يبعث اليأس بروحه إلا انه لم يتوقف عن زرع المحبة والعطف بداخلهم بلا كللٍ او ملل٫ وفي نهاية المطاف وبإختصارٍ صريح٫ضربوا مشاعر والدهم بحائط الجحُود وقاموا بهجره الى الأبد.

ألهم ان يروا عيني والدهم الخامدة رغم ان الدمع لم يجف ؟ هذا المحيا الجليل الناضح بالسُمرة وهذا الشعر الأشيب الخفيف التي يتضّح به بعض البُقع الداكنة فـ نباتات حديقته أمست عُليقًا ميتًا إلا انه إستمر بإحناء رأسه أسفل اشواكها غير مكترثًا للندبات التي تحيط به بسببها٫لانه ارادَ منح المزيد من الحُب والعاطِفة حتى بعد خسارته لكنزه الثمين٫هو لايزال يريد الإستمرار بالعطاء حتى يفنى.

” طابَ يومك أيها العم ! “

هتف كيونقسو بينما يحاول إسترجاع بهجته وإبتسامته المعتادة٫لان العم لُوفان كان خبيرًا بما فيهِ الكفاية ليّستكشف باطِن أوجاعه التي ارادَ دفنها

إلا ان العم لُوفان تجاهل ذلك التضارب الواضِح بنبرة كيونقسو المُضطربة ونظر للشمس التي ارتفعت للتو في كبد السماء كتقديرٍ للوقت وأجاب بعد لحظاتٍ قصيرة بتجعيدةٍ غليظة كست جبينه العالي

كيونقسو يا بُني لقد أتيت في الوقت المناسِب! إعذرني ياعزيزي فـ لقد نسيت إبلاغك بشيء مهم للغاية وأني سعيدٌ بهذه الصدفة ! إذ ان ما وددت إخبارك به قد آن اوانه٫كما تعلم في الاونة الاخيرة تم إنتخاب عمدة جديد للمدينة وهاهو ذا خطابه الأول سيُعقد في وقتٍ قريب ! تعال يا بني هيا ولنترافق الى هناك معًا٫لنمضي ونُدندن ! “

عصفت به ظرافة إبتسامة العم لُوفان الصفراء٫لقد كان يُكسب نفس كيونقسو شيئًا من المرح وطيب النية ٫إن المرء ليُسر حينما يتراءى له عجوز قد أشرف على نهاية عمره يقوم بإلقاء النكات وعلى حين غرة يهزئ من ألم مفاصله الحاد ويظن ان العرج قد يكون بركةً له ! كان خير رفيق وصاحِب٫ولرُبما هو أكثر تسّلية ان أصطحبته لشرب النبيذ فرغم كبر سِنه إلا انه يفهم مايخالج صدر الشباب ويؤرقه ويعرف جيدًا كيف يدّاوي جروح التشاؤم ويُكافح تمددها٫كان شرفًا كبيرًا لكيونقسو ان يكون الشاب المُفضل للعم لُوفان !

وبهذا لم يُكن امرًا غريبًا حينما وجد كيونقسو خطواته أقتربت بسرعةٍ خارقة من ذلك المكان المتواضع الذي إجتمع به اولئك المُهتمين بالنهج الذي سيّسلكه العُمدة الجديد واخرون صنعوا دائرةً من النميمة والشائعات حوله لقد كان الناس أصنافًا لاتُعد او تحصى إلا انهم إتفقوا على الإلتزام بالسكينة والهدوء وان يقبع كل واحدٍ بإحترام على مقعده الخشبي دون إصدار اي صيحات إستهجان او تشجيع وبصعوبة إستطاع كيونقسو والعم لُوفان الوصول الى المقدمة بعد صراعٍ قاس مع الزحام الذي إشتد فجأة وإستدلالًا على هذا لابد بان العمدة قادمٌ قريبًا !

إنتظرني يا عم لُوفان ساتي لك بالماء البارد وأعود مسرعًا ! لابأس لاتقلق٫لن إفتقد أثر موقعنا ولن اتأخر

أجاب كيونقسو على طلب العم بكُل إحترام وهدوء وقررَ إختراق هذه المقاعد بشكلٍ عرضي ليّتمكن بالعودة بالوقت المناسِب وحينما كان يسير بينما يُحني رأسه للناس كإعتذارٍ بسيط لتجاوزه الصفوف٫و فجأة شعر بيدٍ غامضة تشبثت بظهره.

و ما أوقع الرعدة في اوصاله ان تلك القبضة الرهيبة تمتد للأخذ بغطاء رأسه !

كانت ردة فعلِه تلقائية وبديهية حيثُ إرتد وركه للخلف وإمتدت يده لتمسك بتلِك القبضة من الرُسغ ٫بقوةٍ بلغت أقصَاها فـ جسده الضئيل ذو الأكتاف المنخفضة لم يكن عائقًا يمنع إتسامه باللياقة والقوة الكافية ليسحب ذلك الكائن المجهول بسرعةٍ خاطفة ويلقيهِ أمامه ساقطًا على ظهره مُحدثًا ضجةً كبيرة بسبب إرتطامه على الأرضية القاسية ..

أغلقت الصدمة أفواه الجميع وجّل ماكان يُسمع هو إنفلات أنفاس كيونقسو الساخنة التي يزفرها بغضب شديد إكتسح محياه٫لم يتجرأ احدٌ من قبل على لمس مايغطي شعره ! لقد كان الجميع يكن الإحترام لرغبته بتغطية رأسه رغم ان في بدايات وصوله الى هذه المدينة الجميع أمسى يتهامس وقد إتخذوا الحذر سبيلًا للتعامل معه في الأسبوع الأول إلا ان كيونقسو كان مُراعي وذكي بما فيهِ الكفاية ليقرأ عقول الآخرين وإنطباعاتهم عنه٫فـ مثلًا السيدة ماري الأجنبية كانت مُتغطرسة ومتعالية مما كان بديهيًا إنها تطمع بمعاملة الأميرات الثمينة رغم ان عمرها قد إنتصف والشيب قد أنتقى بضعًا من خصلات شعرها الطويل إلا ان كيونقسو بادَر بذلك وقد أُسرت به حينما طبع قبلة صغيره على كفها وساعدها بحمل مُشترياتها بكرم٫لقد كانت أول شخص قامَ بكسبها والتي لاتزال تكن له الكثير من العاطفة الى يومنا هذا.

تشوش ذهن كيونقسو بغمرة هذه الأفكار الضبابية بينما كان يُحلل تفاصيل الملامح الهجينة المألوفة للشخص القابع امامه المُستمر بالتاوه والتقلب أمامه كالجرو الأجرب بسبب ألم ظهره إلا ان هذا الموقف الغريب لم يكن ما الذي جمّد عقول الحاضِرين لأن وللأسف كيونقسو لم يُدرك إنسدال الغطاء سوى باللحظات القصيرة.

اليسَ هذا هو الشعر الأشقر الملعون ؟

تقاطرت عليه الهواجس وأمتزجت برعبٍ قد شلّ تفكيره حالما وصل صخب تلك الصرخة الحانقة الى مسامعه

مالذي عليه فعله ؟

كيف عليه ان يتصرف خلال هذا الموقف ؟

كم مرة عليه إحناء ظهره وإظهار تعابير الأسف وطلب الرحمة من الحاضرين حتى يغفرون له ؟

لقد كان متوترًا مُرتعشًا لدرجة انه لم يستطع لمح فيليوس وهو ينهض من الأرض مُمسكًا بظهره المتأذي مُرسلًا إليه نظرات عتاب ممزوجة بالشفقة وكأنه يُلقي عليه اللوم ! بدى أن فيليوس لم يُكن بكامل إرادته حينما ارادَ كشف غطاء الرأس فكانت أصابعه ترتعِد برُعب ولم يكن جازمًا على هذا الفعِل مما أدى الى قلبه راسًا على عقب من قِبل كيونقسو الذي إنسدل غطاءه فجأة دون تدخل اي شخص٫لقد كانت إرادةً من القدر فحسب٫لاشيء يبقى مخفي الى النهاية أبدًا.

لم تدم اللحظات الصادمة على الحُضور أكثر من ذلك إذ انهم تجاهلوا العمدة الذي كان ينظف حنجرته بشكلٍ مُتتالي لعّلهم يعيرونه بعضًا من الإنتباه غير مدركًا ان الدهشة جثمت على عقولهم وأتت بحقدٍ كان متوارثا لأجيال عديدة حيثُ تعالت صيحات الإستهجان والنبذ مُحملةً بأبشع الصفات أُطلقت دفعةً واحِدة على الشخص الذي خدمهم بقلبه قبل روحه لأن هذا لم يمنع ضميرهم من المواصلة ! بل أخذ بعضهم تلك المقاعد الخشبية بنية المهاجمة على كيونقسو كإعلانٍ لبطولته وشجاعته بهذا التصرف الرّجعي !!

وأنقلبت الفوضى بالمكان وأصبح كيونقسو مُحاصرًا بعشراتٍ من الهائجين الذين أصابهم الجُنون وكان على وشِك إستقبال ذلك الكرسي الطائر من مؤخرة المكان بوجهه إلا انه تفاداهُ بالوقت المناسب ولم يسّعه الوقت ليشرح موقفه ويُبرر غلطته العظيمة التي لم يرتكبها حتى هاجمه شخصٌ من الخلف بنية خنقه جاهلًا حقيقة ان كيونقسو بوسِعه إبراح جسده الهزيل ضربًا إلا ان تصرف كهذا قد يزيدُ الأمور صعوبة فأكتفى بمحاولة زحزحة قبضة الرجل الغليظة بهدوء مُراعيًا كبر سِنه الذي إتضح من خلال تجاعيد وتفاصيل يده الكبيرة٫لقد بقي كيونقسو مُراعيًا لهم لأخر لحظة٫حتى لو كانت حياته على المحك.

يارجال ! مابالكُم على بُني كيونقسو٫أنسيتم من هذا الشاب العطوف ؟ وكيف يستطيع شخص ان ينسى ظِله الذي لم يكف عن الظهور بالأرجاء كسندٍ لنا ! حتى العابرين المسافرين يشهدون ويشيّدون بجهوده الجبّارة وهم الذين لم يلقوا عليه سوى نظرة خاطفة ! فما بالكم يا أيها الناس الذين تلقيتوا عطفه وحنانه بالوّد والسخاء٫اين ذهب إمتنانكم ودينكم له ؟

خرج صوته جهورًا ضخمًا على عكس مظهره الهزيل بحيث وقف أمام كيونقسو وكأنه حاجز منيع شُيد قوامه من حديد ليحميه فـ على الاقل وجه العم لُوفان الذي ترعرع بأزقة هذه المدينة لأكثر من 60 عامًا كان مألوفًا بما فيه الكفاية ليسمحوا له بإكمال حديثه رُغم سخطهم وإصرارهم على رأيهم الذي لن يتزحزح بسهولة إلا ان لُوفان أكمل بصوتٍ أقل حدة إمتلأ بنبرة العتاب لعله يحرك شيئًا من شعورهم الداخلي المتبلد نحو كيونقسو المسكين

انه كيونقسو يارفِاق ! كيونقسو الذي رعى أطفالكم بغيابكم وعلمهم الاداب والاخلاق ! أتدركون اننا لهالكون بدونه ؟ كم شخصًا منكم هنا قد طلبَ منه معروفًا ولم يُسدده بعد ؟ الا تخجلون من أنفسكم٫الا تجدون العبرة من قصة الطفل جوردان تلك الروح الطاهرة البريئة التي أُعدمت بوحشية وقد أتى الندم بعدها متاخرًا ! كم نفسًا حزنت لاجله ؟ كم عينٍ ذرفت الدموع لفراقه ! انتم ترتكبون نفس الخطأ ! إرفقوا بـ بُني كيونقسو٫توقفوا عن نعته بالخائن بحق الإله ! “

إنخمدت تلك الصيحات الموحّشة وأُستبدلت بهمهمات سرت بين هذه الحشود التي أصبحت ساخِطة حينما لم يستطع أحدهم ان يعاكس الحديث وينكر جهود وخيرات كيونقسو التي لايُمكن تعدادها حتى يُستطاع نفيها وتلك اليد الغليظة قد أفلتت عنق كيونقسو عن كُره كبقية الذين أخفضوا مايحملونه كسلاح

والذي كان السبب للأخير ليس تقديرًا واحترامًا لحديث العم لُوفان بل لتلك الشخصية العظيمة التي دخلت جاعلةً الابصار تشخصّ إليها

كان شابًا انيق المظهر وبهي الطلعة قيل أنه لم يلمس الخمر والنساء قط وعرف كل ألوان المودة والعطف على الفقراء والمساكين وهو بارزٌ بين شباب جيله بحسن هندامه وأخلاقه العاليّة

انه المثال الأصلي والمتكامل على اللورد الحقيقي !

ماهذهِ الجلبة التي تحدث هُنا ؟ أهكذا تستقبلون وجود اللورد الذي يزور معالم مدينتكم لأول مرة ؟

خرج صوت اللورد سيهون بعتبٍ واضح وإستنكار شديد للفوضى حّلت بالمكان فجأة وقد رفع رأسه لعّله يرى العُمدة جهلًا منه ان ذلك الرجل الجبان قد فر هاربًا من هذا الشجار الملحمي٫هز رأسه بيأس وكان شاكرًا أن لحضورهِ هذه العظمة التي جعلتهم يفكون حصِار دائرتهم الملتهبة حول كيونقسو ويصطفّون جانبًا بغير أمرٍ منه٫لم يُكن يعلم ان شهرته كانت ممتدة لهذه المدينة مما جعلهم يكنون له الإحترام٫لذا فجأة قررَ تولي زمام الأمور

أكان هذا قتالاً جماعيًا على شخصٍ واحد يا أيها الناس ؟

قامَ بتأنيبهم برويّة محاولًا الإتمام على هدوئهم لمدةٍ أطول فـ أستغل فرصة الصمت المخيّم على المكان ليصنع خطواتٍ ثابتة نحو كيونقسو الذي كان منكسًا لرأسه موحيًا بإنطباع الإستسلام والخضوع إذ انه لم يُكن يجيب على تلك الإتهامات الموجعة بل كان يتمنى ان يمنحوه فرصة صغيره لعله يفرغ مابداخِل صدره فـ الذي طلبه هو فقط الإنصات إليه للحظات٫لكن هذا حتمًا كان طلبًا مُستحيلًا بالنسبةِ لهم٫بل كانوا يودّون الا يسمعون صوته مجددًا.

لانهم أضحوا يشكرون ربهم ان كيونقسو تعرى اخيرًا وعرفوه على حقيقته إلا أن البشر هم من ظهروا على حقيقتهم البشعة٫بحيث ان الذين أحسن اليهم كيونقسو وابلى صنيعًا حسنًا لهم قاموا بنكر جميله واظهروا له الضغينة بلحظاتٍ قصيرة٫هذا ماكان يخالج صدر اللورد سيهون حينما وقفَ مواجهًا اولئك الحشود وقد إمتلأت اعينهم بشرار الحقِد والنفور

بأسم عائلتي الملكية وكعضوٍ خارجي مؤثر قد تعاون مع البلاط الملكي لهذه المدينة أكثر من مرة أُعطي حق الأمان لهذا الشاب وسيبقى تحت حمايتي أنا اللورد سيهون٫من يجرؤ على الإقتراب منه ليضع مقام انه قامَ بلمس اللورد باصابعٍ قذرة٫قد تظنون انني لا أعلم مايعنيهِ هذا اللون الأشقر بالنسبةِ لمدينتكم وتاريخكم لكن آن الاوان لتجدُدوا أفكاركم وإحراق ذلك الماض القاسي وإلقاءِه بعيدًا٫لعّلكم ايها الناس الفاضلون تدركون مدى مشقة الإنسان حينما يُبلى بشيءٍ لم يختاره و مجددًا٫تفكرّوا جيدًا قبل ان تؤذوه

إهتز بؤبؤ عين فيليوس بصدمة كبيرة تقاسمها الجميع على نحوٍ متساوي٫حيثُ لم يتوقع أحد ان البلاط الملكي يقفُ بصف الخونة! هذا لكان سيثير المتاعِب و ربما الإنقلابات إلا انهم حملقوا باللورد سيهون صامتين لايجرؤ أحدهم على التفوه بأي حرفٍ بعظمة وجلال وجوده٫حيث تقررَ رسميًا ان كيونقسو مُحاط بامان اللورد وهذا لايبشر بالخير للشخص الذي ينوي بهِ السوء٫إذ ان عقابًا صارمًا سينتظره فـ لا أحد يقوم بمعصية كلمات من هم أعلى وأرقى منه مكانةً في المجتمع ويفلتُ سالمًا .

فيليوس٫لنمضي من هنا

أشارَ له سيهون باللحاق به وفعل فيليوس ذلك سريعًا بينما تمتد أحدى يديه لتمسد أسفل ظهره المتألم٫ربما كانت هذهِ مُبالغة إلا ان الالم الفضيع الذي إنتشر بانحاء عظامه كان مزعجًا للغاية بالنسبةِ له ٫فلم يكن تدخل اللورد سيهون مُحببًا رغم انه أنقذه من التعرض للمزيد من الضرب إلا ان فيليوس هو الأعلم هنا بعلاقة سيهون المتوترّة مع سيده جونق إن وقد كان وجود اللورد في هذا المكان لامر غريب ومفاجئ وكانه كانَ على علمٍ بمُخطط سيده وقد أتى ليّوثقه بالفشل بدمٍ بارد إذ انه منح حق الأمان لشابٍ فقير لايعرفه بل لنُقل بانه شاب قد تقف العائلة الملكية بأكملها ضَده٫كانت خطوة اللورد سيهون هذه كبيرة جدًا على خلاف مايبدو٫فالمتاعب ستبدأ بالتعاقب عليه الان.

فيليوس ألك ان تخبرني مالذي اتى بك الى هُناك ؟ تبدو وكانك دخلت بشجارٍ عنيف أنتهى بخسارتك

تحدث اللورد سيهون بنبرة هادئة بينما يعبران أسوار القصر إلا ان فيليوس كان معتصمًا على الصمت هذه المرة وأكتفى بكونه متلهفًا لرؤية سيده جونق إن لعّله يُخلصه من هذا اللورد الذي أمسى طوال طريق عودتهما يلقي بوابلًا من الاسئلة الغريبة عليه الممزوجة بلحنٍ ساخر ولعّل فيليوس قد إستطاع الإفلات من كمينه بصعوبة رغم وجود بعض الثغرات الواضِحة والتردد بين كلماته التي نسجها خصيصًا للإجابة على فضول اللورد حول سيده جونق إن و حول علاقته باللورد لوهان لينتهي بإستفساره عن الشاب كيونقسو٫حرفيًا فيليوس قد عصف به الصُداع من مرافقة هذا اللورد الفضولي الذي لم يطبق شفتيه طوال سيرهما.

أظن ان الأخبار قد وصَلت الى القصر بالفعل٫لقد تأخرنا بما فيه الكفاية ايها اللورد..إعذرني الان علي مُقابلة سيدي “

” لقد هرب هذا الوغد الصغير “

عزف لحن تنهيدة عميقة حينما كان يخطو خطواته الأخيرة في هذا المكان نحو البلاط الملكي الذي عقد إجتماعًا عاجلًا حالما وصل خبر هرب العُمدة الجديد المثير للإحراج وإنتشار الفوضى بسبب ظهور شخص بشعرٍ أشقر والعديد من الشائعات التي حمّلت كلمات الإنقلاب على الأسرة الملكية إذ ان هنالك من ظهر فجأة في الأنحاء وأعلن ان هذا الشاب تحت حمايته وقد فعَل ذلك بإسم البلاط الملكي مُستخدمًا إياه بكل تهوّر ! كان ذلك كافيًا بجعل الأعصاب تثور والعلاقات الحميدة تُخمد وكأنها لم تكن٫وكان ذلك ايضًا كافيًا لمنع اللورد سيهون من دخول الإجتماع.

مالذي تقوله بأنه تم منعي من الدخُول ؟ انا بحاجةٍ للحديث الى أعضاء البلاط الملكي بأسرع وقتٍ مُمكن ! كيف لهم ان يتخذوا قرارات بلا وجود السبب الرئيسي لكل هذه الفوضى ؟

زمجر بغضب حينما أعرض الحارس عن فتح الأبواب له وأكتفى بتكرار الأمر الرسمي الذي أُسدي إليه وبدى انه لن يتزحزح من مكانه او يتراخى ابدًا حول هذا الموضوع إذ يبدو ان التهديد الذي أُسدي اليه كان عميقًا وقويًا بما فيه الكفاية حتى يرفض رشوة المال التي ارادَ اللورد سيهون تقديمها إليه لكن حالما أدخل يده بجيب معطفه أتاه صوت الحارس خشنًا

انا أسِف جلالتك٫لكن ان عصيتُ الأوامر لن تفيدني نقودك سوى لشهرٍ واحد على الأقل وانني لاملك عائلة كبيرة تنتظرني كل يوم لأحمل لهم الطعام والماء٫ان عملي هو كُل حياتي ويحافظ على حياة أطفالي ايضًا٫أرجوك إعذرنـ .. “

لم يكد ان يُنهي جملته المحملة بنظراته المتأسفة المليئة بثقل المعيشة إلا وقد شعر بجيب بنطاله يُصبح أثقل من المعتاد حينما دخلت يد اللورد المباركة الى ذلك النسيج بخفه لم تكد ان تُستشعر او تذكر وهذا ماجعل الحارس عاجزًا عن النطق حينما تراءى له منكب اللورد سيهون وهو يغادر وعلى محياه إبتسامةٍ غامضة لم تحضى بمرادها لكن قامَ بتقديم تلك الهدية النقدية الى هذا الحارس بلا مُقابل٫كان هذا كافيًا ليترك إنطباعًا عميقًا بنفسِه٫لن ينسى هذا المعروف ابدًا.

أصبح سيهون يتجول بالأرجاء بلا جهةٍ محددة يقصِدها٫إذ انه كان ينتظر إنتهاء هذا الإجتماع السّري والإطلاع على قراراتهم بأسرع وقتٍ ممكن فلم يكن كيونقسو هو المشكلة الوحيدة بل تصرفه المتهور كان هو الذي تلقى إهتمامًا اكبر وحكمًا اكثر صرامة نحوه٫رغم انه يجزم ان عادَ الوقت لن يغير موقفه لأنه مؤمن بان تصرفه كان ينمُ عن الرضا الذاتي ويحقق الأفضلية بالنسبةِ له.

وبينما كان على وشك تخطي حديقة القصر تراءى له ظل جونق إن وبجانبه فيليوس المُنهمك بحديثٍ جدّي مليءٌ بـ إيماءات يده العشوائية وكانه يصف مشهدًا ملحميًا شديدًا وقد إستمر بالاشارة نحو ظهره وإظهار تلك التعابير المثيرة للشفقة٫لقد بدى كالطفل لوهلة مما جعل سيهون يقهقه ساخرًا قبل ان يتوجه نحوهما بخطواتٍ ثقيلة لينبأهم بوجوده حيثُ أختتم فيليوس حديثه بفعل وكزةٍ صغيرة فعلها جونق إن بعيدًا عن أنظار سيهون إلا ان الإله وحده يعلم مالمعنى خلفها.

أرى انك تحضى بالمتعة يا جونق إن٫ماسّر هذه الإبتسامة المبتهجة ؟ من النادر رؤيتك هكذا ولأنه حتمًا امرٌ يسعدني لذا لاتفهمني بشكل خاطئ

العبوس وتجاعيد التكشير ليست من عاداتك أيضًا ايها اللورد٫أربما اتى اليوم المنتظر حيثُ كلًا منا سيواجه النقطة التغيير المهمة التي تاتي مرة واحدة في الحياة ؟

كتم سيهون مايخالج صدره من سخط وقررَ السير على النهج ذاته الذي يستخدمه جونق إن في الحديث ليستطيع إيصال رسالته بشكلٍ يروق له ويجذب إهتمامه فـ أتى بسؤالٍ أكثر صرامة وأشد اختبارًا وأعظم انغماسًا في ضجيج أحاسيسه

ان كانت سوف تحيط بك أصوات عديدة تباركك الا ان صوتًا واحدًا سوف يلعنك ستكون قد وصلت الى نقطة التغيير المهمة التي تتحدث عنها ؟

دامَ الصمت للحظاتٍ بدت طويلة بالنسبة لجونق إن الذي تصنم بسبب وقع السؤال الثقيل عليه٫أكانت هذه ضربة حظ لسيهون ؟ على مايبدو انه لم يعُد طفلًا بعد الان وأصبح يغوص في غمرة تصرفات جونق إن وكانه قد قامَ بدرس شخوصه وتفاصيله حتى إستخرج مخاوفه الحقيقية وإستطاع اخيرًا ان يُلجم ثغره ويكون الفائز بنقاشٍ بينها للمرة الأولى بطرح سؤال واحد فحسب.

إلا ان لذة الإنتصار لاتدومُ طويلًا !

جلالتك٫لقد قمتُ بتجهيز العربة منذ وهلة وساكون مُرافقك في رحلتك حتى تصِل بسلام

مالذي تعنيه ؟ عن أية عربةٍ تتحدث ؟

أجاب سيهون وقد إنهارت كل ذرة سكونٍ بداخله حيثُ انه توقع النتائج الاسوأ من قرارات البلاط الملكي لكن لم يصِل لإحتمال طرده بطريقةٍ مُحترمة خارج اسوار القصر !

هل أعاقر مكانتي ام أُنقد سمعتي ؟ ان أعتصم بالصمت وأتقبل ما إنطبع من سوءٍ عني ام أقوم بتحدي السُلطة بنفسي ؟

عصفت به تلك الأفكار المتناقضة التي تمثل رغباته إلا ان أكثر شيء كان يريد التواري عنه هو نظرات جونق إن التي إنعكست عليها رمادية غيوم السماء حيثُ انه لم يبالي حول ما ترددَ على مسامعه بل أصبح يركز إهتمامه حول ماهية طقس اليوم على غير عادته هو لم يطلق إبتسامة غريبة الأطوار او ضحكة ساخرة٫لقد بدى أكثر سلامًا وهدوئًا أكان هذا بسبب إقتراب نقطة التغيير الذي تحدث عنها ؟ سيهون لم يُكن يعرف الكثير٫بل فشل بمحاولة فك تلك الخيوط المنعقدة حول صديق طفولته الذي يستمر بالتسّتر خلف غموض رغباته٫إلا انها ليست النهاية.

أتمنى ان يكون هنالك لقاءٌ قريب بيننا في يومٍ ما ٫ساعود الى هنا وأنقذك من الوحل الذي تغرق به حتى لو جعلك هذا تُمقتني

كان صوتًا أقرب الى همسٍ عاطفي حاول الوصول الى يسار صدر جونق إن رغم انه لم يصِل لمسامعه لكن سيهون كان مُتاكدًا ان صديقه إستشعر بهذا٫مهما أضحت علاقتهما غريبة كان اللورد لايستطيع إهمال جونق إن او التخلّي عنه٫كونه يعلم ان الشيء الذي يُخطط عليه لامرٌ قد يجعل حياته وسمعته تشارف الى نهايتها هذا ماجعله يبذل جهدًا بمحاولة منعه او لعّله إستطاع المحاولة٫لان هنالك روابط لاتنقطِع مهما وئدها الزمن وتجاوزها٫إنها تعيش وتُستحضر داخل خلد سيهون٫دائمًا

وأبدًا.

كان قد مضى على كيونقسو أكثر من ثلاثين دقيقة من السير المُتواصل بهدف البحث عن لقمة العيش حيثُ انه لم يكن عليه تغطية رأسه بعد الان الا انه كان يعلم بانه سيبعثُ شعورًا يثير الإشمئزاز والنفور بأنفس البائعين الذين أغلقوا الابواب بوجهه لذا إستمر بإعتمار ذلك الغطاء٫لم يكن شخص ليسير معه على نفس الطريق ابدًا بل كانوا حتى يحتقرون التراب الذي يمسّ نعليه الباليّة التي لم تكن لتستر قدمه بالكامل و رغم كل هذه العوامل المتنوعة التي تنبذه كان يواصِل البحث بحزم شديد وكان هذا الإصرار ليسَ لاجل نفسه٫لطالما كيونقسو قام بوضع الثقل على كاهله ليسَ تلبيةً لرغباته بل لرغبات الغير وبهذه المرة الامر كان محصورًا على كلبته التي حُرمت من الطعام لوقتٍ طويل التي برزت عظام صدرها كالأوتار واصبحت واضحة للأنظار إلا ان انتفاخًا صغيرًا قد توسّط معدتها إذ انها كانت تحمل أجنة لم يحن الوقت لخروجها بعد٫كان هذا الدافع الاكبر لكيونقسو.

 

مساءُ الخير ايها السيد المحترم هل لـ .. “

وأنكس كيونقسو رأسه مسرعًا وقد كبلته الصدمة حينما خرج حديثٌ مدوي من صاحب الدكان الصغير كـ قنبلة سمحت لإنظار الناس ان تُسلط عليه وتحديدًا على تلك البقعة الرطبة التي لطخت قميصه الباهِت بصفار البيض الذي ألقي عليه وكانه يُنبئ بأهم عبارة حيثُ اولاها البائع وقتًا حتى تخرج بنبرةٍ صاخبة مليئة بالسخط

أُغرب عن دكانتي ايها الكائن الملعون! لاتقف أمامها٫اتوّد ان تجعل زبائني يهربون ويتحاشون الشراء مني ؟ إن لتُبنى لي سمعة سيئة وملوثة ان سمحتك لك بالوقوف او الشراء مني فـ هيا أغرب بعيدًا ! اتظن ان الجميع يغفر لك بسبب اللورد الذي دافعَ عنك ؟ إن الغيض والحقد لأشتدّ اكثر بعد هذا ! هيا أذهب ولاتعد مجددًا ياللشيطان!! “

حرك كيونقسو قدميه مُبتعدًا عن المكان قبل ان يسمع كلمة البائع الأخيرة٫لقد شعر بقوامه يتيّبس أكثر وبقلبه ينقبض مع مضي خطواته إذ انه عادَ بايدي فارغة وخالية من لقمة عيش الى كلبته٫بل الى الكائن الوحيد الذي سيقفُ بجانبه بغمرة الكره والحقد الذي أُحيط وغرق به٫الان كيونقسو علم لما كان عليه تقديس الكلاب منذُ الصغر فهي الوحيدة الفريدة من نوعها التي تملك عقدًا ابديًا مليئًا بالود والحُب مع صاحبها والذي لايُلغى سوى بفنائها ومع هذه الأفكار اخذ صدره يعلو ويهبط كابتًا نشيجًا وبكاءً حارقًا كان ليظهر في اية لحظة قادمة إلا انه تدارك الأمر وأطلق لقدميه العنان ليمضي راكضًا نحو تلك الكلبة النائمة بعمق وسلام على عتبة منزله العتيقة كـ إنتظارٍ له

لقد عُدت ! لقد عدت إليكِ اخيرًا

هتف ليخرج صوته اخيرًا محاولًا تناسي شجن الحزن الذي يعتريه وقد إمتدت ذراعيه النحيلة لتاخذ بتلك الناعسة بأحضانه بين قهقهاتٍ معبئة بالألم لم تنطفئ٫انه يضحك لأنه يتألم٫انه ليبتسم لأن لحن الحزن يُعزف داخل قلبه بلا توقف.

بدأت تلك الكلبة بالإستيعاب اخيرًا وإدراك ان وقت اليقظة قد حان فـ أخذت تمرر لسانها الكبير على قميصه المليء برائحة البيض القوية٫في الواقع هو لم يحدد ما إن كان هذا ترحيبًا دافئًا به او جوعًا قد فتك بها٫لكنه مدعاةً للإبتسام والضحك إذ انه اصبح يُلاطفها ويحك لها شعرها المتبيس وبهذا أصبحت اكثر سرورًا ولهفة٫كانت سعادتها محصورةً بتلك البساطة فحسب حتى رغم تقلصّ معدتها من الجوع والحكة المؤلمة التي تغزو جلدها من حينٍ الى اخر٫هي أحبّت كيونقسو كصاحبٍ لها أكثر من اي شيء

صحيح انني اتيتُ بايدي فارغة لكن هيا إتبعيني

همس بصوتٍ منخفض وقد ربت على رأسها بينما يدفع باب منزله ليفتحه ويمضي الى الداخل مُسرعًا وإذ بها هي الأخرى تلحق به بسرعة البرق رغم قوامها الهزيلة التي تكادُ تنكسر من ضعفها٫هو كان يدرك ذلك وانه لمنظرٌ لايسّر القلب ٫هاهو ذا يضحي الان باخر شيء تبقى في مخزون طعامه الذي لم يكتفي او يمتلأ يومًا وأخذ يسكب الحليب البارد في وعاءٍ حديدي قامَ بشراءه خصيصًا لها وبدأت السعادة تغمرُ شعوره حينما ترائت له قفزاتها الظريفة حالما إستطاعت هي تمييز صوت إنسكاب السائل في وعاء طعامها٫هذه الفرحة كانت كفيلة بجعل كيونقسو يقدمُ الوعاء اليها بلا اي ترددٍ او ندم

هيا أشربي وغذّي صغاركِ سريعًا٫انني متشوقٌ لرؤيتهم

جلس القرفصاء امامها بعد ان أشعل السراج الذي توسّط غرفته كي يمنح المكان إضاءة أفضل٫لقد شعَر بانه قريبٌ من شفير الموت بل أنه شعور اقرب لشعور عجوز إقتاتت منها الشيخوخة لوقت طويل وهاهي ذي تودّع الحياة بفعل تفاصيلٍ صغيرة لم تفعلها من قبل٫فـ كيونقسو الذي قررَ إشعال السراج المتوهج ومجالسة كلبته على ضوءٍ مُنير وليس على ضوء القمر الخافِت كان امرًا لم يفعلهُ من قبل٫أكان يطمع ببداية جديدة ؟ بالتأكيد دارَ هذا الحديث بخلده لأكثر من مرة إلا انه يدرك أن سخاء الحياة ليس بهذا القدر الذي سيفتح له ابوابًا جديدة.

نهض من مكانه حينما أصاب الخمول جسم كلبته والتي أمست تتدحرج ببطء على أرضية المنزل وكأن نشوة السعادة لاتزال تُبقي اثرًا بها حتى إستقرت وعادت لاخذ غفوتها مجددًا٫لقد كان الجو قارسًا شديد البرودة ليمنع الحيوانات من الخروج والتجّول بالأنحاء وهذا ماينطبق على البشر ايضًا إذ ان المحلات أخذت تغلق في وقتٍ أبكر خشية من ان يعتدي الصقيع على الخضروات والفواكه فـ تغدي غير صالحة للشِراء وتصبح من نصيب اولئك المشردين الذين يقبلون بتشنج امعائهم بصدرٍ رحب بدلًا من فراغ جوفهم٫لقد كان الأول اهوّن من الاخير.

تتالت القرعات الصغيرة على باب منزله المهترئ والذي يكادُ ان يسقط لولا إعادة الترميم التي مضى عليها مايُقارب الشهرين.

قامَ كيونقسو بفتح الباب على مصرعيه بلا تردد لأن تلك النغزات الصغيرة التي راودت قلبه كانت تخبره ان العم لُوفان ينتظره خلف هذا الحاجز وإذ بهذا الإحساس ان يُصيب !

عم لُوفان ! يا اللهي كيف أتيت بهذا الجو ؟ أهي تُثلج بالخارج ؟ هيا بسرعة تعال واقترب من الموقد ساحضر الحطب ! اه ياللتهوّر ياعمي٫كان بإمكاني ان أعرج انا على منزلك ! لقد أتعبت جسدك بالمجيء الي والمسافة بعيدة جدًا

تحرك كيونقسو بتوتر وقلق كبير قد إعتراه حينما راى أسنان العم لوفان تصطدم ببعضها وتحتك مصدرةً صريرًا خافتًا لكن ما ان وضع لوفان مؤخرته على الأرضية وإستقر قابعًا بجانب الكلبة النائمة حتى كانت خطوات كيونقسو أسرع منه إذ بهِ يرمي على مايبدو جميع مايملكه من حطب داخل الموقد وقد بدأ الحطب يتكسر بإستمرار ليوقد نارًا تدفئ أوردتهما.

لقد احببتُ زيارتك والإطمئنان عليك يابُني وإني لاملك حديثًا مهمًا ساطلعّك عليه

إستمر كيونقسو بالنظر إليه بتمعن والإنصات يغزو محياه حالما جلس على يمين العم لُوفان الذي كان يعتصر ملبسه القديم من حينٍ الى اخر وكأنه يحاول إستجماع حروفٍ ذات وقعٍ ناعم

ياعزيزي كيونقسو لاتفكر بان هذه الحياة الصالحة التي صافحت شخوصها ونشرت في ربوعها الخيرات والمبرات ستذهب سدىً وتلوث بجريمةٍ لم ترتكبها٫إسمعني يا بُني٫مهما كان القدر قاسيًا عليك تذكر بان مافعلته سيعودُ إليك بالنفع فـ اقسم انك لم تؤذي شخصًا يومًا وأنك لتلاطف الكبار والصغار وتحمل نفسك اكثر مما تستطيع ! انت طاهرٌ ياكيونقسو وقد آن الاوان لتعتاد عينيك البريئة على عتمة هذه الحياة

أكمل العم لوفان بينما يكفكف دموعه وقد صّر على حباله الصوتية ليخرج صوته مصحوبًا بألم مُقيت جاعلًا انظار كيونقسو تذبل ببُطء وهي تتأمله

واني هنا ياكيونقسو لأبلغك بشيءٍ مُهم٫لقد إجتمع أهل المدينة خلسة وقرروا ان يعرجوا الى منزلك في وقتٍ متاخر من الليل ويهجمون عليك دفعةً واحِدة ليقضوا عليك٫لاتقلق يابُني ! أبعد نظرة الهلع هذه عن وجهك ياعزيزي لانني لم اتي وانا احمل هذا النبأ المريع لك فحسب٫انني اعرف صديقًا قديمًا سيسافر الليلة وينتقل الى المدينة المجاورة وقد طلبتُ منه معروفًا ان يأخذك ويوصِلك بإمان ! لتعِش يابُني كيونقسو٫أرجوك عِش بسلام هناك ولاترفض معروفي هذا ! “

إمتلأت عينيه مجددًا بالدموع وأخذت رؤيته تصبح ضبابية إلا انه تمكن من الشعور بكيونقسو يقف على قدميه وإذ به يعانق رأسه الابيض بعد ان أغرقه بالقبلات وأندى شعره الخفيف بدموعه الطاهرة٫لقد عجز كيونقسو عن الحديث لقد بدى كالطفل الذي يتواصل مع أبيه عن طريق الإحساس ببعضهما فقط٫فـ تحشرجت مرارة ألم فراق هذا المكان في يسار صدره رغم ان حديث العم لُوفان صنع تناقضًا به إذ انه أثلج فؤاده٫هنالك شخص يؤمن به٫هنالك شخص يثق به ويصِدقه ويتقبله على حقيقته ! رغم ان العم لُوفان لم يعلم قط بالشعر الاشقر عن طريق كيونقسو٫لقد كان الحدَس الذي يجمعهما معًا

وبهذا أضحى الموقف كـ بلسم شفاء جعل كل وهنٍ كسى كيونقسو يزول بلمسة العم لُوفان الدافئة الحنون٫لقد كانا يبكيان عن سعادة .

أنتبه لنفسك ياعزيزي ولاتنسى ان تفتح الحقيبة التي أعددتها لك ولاتسمح للعابرين بان يسروقها منك ! لقد حشوتها بما قد تحتاجه من طعامٍ وشراب واشياء مُهمة عليك الإطلاع عليها حالما تستقر بمسكنك الجديد

قال العم لُوفان وهو يحتضن كفي كيونقسو بين كفيه الباردة والخشنة٫لقد إنسابت نظرات مليئة بالإمتنان نحوه وقد تكررت كلمات الشكر على مسامعه أكثر من مرة إلا ان شفاه كيونقسو كانت تحتفظ بشيءٍ إضافي وإذ بـ لُوفان يقاطعه

سأعتني بالكلبة جيدًا لاتشغل بالك وأمضِ يابُني ! ساعاملها بحُب فهي ذكرى سعيدة منك وانني لمؤمن بانك ستعود إلي مجددًا ياعزيزي وستراها بأحسن حال مع ابنائها الجراء وفي المقابل سيسُد هذا من فراغي و وحدتي

أبي٫شكرًا لك

تحدث كيونقسو بعبق تلك الكلمة الحُلوة التي رسمت إبتسامة مُهتزة على ثغر العجوز حينما بدأت تلك العربة تبتعد٫لقد ناداه أبي ! وما أجمل تلك الكلمة من شابٍ بارٍ وطاهر مثل كيونقسو ! ٫لطالما تخيل العم لُوفان حياته لو كان كيونقسو هو أبنه الحقيقي لكان سيّكتفي من عطايّا هذه الحياة ولكانت السعادة هي من حفرت ملامحه بدلًا من الإرهاق الذي يغلب محياه بسبب كثرة همه وتفكيره بابناءه الجحّودين٫لقد كانت أُمنية صادقه ولعّله تمنى له الكثير من الامور التي تيّسر حياته ولكنه لايستطيع الإحتفاظ بكيونقسو لنفسِه الى الأبد لأن الوقت قد حان ليصنع بنفسه أبواب قدره الجديدة.

سنصِل بعد يومٍ ونصف لذا إرتح بالخلف وأحصل على الراحة وحالما نتوقف ليستريح الخيل سابلغك ايها الرفيق

قال الرجل بنبرةٍ مُسالمة جعلت من قلب كيونقسو يطمئن له ليفعل ما أمره به ويريح رأسه على خشب العربة وقد بدأ بإسترجاع جملة العم لُوفان الأخيرة

الحياة مشرقة ومظلمة في آن واحد ٫مضاءة بنور القمر ومغلفة بنفس الوقت بظلام المصائب

لقد بدى هذا الموقف مألوفًا له .

جزئية مُفاجئة !

أتمنى اكون كشفت كل شيء غامض بما اني لاحظت الأغلبية في الجزء الاخير ما قدروا يفهموا شيء لذا كتبت جاهدة لإيضاح كل شيء والأهم انها كانت اول جزئية دسمة أكتبها وبواصل على نفس هذا المقدار لكونه مُفضل بالنسبة لكم على ما أعتقد🌟

اسعدوني بتعليقاتكم التي تسارع بنزول بقية الأجزاء ✨

مُمتنة لكل من يواصل القراءة.

12 فكرة على ”Golden curse | Part 6

  1. Kyungie😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 i’m sooo sad 😞😞 i love it onni perfect amazing beautiful part😍😍😍😍😍😍😍💞💞💞💞💞💞💞💞💞 you are😎😎😎😎😎😎😎 i’m sooo exciting to what Will happen to kyungie fighting👊👊👊🙌🙌🙌🙌🙋🙋😻😻😻😻😗

    Liked by 1 person

  2. اشعر بحزن يدفئ قلبي ، لم يخالجني هاذا الشعور قبلاً ، لا اعلم ان كنت احببته ام لا لكنه غير مؤذي اعتقد .
    شخصية كيونقسو حقاً مذهله ، كيف لشخص بهاذا النقاء ان يعيش بينهم ؟ لما لم يردوا له إحسانة بإحسان ؟ لما بنو البشر لا ينفكون عن التصرف بدنيوية ؟ اتمنى ان يحاط باشباه العم لوفان مستقبلاً انه يستحق ان يعامل بحب ودفئ وإحسان لا ان يعامل بجحود وإساءة 💔
    ” بأسم عائلتي الملكية وكعضوٍ خارجي مؤثر قد تعاون مع البلاط الملكي لهذه المدينة أكثر من مرة أُعطي حق الأمان لهذا الشاب وسيبقى تحت حمايتي أنا اللورد سيهون٫من يجرؤ على الإقتراب منه ليضع مقام انه قامَ بلمس اللورد باصابعٍ قذرة” ، عند هذه الجزئيه ايقنت انني وجدت شخصاً يستحق الحب هنا بجوار العم لوفان .
    لقد تغير كل شي في يوم واحد ، تبدل الهدوء والسلام وبقي الجوع ، اتمنى ان يكون انتقال كيونقسو لمدينة اخرى بداية جديده اكثر سعاده وهدوء وسلام واقل جوعاً .
    هل يمكنك اضافة بيكهيون هنا ؟ اعتقد ان الجو العام للقصه مناسب كوجوده الا توافقينني ؟ شخصيته مناسبه كصديق يزيل رهبة الغربة عن روح كيونقسو ربما .
    شكراً لك لإستمرارك بالكتابة 💕

    Liked by 1 person

  3. ياه،غموض غموض غموض.
    أحيانا عقلي يوقف عن التفكير،أضطر أعيد قراءه من جديد عشان أستوعب الاحداث.
    سيلو راح تكون أضافه لطيفه،لكن بالنسبه لي لا.
    ياليت نركز على الكايسو فقط.
    العم لوُفان~~~~ لطيف لطيف لطيف.
    ياليت كيونغسو يزوره بالمستقبل..مع جونغ إن رُبما.
    أتمنى الكثير من الحُب لقولدن كورس🌈.
    كوني بخير.

    Liked by 1 person

  4. علقت بس شكل تعليقي مااوصل 😭💔
    البارت كالعاده جميييل
    العم لوفان 💘😭
    كلاااامه جداً مشاااعر
    سيهووون تصررفه حبيته اتمنى مايكون خلف تصرفه شئ مع ان ماظن
    علاقته مع جونغ ماتدرين تصنفينه من اي نوع من العلاقات
    كيوووونغي حبيبي الاشقرر خيررر وش ذا المعااااامله
    ابي اعرف ماضي كيونغ وليه شعر اشقر

    Liked by 1 person

  5. أعتذر حقًا لانني لم أعلق في الجزء الفائت اوه؟
    دائمًا تُبهرينني بكتابتك المُذهله الرائعه صغيرتي!
    الأحداث هذه المره حقًا مُحمسه !!
    لقد شعر بالندم يقتاتُ منه طوال مسيره فهو لم يكّف عن الضغط على نسيج شفتيه الإسفنجي بقواطعه ندمًا وأسفًا على ذرفه لتلِك الدموع الغزيرة أسفل أنظار الطفلة ريس التي شهقت بفزع وقد شَّل مشهد كيونقسو الباكي أطرافها الضئيلة رغم انه تدارك نفسه سريعًا وسارع بتهدئتها قبل ان يُداوي حزنه إلا ان ذلك الموقف قد حُفر بذاكرتها وكما يبدو فقد إحتفظت به سرًا عن الاطفال الآخرين إذ انها لم تكف عن الشرود والمُضي بعالمٍ اخر منذُ ذلك الحين.
    – وصفُك هنا مذهل اقسم لكِ!!
    الاحظ أن كُل جزء يصبح افضل من الذي يسبقه!
    سردك~؟ الشيء الذي يجعلني اعيشُ كأنني جزء من الروايه!
    و ما أوقع الرعدة في اوصاله ان تلك القبضة الرهيبة تمتد للأخذ بغطاء رأسه !
    – هنا !!!!!!!! حقًا شيء لعين لما يفعلُ هذا!!
    بِصدق انا احبُ العجوز لوفان كثيرُا..
    لايجبُ عليك الإحباط حقا، انا احبُ ماتكتبينه واحبُ كونك تمتلكين اوقات مُنظمه لتنزلي الأجزاء
    تمتلكين عقل مُبدع !~
    لذا حقًا لاتهتمين، الكثير يتجهُ نحو الروايات السخيفه لانهم يمتلكُون عقول بمُصطلحات طفُوليه، صعبٌ عليهم فهم التُحف الفنيه أبدًا
    انا وجميع من يكتبُ هنا نثقُ بقدرات كتاباتك المُدهشه، نثقُ بأنك ستكُونين أسطوره بروايتكِ هذه
    أنتِ لاتهتمي ابدًا، نحنُ من يجبُ عليه دعمكِ، نعتذر للتقصير بذلِك
    لايُمكنني تحمل عدم قراءه كِتابتك، كانها حُفرت بداخِلي؟
    بجديه لُومينت، انتِ واثقه بقدرتك المذهله بالكتابه صحيح؟
    لاتهتمي حقًا بالتعليقات، نحنُ سنوصلكِ لمُبتغاك، إتفقنا؟

    فقط أنتِ كوني بير ولاتحرمينا مِن تحفتكِ الفنيه ابدًا
    قُبلاتي لك~

    Liked by 1 person

  6. مرتي الاولي في التعليق علي رواية .. اهنيكي علي كتباتك بجد انتي اول واحدة اعلق علي اعمالها !
    لأن فعلا القصة جذبتني , اتوقع انك راح تركزي ع الكايسو في البارت الجاي ؟
    بصراحة الشئ الوحيد اللي مضايقني ان مافيه كايسو مومنت لحد الان .. غير كدة روايتك بيرفكت
    انتظرك علي احر من الجمر

    Liked by 1 person

  7. أنيوو
    مدري ليش احسها خطت جونغ ان انه يكشف كيونغ !
    وسيهون واضح انه كان عارف
    وكان يبي ينقذ الموقف !!
    وانا للان ماعرف اذا
    سيهون شخصيه شريره ولا طيبه
    و جونغ ان شخصيه شريره ولا طيبه !!
    جد عجزة استوعب مين الطيب و مين الشرير
    مع ذا متحمسه😂
    عّم كيونغ اي لوف يو
    شكراً ، فايتينغ

    Liked by 1 person

  8. رواية من أجمل الروايات، حقيقة أنها محمسة و غامضة و فكرتها جميلة جداً جداً جداً، شخصية كيونغسو الطيبة و الشهمة تعجبني جداً، إلا اني حزينة على حالته، العصور الوسطى كانت فترة صعبة مليئة بالظلم و القسوة، جونغ إنن باين عليه شخصية و عنده كاريزما، مع إني للآن مو فاهمة عليه و على شخصيته كويس، بس ءكيد بفهمها فالبارتات الجاية.
    مع إني حبيت يكون في تفاعل أكثر بين كيونغسو و جونغ إن، إلا اني أعتقد فالبارتات الجاية بيكون اللقاءات بينهم أكثر، سير الأحداث جميل و باين عليكي موهوبة جداً ما شاء الله ^^
    أنا فعلاً سعيدة إن في ناس مبدعين مثلك يكتبون أشياء جميلة تخلينا سعيدين، شكراً من أعماق القلب لمجهودك فالكتابة ❤

    Liked by 1 person

  9. نسيت أقول شي معهم xD
    كيونغسو بالشعر الأشقر يفتتتننننننن ❤❤❤❤

    شكراً على فكرتك الجميلة، أفكارك كلها بشكل عام تجنن 👏👏👏

    Liked by 1 person

  10. واو. فِعليا الحماس لهذي الرواية رهييببب !
    لساتي مصدومه من الاحداث ! تدخل خادم جونغ , وجود سيهون , العمده الجديد , العم لوفان.. لعنة الشعر الاشقر هاه 😏😏
    متحمسه كثير كثير لطِيفتي ~

    Liked by 1 person

  11. ماتوقعت ابدا كيونغ سو بينكشف بالسرعه هذي ، اول ماوصلت لتلك القبضه الرهيبه تمتد للاخذ بغطاء رأسه ، انا وقف قلبي .
    لما عرفت انه فيليوس جلست افكر اقول يمكن كاي ارسله او شي زي كذا .
    المحادثه اللي صارت بين كيونغسو والعم لوفان ابكتني صراحه لكنها كانت دافيه جدا ، انا ممتنه للعم لوفان انه ماابعد عن كيونغ سو .
    اتمنى كيونغ يبدا حياه جديده وسعيده بالمدينه الثانيه ومايصير له شي مع الطريق ، ويتعرف على اصدقاء جيدين ، ويرجع للعم لوفان ويشوف كلبته وصغارها .
    شكرا لمجهودك ي لطيفة

    Liked by 1 person

اترك رداً على Ela إلغاء الرد