VIOLET ROSES – CH7

ZWmn3E

” غداً , سيكون عليكَ أن تعيد لي حذائي في هذا المكان في نفس الوقت.”

لاتراقب شيئاً لم يعد لك .

هذا قاسٍ نوعاً ما بغض النظر عن علمنا بأنه لا يمكنُ لبشريٍ الوقوف نداً للقدر ..

الأمر قد حدث مهما حاولتُ منعه إنني فقط اتجوّل بيأس هُنا.

في كل يوم و يومٍ آخر أنا افكّر بك ألف مرةٍ في كُل ساعة .

صبيُّ سيؤول المنسي , الصبيُّ الذي لن يتعرف على ملامِح وجهِه أحد ,

الصبيُ الذي لا ينتظرُه أحد ولا يُفكّر به أحد ,

آه إنه الصبيُ الخارق للطبيعةِ بكونِه غير مرئي !

و هاهُو يسير بخطواتٍ هادِئةٍ و في قبضتِه باقةُ ورد و مربعٌ صغير مُغلّف باللون الأزرق.

الحادي عشر من مارس.

توقفتُ أمام الممرضةِ أطلُب منها اسم المريضِ الذي أزُورهُ كل عامٍ قي هذا الوقت.

وهي قد اجابتني  :  ” آه..أوه يونهو , الغُرفة 612 .”

رفعت رأسها بعيداً عن الحاسب الآلي أمامها , وقالت بينما تُصرُّ عينيها قليلاً ,

” ولكن هو يستريحُ الآن منذُ أنه قد اجرى عمليةً هذا الصباح.. ولا اعتقد أنه من الصواب ايقاظُه هل يُمكنك القدوم مرّةً أخرى؟ .”

” لا بأس انا لا اهتم إن كان مستيقظاً على أي حال , شكراً لك.”

استدرتُ و استمريتُ بالسير في ذلك الممر المؤدي لتلك الغرفه , كما افعل أكثر من مرةٍ مثل الآن ..

” 612  “

نفثتُ قبل أن اقفَ بإستقامةٍ و أفتح الباب بهدوء..

غُرفةٌ بيضاء مثيرةٌ للإستفزاز كما اخبرتني , كُنت دائماً تقُول بأنك تكرهُ المشفى أنا اسف ..هيونق .. لوضعِك في مكانٍ كهذا .

سِرتُ على الارض البيضاءِ كذلك و توقّقت مقابلاً لسريره بينما يغطُّ في نومٍ عميق.

صمت .. لم يعُد هناك شيء لأقوله

نظرتُ يميني لترسم مخيلتي باقة الورد البيضاء التي جلبتُها العام الماضي .. بُقعتها فارغه ..

لقد مضى وقتٌ طويل منذ ان ذبُلت الزهور البيضاء ..

انا اعتذر مجدداً بسبب تركي لك داخل هذه الغُرفة البيضاء المليئة بالأجهزهه .

لم يكن بيدي أي حيلةٍ مطلقاً

أخي .. قلبي حزينٌ جداً

مالخطأ الذي ارتكبتهُ بإعتقادك؟ انا فقط أردتُ أن أحظى بحياةٍ هادئه

هل تعتقد بأنني كنتُ أطالبُ بكنوز الكون لكي أُمنع من الحصول عليها ؟

و ها هُو ميلادك يأتي لأشتُم مجدداً .. النظر لوجهِك النائم يؤلمني بحقّ..

ابتسمتُ و أنا كغُصن شجرةِ الأربعةِ الآف و الثمانمئةِ عاماً الضعيف.

و بهدوءٍ و دون أي أصواتٍ كما تفعلُ أيامي دائماً ..

وضعتُ باقة الورد محلّ وردِ العام الأبيض و تلكَ الهديّة الصغيرةُ المغلفه.

قلتُ بينما اركز في وجهِه مجدداً,

” هيونق .. أنت تبلي حسناً .”

لقد رأيتُك مجدداً  و بكيت.

” لا تستسلم أوه؟ هذا المرضُ اللعين لن يتمكّن منك.. أنت اقوى من ذلك .. أنت اقوى مني ايضاً.. أنت مُذهل !!! “

بدأ الإرتجاف يُهاجم صوتي

إنه الانذارُ بالتراجع ..

” اراك لاحقاً , عِدني بأن تصمُد ؟.”

قلتُ و ارتجف الخنصر حين لمس الخنصر الآخر ..

سحبتُ يدي بشكلٍ سريع و استدرتُ لأخرُج ,

 ” المعذره..”

توسّعت عيناي بشكل كبير و انتفض قلبي , كنت أريد أن اخرج … كان يجب عليّ ان اخرج ..

لكنني مثل المغفّلِ احكمُ بيدي على مقبضِ الباب و أصارعُ من أجل ان تستجيب قدماي لي و تُخرجني من هُنا ..

” من أنت ؟ … ” 

سمِعتُه يسألُ من أكون ولم أكن مضطراً للبقاء حتى استمع لهذا ,

ليس وكأن النظر لوجهِك المريض مؤلم بما فيه الكفايه ؟…

شعرتُ بأجفاني تتطابق و سيلٌ صغيرٌ من المياهِ المالِحةِ يشقُ طريقهُ على وجهي ,

ضغطتُ على المقبضِ بقوّةٍ وسحبتُه نحوي

 بمجرّد ان قمتُ بفتح الباب اصتدم كتِفي بكتف بالممرضةِ المسؤولةِ عنه ,

كانت متفاجئةً ولكنها لم تتمكّن من النظر الى وجهي بعد , توقّفت خارج الغرفةِ بينما ظهري كان مقابلاً لها ..

” المعذره…”

” لقد كان يبحثُ عنك .. هل يمكنك الذهاب اليه بسرعه ؟ .. “

استجابت لي و اخبرتني انها سوف تفعل , اغلقت الباب خلفها و اتكأتُ أنا بظهري عليه ..

” اوه صباح الخير سيد يونهو .. كيف حالك ؟.”

” انا هُنا من أجل تغيير الأغطيه تعاون معي من فضلك ..”

” جميل من أين اتت باقة الورد هذه ؟ لقد قُمت بفتح الصندوق الصغير بالفعل.”

“اجل .. يبدو بأنهُ مفتاحُ دراجةٍ ناريّه … آخر .. لا اعلم كيف علم أنني احب الدراجات النارية انا لم اخبر احداً .. ايضاً لقد كنت اعيش لوحدي.”

” عظيم !!! أنت لديك الكثير من هذه المفاتيح بالفعل , أتسائل من يقوم بإرسالِ هذه الهدايا كل عام ؟ لابد و أنه شخصٌ جيد .”

” بالتأكيد .. أتمنى رؤيتهُ يوماً ما.”

,

التاسعةُ مساءً..

و صبيُّ سيؤول المنسيُّ لا يزال يتجوّل..

نظرتُ لساعةِ معصمي , نفثتُ دون اهتمامٍ ليس وكأن هنالك ما انتظرُه او ينتظرُني..

” لقد وجدتك!”

صوتٌ دافئ كان ملتصقاً بظهري , أعتقد ؟

استدرت بحاجبين معكّرين في تساؤل, فإذا بي انظر للوهان يقِف خلفي تماماً بينما يلهثُ وكأنهُ كان يجري اميالاً دون توقف..

” هل كُنت تتبعني؟..”

قال ولا يزالُ يلهث ..

” أنت .. أنت شخصٌ رائع أوه سيهون!!!.”

بصوتٍ عالٍ و قُرع شيءٌ في داخلي ,

” هاه؟.”

قلتُ لا مبالياً بغض النظر عن الارتعاش الذي اصاب قلبي , لقد اعتدت أن اكون جليداً .. ولكن شيئاً ما يريد ان يخرج ..

” ذلك الشخص.. قال بأنهُ لا يعرِفُك.”

قال بحاجبين و ملامح مكسورةٍ فعلاً , و اوشك على البُكاء بأنفاسه المتباعده و شكلهِ الذي يُرثى لهُ بسبب ركضه الطويل, شعرُه لم يكن بحالٍ جيدةٍ ايضاً..

اغلقت عيناي و استدرت ..

” هذا ليس من شأنك.”

كنتُ اخطو للأمام ولم افكر في التوقف , ولكن العواطف التي جمدتُها قد تحكّمت بي اليوم , ولا اعمل كيف ذابت؟ …

” أكان عائلتك ؟…”

نعم , لقد علقتُ لا استطي التحرك..

” أعلم..هذا قاسٍ جداً لذلك أن شخصٌ قوي..”

بدأتُ اشعُر بضربٍ داخل صدري , رفاقي لم يتحدثوا بداً عن نسيان عائلاتهم لهم , الجميع يرى الأمر حساساً جداً ليتمّ لمسه, لذلك نُحافظ على المنا بكل ما أوتينا..

ولكنها المرّة الأولى التي يضغُط فيها شخصٌ على جُرحٍ ملتهب..

” لما كُنت تتبعني!!!.”

صرختُ دون ان التفت مواجهاً لوجهه..

” أنا.. لقد هجرتني أُمي.”

قال بصوتٍ مُهتز و شهقاتُ بكاءٍ لم يستطع ايقافها , إنهُ طفلٌ يتألم..

فتحتُ عيناي مُركزاً , لما يُهمني جديثه ؟ لما اريد ان اعرف سبب هجرِ أمه له ؟ لما اريد ان اعرف لما يتذكرها حتى الآن؟

هي حتى لا تستطيع العوده.. لما لا يزالُ يتذكّر..

” إنهُ مرٌ جداً, أن يتمّ التخلي عنك من قبل سبب وجودِك في هذا العالم.”

” المكانُ قاسٍ جداً لأتكفّل بأمري فيه لوحدي.”

أنا ايضاً أعاصر القسوة , أنا ايضاً اعيش لوحدي.

” لقد اعتدتُ ان اكون وحيداً و كبيراً هكذا.. لقد اعتدتُ على نفسي فقط.. “

” تعلم ؟ لقد تمنيت أن يُحضر لي شخصٌ ما باقة وردٍ في يوم ميلادي حتى و إن لم استطع ان اتذكّر من يكُون , أو ان لم استطع النظر في عينيه ولو لمرّةٍ واحده.”

” أنت تفعل هذا سيهون… أنت تفعل هذا لأحدهم… لقد اخبرتني الممرضة ان احدهم يترك باقة وردٍ كل عامٍ في غرفة المريض 612 .. هي لم تعلم بأنهُ أنت لكنني رأيتك.”

إنهُ يبكي كمطرٍ غزيرٍ في أحد ليالي الشتاء..

” شخصٌ هكذا لا يمكنهُ قتل أحد…”

استدرتُ فأنا لم استطع البقاء هادئاً بينما هُو يبكي..

رأيتهُ يغطّي عينيهِ بذراعه بينما يقفزان كتفاهُ الصغيران..

” أنا آسف..”

ولكن علامَ تتأسف ؟ أن لم تفعل شيء

” أنا آسف نيابةً عن هذا العالم السيء..”

” أنت تشبهني جداً…..”

قلتُ بصوتٍ ساخر بينما اسير متجهاً نحوه ,

” توقّف عن البكاء .. ثم أنني لستُ جيداً كما وصفتني.”

ابعد ذراعهُ عن عينيهِ المنتفختين و وجهِه المحمر المُبتل..

” لا أنت جيدٌ جداً لهذا أنا احبك أوه سيهون!!!.”

قال غاضباً مثل طفلٍ لا يرضى أن تقوم بإهانةِ بطله المفضّل ,

ولكن مهلاً .. هل حظيتُ بإعترافٍ منذ قليل ؟

” لهذا أنا … “

” أعني..”

لقد إزداد احمرارُ وجهه , و هاهو يتحرك بإرتباك و كأنهُ يبحثُ عن شيءٍ يخفيهِ عني..

” أعني .. أنا اريد حمايتك.. لا اريدك أن تتأذى.. فقط..لم اكن اعني…”

جفل حينَ اوقفت حركتهُ بوضعِ يدي البارِدة على جانِب وجهِه الأيسر ,

وسّع عينيه بينما يركّز في عيني..

” أنت سيء في الاعتراف..”

ضحكتُ بعفويّه ,

ولكنني غرقتُ بعدها في وجهِك الباكي , انقذني انني لا أعرف كيف اسبح ؟

لقد بدوتُ جميلاً في خضمّ بكائك..

عاد كل شيء للحركةِ حين رنّ هاتفي, التقطتهُ بشكلٍ سريع و استدرت بعض الخطوات بعيداً عن لوهان..

” أجل ؟ رقم 5 يتحدّث.”

” إشارةٌ حمراء , لقد تم العثور على العينةُ الرابعة وهي تحاول الفرار يجب أن تأتي حالاً.”

آه تباً… لما حدث ذلك الآن ؟؟؟؟

اغلقتُ الهاتف وكنتُ على وشكِ تركِ ذلك الطفل الباكي خلفي,

لكنني استدرتُ قبل أن ارحل ..

” قد لا أكون الشخص المناسب.. ولكن إن عُدت الى هُنا مجدداً.. هل ستحاول حمايتي؟.”

قلتُ بينما يحدّق بي في كومٍ من الاسئله , اومأ بملامحِه المبعثرةِ جراء البُكاء…

و ابتسمت براحةٍ لم اشعر بها منذ سنواتٍ مضت,

وهي أن هنالك أحداً ما يُساندني من ورائي.

 ” أراك لاحقاً … لوهان الباكي.”

  • 6 اشهر –

( بيون بيكهيون )

أن تطلُب مساعدةً من أحدهم كان بمثابة التنفس تحت الماء..

أنا لا ابالغ بالنسبة لي , لستُ اعلم عن بقيّة عقول البشر , ولكنني افضّل الذبول على طلبِ العون , لذلك انا دائماً أعاني

اقنعتُ نفسي مع مرور الوقت بأنني لن استطيع العثور على مُنقذي , أو بتعبير اكثر منطقيّه : لم يتمكّن البشر بالفطرةِ من حماية بعضهم.

كنتُ أحدّثُ نفسي بينما أغرِسُ المقشّة على عُشبِ المزرعة الريفية التي لم افارقها منذ ستة أشهُرٍ مضت.

مالذي حدث ؟ لا شيء غير أنني استسلمت ,

استسلمتُ للهدوء و العيشِ بسلام , بالفناء و الإبتعاد عن شوشرةِ البشر المزعجه , النظرُ للسماء في الليلِ و الصباح , أن لا أسمع شيئاً و أن لا انتظر احداً.

قمتُ بمسحِ عرق جبيني بعدُ ان انهيتُ عملي و وضعتُ المقشّة جانباً , سِرتُ بتكاسلٍ بينما أُمدّدُ اذرعي في الهواء تحت اشعّة الشمس الحاره .

بابُ المنزل النائِي مفتوحٌ نصفه , دفعتهُ بقوّةٍ اكثر لأُبعد الاحجاز و الاخشابِ التي تعيقني , والتي وضعناها في حالِ اكتشافِ احدٍ لمكاننا ,

البروفيسور لا

يخرُج غالباً , ولكنني احببتُ أن اعتني بهذه المزرعةِ لأنني عاطلٌ عن العمل ؟

” الم أخبِرك ان تتوقف عن ذلك بيكهيون ؟.”

تحدّث بينما يقف امام بابِ دورةِ المياه وكُنت اقوم بغسلِ وجهي ,

” أُحبّ هذا.”

التفتُ انظر اليه بوجهٍ مبلل , و ابتسمت

” انه اقصى ما استطيعه , لأعتقد بأنني إنسان.”

لا زِلتُ انساناً , انساناً تمّ العبثُ به .. حتى اصبح غريباً عن الطبيعه.

كتّف ذراعيه بعد ان ارخى قُبّعتهُ لتغطي نصف وجهه ,

” مخزونُ الطعام لدينا قد انقضى , سوف أذهُب الى البلدة المجاورة و سأعود عن الغروب.”

استدار و قبل ان ترتسم ابتسامةٌ كبيرةٌ على وجهي هو التفت مجدداً بسُرعه ,

” و “

” إياك. “

” أن “

” تخرج “

” بيون بيكهيون … !!! “

قوّستُ حاجباي ,

” أوه ولما عليّ ذلك ؟ أين سأذهبُ على أي حال ؟ تشه. “

قلّص عينيهِ قليلاً في استنكارٍ لإجابتي و خرج, أما انا عُدت انظر الى المرآة.حيث أرى وجهي كاملاً.. وضعتُ كفي على عيني الُختلفة بينما ابتسمت..

لقد مرّ زمنٌ طويل منذ ارتديتُ ضمادتي اخر مرّه..

أنا هُنا أحرر نفسي, لم اعد كما كُنت مطلقاً ..

احاول ان اعيش؟

او رُبما لأنني اعلم بأنهُ لا يمكنُ لأحدٍ ان يراني هُنا.. لم أعُد خائفاً ولا يجدُ ربي اخفاءُ عيني في المقام الأول خوفاً من أن يُعيبها أحدهم , انني غير مرئيٍ تقريباً ..

وقد احتجتُ ان اكون هكذا منذ … وُلدت.  

أدفعُ الباب الى الداخل بقوّت بيرة حتى اتجاوز الأحجار الموضوعة هُنا , و تتسلل اشعة الشمس بعدها إلى عيني ..

السير بدون خوفٍ على التُربةِ الذهبيةِ في طريقٍ تحُفّهُ الأعشاب الخضراء بينما يتسربُ الهواء داخل ثُقوبي , هو كُل ما أُحب.

الجدّةُ لم تأتي الى هُنا بعد ؟

سألتُ نفسي حينما كنت أجلس على أطراف اصابعي مقابل النهر الصغير في هذه القرية.

اعتدتُ منذ عدّة أشهرٍ مضت أن التقي بعجوزٍ تُحبُّ ان تقوم بجمع الرُمّان من إحدى الاشجار هُنا.

توقّف عن اللعب في الأرجاء بيكهيون .

لا تسبب المشاكل.

أنت لا تستمع لي مؤخراً..

يبو انك تعاني من فرطِ حركةٍ دعني اقوم بفحصك؟

ارجوك .. لا تجعل احداً يراك هُنا.

كُن حذراً للمرة الألف بيكهيون كُن حذراً !!

فكّرتُ في كل مايقوله لي البروفيسور كل يوم .. مرّرتُ اصبعي على سطحِ المياهِ الشفافةِ بضجرٍ بينما أزمُّ شفاهي .

لما هو حريصٌ جداً هكذا ؟ بغض النظر عن انني أُعد هارباً من تلك المستوطنةِ التي يدعونها بالثقب الأسود إلا انني بعيدٌ جداً الآن .. بعيدٌ عنهُ ايضاً..

نظرتُ بتركيزٍ على عيني المُختلفةِ في انعكاس صورتي على المياهِ الشفافة.

وصوتٌ يتردد في رأسي كل يوم قال :

” عينك جميلة.”

“أوه أعينُ باردة مجدداً.”

أغلقت كِلتا عينيّ .

لقد تسائلت , مالذي  حدث معك بعد أن رحلت ؟

هل كُنت بخير ؟ أنا لم أعد قادراً على النظرِ الى عينيك مجدداً.. أو

أن أخبرِك بأنني أريد الهرب معك بعيداً خلف النجوم ..

 أو أن أطُلب منك الإبتعاد عني و عدم الإقتراب مني مجدداً لأنك معتوه..

كنتُ أنعمُ في سلامٍ مع أفكاري حتى انطلق صوتٌ قويٌ لطلقِ نارٍ قريبٍ مني جعلني أجفلُ و أقِف  مُرتعباً بأعين واسعةٍ جداً ..

التفتُ في كلّ إتجاهٍ لأرى مصدر الصوتِ لكنني فشِلتُ بسبب توتري الكبير و اضطرابِ بصري تلك اللحظة , ازداد طلقُ النار طلقاتٍ متتالية

حتى بدأت أركُضُ في إتجاهٍ لا أعلم إن كنتُ أقُودني فيه إلى حتفي .

كانت أطرافي ترتجف , كنتُ أخاف ان اموت الآن..

أم أنهُ هل سيتم القبض عليّ ؟

الصوت قريبٌ جداً..هل عثروا على البروفيسور .. ؟

هل كان يحاول الهرب لذلك اطلقوا النار ؟

هل عثرو علي ؟

بالكادِ كُنت اجمعُ أنفاسِي بينما تعرقل سُرعتي سنابِل القمحِ الطويلةِ جداً..

و بسببِ إرتباكي و ضياع فِكري في ذلك الوقت لم أنتبِه مُطلقاً لما يكُون أمامي , ما كان يجِب أن انزلق في تلكِ اللحظةِ حيثُ أنني لم استطع ايقاف جسِدي عن السقُوط و الوصولِ الى منحدرٍ غير واضحٍ منذ البداية .

فُرصةُ النجاة كانت ضئيلة , أنها معدومة بتعبيرٍ أدق .. فلا يمكنني ابداً ايقاف جسدي من الإنزلاق السريع ..

كل ما كُنت آملُه هو ان يكون المنحدرُ قصيراً أو ان اقع على شيءٍ ليس بصُلب…

أقدامِي عانقتِ الهواء و فردٌ من أحذيتي قد وقع أراهُ دون أن يقع جسدي خلفه…

رفعتُ رأسِي ببطءٍ حين أدركتُ بأن معصمي معلقٌ بين أصابع أحدِهم مغطاةٌ بالقفاز ..

في تلك اللحظةِ أجفاني كانت ثقيلةً جداً لتُزاح عن عيني , و سطوعُ الشمسِ الذي غطّى وجه هذا الشخص في بادئ الأمر بدأ يتسلل إلى الجانِب الآخر حتى أستطيع النظر الى شعرِه بنيّ اللونِ و نصفِ وجهه ..

استطعتُ التغلّب على سيطرةِ أجفاني على رؤيتي , و نسيتُ تماماً كوني معلقاً على جُرفٍ خطرٍ حين أوقعتُ بصري على عينيك التي اعتادت أن تُثني على جمالِ عينيّ..

بارك تشانيول

كُل ما يصدأ في عقلي الآن , وكل ماتراهُ بصيرتي

إنهُ هو لا ريب في ذلك.

سحب يدي بقوّةٍ و ارتفع كُل جسدِي ليرسو على الأرض بسلام , تنفس بصعوبةٍ بسبب الجهد الذي بذلهُ في محاولة رفعي بينما يجلس أمامي متكئاً على اذرعِه خلف ظهره ,

” يبدو أنك اكتسبت مزيداً من الوزن خلال الستة أشهر الماضيه.”

كان من المفترض أن اخاف منهُ الآن , لكنني كنتُ متحولاً إلى قطعةِ جليد لا تتنفس و أجلس على رُكبي أحدّق فيه , هل هو حقيقي ؟ أم انني كُنت أفكر بك كثيراً حتى اصبحتُ أتوهمك ؟..

” هل أنت بخير ؟..”

قال و لكنني لم أجد الكلمات .. أنا فعلاً لا اتجاهلك إنني غير قادرٍ على النطق بعد..

كانت شفاهِي ترتجف دون صوت.

“آه.. لقد فاجئتُك.”

ابتسم , إنهُ هو حقاً.. بارك تشانيول..

ولكن لما تأتي إلي من جديد حينما كنتُ على وشكِ البدء من جديد خالياً منك؟.

صوتُ طلقِ النارِ مجدداً .. ومن ثمّ فزعتُ أغلق كلتا أذناي..

يمناي تخلّت عن حماية أذني حين قام بسحبها إليه و نظر إلي بجديّة ,

” توقف عن كونك جباناً إنهم قُطّاع طُرق.”

قُطاع طُرق؟

لقد خفت منهم .. ولا زلت خائفاً ..

أنا لستُ جباناً لا تنعتني بذلك , فإنني لم أخف منك حيثُ أنك أخطرُ ما يمكنُ أن أواجه , بل شعرتُ بالأمان مع خطري المُحدق.

لهذا لن أكون يوماً جباناً..

إبتسم بعد أن أطلق عليّ هذا الوصف.

” لا تخف.”

قال و من ثمّ توقّف يسحبُ ذراعي خلفهُ و يحاول التخفي بين سنابِل القمح و فعلتُ المِثل.

كانت هناك شجرةُ كبيرةٌ في الجانِب الآخر , إختبئنا خلفها كلانا,

يضع ظهرهُ عليها بينما يُسندُ ظهري على صدرِه, استطيع الشعور بأصواتهم قريبةً منا,  لقد تشبثتُ دون أن اعلم بقميصهِ الأبيض , وضعَ يدهُ على يدي التي تشدُّ عليه ,

” أخبرتُك..لا تخف.”

قام بسحبِ نفسه ليتخلص من التصاقه بالشجرةِ و يتركني خلفها وحدي.

” أوي..”

قال يستهدُف رجالاً ضِخاماً, التفت الجميع إليه بينما كنتُ أراقِب عن بُعد.

” أنا لا اريد الخوض في نزالٍ لأنني قد اقدم على قتلكم , لذلك دعونا نمضي في سلام؟.”

قهقه معظمهم و بحوزتهم مسدساتٌ و أسلحةٌ أخرى.

” سلام ؟ يا رجال أحضروه إلى هُنا حياً أم ميتاً .”

لم اعلم لما كنتُ افكر في الهر اليه و الهب به بعيداً..

كنتُ على وشكِ فعل ذلك ولكن اطلاق النار قد سبقني , وسّعتُ عيناي بتفاجئٍ حين حاوط جسد تشانيول حاجزٌ غير مرئيٍ أوقع الرصاصة على الأرض ..

حدّق الضخام في فزعٍ لعدم تمكنهم من قتله ..

” هل هو انسان ؟..”

ذلك كُل ما استطعت سماعه من اكثر من شخص في ذلك لوقت.

و بسرعةٍ تذكرت حديثاً اخبرني به البروفيسور منذ مدّه.

“مجموعةٌ من الصبيةِ لكل واحدٍ رقمٌ معيّن , على سبيل المثال أنت رقم اربعه بيكهيون , إنكُم ضد الرصاص و الحريق .. ولكلّ واحدٍ جزءٌ من جسدِه يشكّل طاقةً معيّنه..”

ذلك ما تحدّث عنه ؟ تبادر الى ذاكرتي ايضاً حادثة قتل لي تيمين.. حيثُ أنني لم اصب بأذى حين أطلق النار علي..

اولئك المسلحون انهالو بطلقات نارٍ سريعةٍ عليه لكنهُ لم يتأذى مطلقاً..

إنهم يتراجعون بأشكالٍ منتفضة , وكل مايتبادر الى عقولهم اسئلةٌ مثل :

هل هو شبح  ؟ كائن فضائي؟

لا هُو ليس كذلك , إنهُ شخصٌ بلا حيلةٍ فقط

لم يختر هذا الطريق بمحض إرادته , صدقني إنهُ لطيف .. لكنهُ

خُلق في الجانب المأساوي فحسب

هذا الشخصُ البائس يتلفتُ بإبتسامةٍ مغلقةٍ ثم يُظهِر اسنانه بإبتسامةٍ عريضه ,

” رأيت ؟ لقد هربو لم يكن هناك داعٍ لكل هذا الخوف.”

ترجّلت بعض الشيء و ابعدتُ يدي عن الشجرةِ

و قُمت بالعبورِ فوق تسارعِ نبضي المزعج و تسببُ في ألمٍ أكبر

بينما أخدعهُ بأعين لا تُحب رؤيتهُ الآن.

” لقد اشتقت اليك.”

إنهُ بقوم بكسري, إنهُ ينحتُ حول أقدامي حتى لا أستطيع الوقوف مجدداً.

” كيف عثرت علي ؟ .”

قلتُ اخيراً بعد ان ظننتُ بأنني لا املك صوتاً بعد اليوم ..

” أنت لم تعُد تضع الضماده , أُحب هذا.”

شددتُ قبضتي و كنتُ على وشكِ الصراخ في وجهه , أو ربما البكاء.. كنت بنفسي لا اعرف مالذي يجري بداخلي , كل ما اعرفهُ هو أن قلبي يتمزّق.. ولا اعرف السبب..

” أوه إنتظر !!!.”

قال بتفاحئٍ وكأنّ مشكلة كبيرةً وقعت!

شعرتُ بالغرابة و فهمتُ بأنهُ ينظُر الى قدمي , قام بنزعِ فردةِ حذائِه بينما لا يزالُ واقفاً و من ثمّ اقترب مني و جلس على رُكبةٍ واحدةٍ بينما يضعُ حذائهُ امام قدمي..

لوهلةٍ شعرت بأن الشمس تحتضنني و أن وجهي يغلي ..

؟؟؟؟؟؟

رفع رأسهُ ينظرُ بضجر ,

” ساعد نفسك.!!!”

قال بصوتٍ مرتفعٍ و غاضب نوعاً ما و بسرعةٍ رفعتُ قدمي احشو الحذاء بها بينما انخفضتُ كي ارتديها بشكلٍ مناسب..

بحقّ الإله مالذي يحدث؟

كان عليّ ان اتسائل بشأن شيءٍ آخر , وهو لماذا استطيعُ أن أُسمع الأشجار و الطيور و الأنهار و الشخص الذي أمامي صوت قرعِ قلبي حين تلامست اصابعنا ؟ ..

كنت على وشكِ ربط حذائِه الذي يرتديه لكنهُ سبقني…

وبقيتُ أحدّق به , شعرُه البنيّ الداكن و أذناهُ الكبيرتان.. لقد مرّ وقتٌ طويل… بالنسبة لي

رفعَ رأسهُ بعد أن أتمّ ربط الحذاء و ابتسم بخفّه ,

” غداً , سيكون عليكَ أن تعيد لي حذائي في هذا المكان في نفس الوقت.”

قال ثمّ توقف لتتبعه عيناي و لا ازالُ جالساً , تحرّكتُ بسرعةٍ و توقّفت بينما أرى ذلك الطويل يسير مبتعداً عني عدّة خطواتٍ بقدمٍ واحده..

” بارك تشانيول!!!”

صرختُ بإرتباك, و إسم رنّ على لساني بشكلٍ غريب, منذ أني اعتدتُ ان اردده في ذهني وحسب, لي فقط.. لكنّ آخراً يسمعهُ اليوم .. وهو الشخص ذاته..

توقّف دون ان يتلفت,

“أنت…”

على ماذا كُنت اقدم على قوله ؟

هل أتيت للقبض علي ؟

هل ستقتلني ؟ أم انك ستقتل البروفيسور؟

هل ستبلغهم بمكان وجودي؟

هل ستحاول اقناعي بالعودة الى ذلك المكان؟

لا .. انا لم اسأل أي من هذه .. بالرغم من أنها كل مايدور في رأسي الآن.. إلا أنني

سألت ماكان باطناً في اعماق قلبي , و كنتُ بذاتي لم أتوقع أن اقوله..

” هل سترحلُ هكذا فقط ؟ .. “

لقد بحثتُ عنك في صوتي ,

هل سوف تستدير إن ناديتُك؟

إن ناديتُ مجدداً , هل سيكون أنت من يلتفتُ إلي ؟

لقد بدا كل شيءٍ في العالم يُشبهك..

مرّ غشاءٌ من الصمت , أنا و هو و غُروب الشمس..

لقد بحثتُ عن صوتِك في كل يوم..

” سأكتفي برؤيتك بخيرٍ اليوم, اراك غداً.”

هل سوف امسك بك مجدداً ؟

أنت تكذِب لن تعُود ؟

ولكن لما ترحُل بهذه البساطة ؟ أم أنك تريدني أن أصرُخ في الأرجاء و اضحك بصوتٍ عالٍ كالمجانين بينما أحاول العثُور عليك بين ظُهور الناس ؟

لقد أجابني الغُروب و غشى بأجفانِ الليل على كل شيء..

تلك الفردةُ استمرت برفقتي بدلاً عنك حتى وصولي الى المنزل.. ليظهر البروفيسور المرعوبُ في أمرِه حينُ قُمت بفتحِ الباب و الدخول الى المنزل.

” بحقّ الرب أين كُنت بيون بيكهيون !!!!”

صرخ في غضبٍ عارم , ولكنني كُنت أبكي قبل ذلك بنصفِ ساعه ,

أمعَن النظر في ردائِي الموشك على أن اصفه بالممزق و الغُبارِ الذي يُغطي نصفي ..

” ولكن… مالذي حدث…؟؟؟ “

 ” هل كان يتبعُك أحد ما ؟؟. “

” هل تأذيت ؟؟؟.”

لفظ سؤاله الاخير بينما يركّز يديهِ على كتفاي و ينظر إلى كُل جسدي ,

” لقد وقعت.. “

” أنت تكذب.”

قال بنفسٍ واحد..

” لقد وقعتُ في مكانٍ مُظلم..كُنت خائفاً.. لقد ظننت انني سأموت.”

كان لا يزال في هلعٍ من أمرِه , تقدّمت خطوتين و وضعتُ رأسِي على كتِفه ,

” مالعمل ؟.”

ماذا إن لم يعُد ؟

” ماذا كان سيحدث إن لم استطع الخروج؟”

هل كان سيأخذني معه و نهرب سوياً؟

” ماذا لو بقيتُ وقتاً طويلاً في الظلام؟”

و إن لم تُشرق الشمس بعد ذلك ؟

7 أفكار على ”VIOLET ROSES – CH7

  1. 😍😍😍البارت جميل
    كالعاده مبدعه ❤❤
    البروفيسور ذا ينرفز ايش علاقته في بيك وليش مايبغاه يطلع للعالم 😢
    كلب خله يروح مع تشانيول
    بس انصدمة تشان ماتآذى من الرصاص و حتى بيك وسيهون
    اكثر واحد مسكين هو لوهان ايش ذنبه 😭

    روايتك جميله لاكن الروايه الثانيه اجمل فيه حماس اكثر تشبه اول روايه قريتها لك الهارب 😍

    بنتظارالبارت الجاي واعرف انه راح يطول كثير ع مال ينزل 😢
    بس مو مشكله ننتظرك ❤💋

    إعجاب

  2. البارت رقم ٩ مب ٧ اوني
    البارت على حال يخقق
    اخيرا جا تشانيول وصارت مومنتات تخقق
    مرررررا سعاااااادة
    ابي يقول بيك لتشان يهرب ☹💖

    إعجاب

  3. كالعادة ميدرو تتحفني ، بس ابى اتخيل الحوارات و الاحداث اللي تدور في عقلك كيف ؟ ، كل مرة تبهريني اكتر .
    شفتي اش سويتي ؟ خليتيني اترك البارت و اتكلم عنك ، اتوقع انه غير عادل !

    بيك قاعد يحاول يتعايش و يتقبل وضعه ، و قاعد يربط الحقائق والخيوط .
    حالته صعبة جدًا .
    و في نقطة بقولها ، احسك لما تكتبي تكتبي عن كل موقف ممكن مر عليكي و تستخدمي خيالك عشان يكون شي مو متوقع انه يتكلم عنك ، و عن شي متعلق فيك .
    اش تعليقك على كلامي ؟

    إعجاب

  4. كالعاده ~ كُتلة اِبداع الله يحمِيكِ 😌✋
    البارت مرهه جميللل 😩 متحمسهه كثير للتشانبيك وكل الاسئله اللي فِبال بيك فِبالي كمان 😞😳

    بالانتظار لطيفتي ,~

    إعجاب

  5. وووووه وانا حسبت انهم بيمسكوا بيك خلاص هففف كويس انهم بص قطاع طرق واخيييرا ظهر تشان اههه كانه يقول لبيك مهما حاولت تروح بعيد انا مثل ظلك 💞💞
    كمان صراحة ذاالبروفيسور زودها اوووف ودي اقتتتتله خلاااص ياخي ادري انه يخاف ع الولد بس خلاص خف حبتييين
    سيهون مره زعلت عشانه شيء مؤلم تكون منسي من اقرب شخص لك مؤلم و بشدة حياتهم عبارة عن تضحيات مؤلمة
    ولوووهان اعترررف ووووه من الجيد انه شاف الجزء الجيد من اوه سيهون افضل من انه يظلمه
    ذحين شكل تشان وسيهون راح يعصوا الاوامر اشم ريحة عصياان وووه
    البارت جمييل مررره وابداع كالعادة استمري ياجميلة وانا بانتظار البارت القادم

    إعجاب

أضف تعليق