” غداً , سيكون عليكَ أن تعيد لي حذائي في هذا المكان في نفس الوقت.”
لاتراقب شيئاً لم يعد لك .
هذا قاسٍ نوعاً ما بغض النظر عن علمنا بأنه لا يمكنُ لبشريٍ الوقوف نداً للقدر ..
الأمر قد حدث مهما حاولتُ منعه إنني فقط اتجوّل بيأس هُنا.
في كل يوم و يومٍ آخر أنا افكّر بك ألف مرةٍ في كُل ساعة .
صبيُّ سيؤول المنسي , الصبيُّ الذي لن يتعرف على ملامِح وجهِه أحد ,
الصبيُ الذي لا ينتظرُه أحد ولا يُفكّر به أحد ,
آه إنه الصبيُ الخارق للطبيعةِ بكونِه غير مرئي !
و هاهُو يسير بخطواتٍ هادِئةٍ و في قبضتِه باقةُ ورد و مربعٌ صغير مُغلّف باللون الأزرق.
الحادي عشر من مارس.
توقفتُ أمام الممرضةِ أطلُب منها اسم المريضِ الذي أزُورهُ كل عامٍ قي هذا الوقت.
وهي قد اجابتني : ” آه..أوه يونهو , الغُرفة 612 .”
رفعت رأسها بعيداً عن الحاسب الآلي أمامها , وقالت بينما تُصرُّ عينيها قليلاً ,
” ولكن هو يستريحُ الآن منذُ أنه قد اجرى عمليةً هذا الصباح.. ولا اعتقد أنه من الصواب ايقاظُه هل يُمكنك القدوم مرّةً أخرى؟ .”
” لا بأس انا لا اهتم إن كان مستيقظاً على أي حال , شكراً لك.”
استدرتُ و استمريتُ بالسير في ذلك الممر المؤدي لتلك الغرفه , كما افعل أكثر من مرةٍ مثل الآن ..
” 612 “
نفثتُ قبل أن اقفَ بإستقامةٍ و أفتح الباب بهدوء..
غُرفةٌ بيضاء مثيرةٌ للإستفزاز كما اخبرتني , كُنت دائماً تقُول بأنك تكرهُ المشفى أنا اسف ..هيونق .. لوضعِك في مكانٍ كهذا .
سِرتُ على الارض البيضاءِ كذلك و توقّقت مقابلاً لسريره بينما يغطُّ في نومٍ عميق.
صمت .. لم يعُد هناك شيء لأقوله
نظرتُ يميني لترسم مخيلتي باقة الورد البيضاء التي جلبتُها العام الماضي .. بُقعتها فارغه ..
لقد مضى وقتٌ طويل منذ ان ذبُلت الزهور البيضاء ..
انا اعتذر مجدداً بسبب تركي لك داخل هذه الغُرفة البيضاء المليئة بالأجهزهه .
لم يكن بيدي أي حيلةٍ مطلقاً
أخي .. قلبي حزينٌ جداً
مالخطأ الذي ارتكبتهُ بإعتقادك؟ انا فقط أردتُ أن أحظى بحياةٍ هادئه
هل تعتقد بأنني كنتُ أطالبُ بكنوز الكون لكي أُمنع من الحصول عليها ؟
و ها هُو ميلادك يأتي لأشتُم مجدداً .. النظر لوجهِك النائم يؤلمني بحقّ..
ابتسمتُ و أنا كغُصن شجرةِ الأربعةِ الآف و الثمانمئةِ عاماً الضعيف.
و بهدوءٍ و دون أي أصواتٍ كما تفعلُ أيامي دائماً ..
وضعتُ باقة الورد محلّ وردِ العام الأبيض و تلكَ الهديّة الصغيرةُ المغلفه.
قلتُ بينما اركز في وجهِه مجدداً,
” هيونق .. أنت تبلي حسناً .”
لقد رأيتُك مجدداً و بكيت.
” لا تستسلم أوه؟ هذا المرضُ اللعين لن يتمكّن منك.. أنت اقوى من ذلك .. أنت اقوى مني ايضاً.. أنت مُذهل !!! “
بدأ الإرتجاف يُهاجم صوتي
إنه الانذارُ بالتراجع ..
” اراك لاحقاً , عِدني بأن تصمُد ؟.”
قلتُ و ارتجف الخنصر حين لمس الخنصر الآخر ..
سحبتُ يدي بشكلٍ سريع و استدرتُ لأخرُج ,
” المعذره..”
توسّعت عيناي بشكل كبير و انتفض قلبي , كنت أريد أن اخرج … كان يجب عليّ ان اخرج ..
لكنني مثل المغفّلِ احكمُ بيدي على مقبضِ الباب و أصارعُ من أجل ان تستجيب قدماي لي و تُخرجني من هُنا ..
” من أنت ؟ … ”
سمِعتُه يسألُ من أكون ولم أكن مضطراً للبقاء حتى استمع لهذا ,
ليس وكأن النظر لوجهِك المريض مؤلم بما فيه الكفايه ؟…
شعرتُ بأجفاني تتطابق و سيلٌ صغيرٌ من المياهِ المالِحةِ يشقُ طريقهُ على وجهي ,
ضغطتُ على المقبضِ بقوّةٍ وسحبتُه نحوي
بمجرّد ان قمتُ بفتح الباب اصتدم كتِفي بكتف بالممرضةِ المسؤولةِ عنه ,
كانت متفاجئةً ولكنها لم تتمكّن من النظر الى وجهي بعد , توقّفت خارج الغرفةِ بينما ظهري كان مقابلاً لها ..
” المعذره…”
” لقد كان يبحثُ عنك .. هل يمكنك الذهاب اليه بسرعه ؟ .. “
استجابت لي و اخبرتني انها سوف تفعل , اغلقت الباب خلفها و اتكأتُ أنا بظهري عليه ..
” اوه صباح الخير سيد يونهو .. كيف حالك ؟.”
” انا هُنا من أجل تغيير الأغطيه تعاون معي من فضلك ..”
” جميل من أين اتت باقة الورد هذه ؟ لقد قُمت بفتح الصندوق الصغير بالفعل.”
“اجل .. يبدو بأنهُ مفتاحُ دراجةٍ ناريّه … آخر .. لا اعلم كيف علم أنني احب الدراجات النارية انا لم اخبر احداً .. ايضاً لقد كنت اعيش لوحدي.”
” عظيم !!! أنت لديك الكثير من هذه المفاتيح بالفعل , أتسائل من يقوم بإرسالِ هذه الهدايا كل عام ؟ لابد و أنه شخصٌ جيد .”
” بالتأكيد .. أتمنى رؤيتهُ يوماً ما.”
,
التاسعةُ مساءً..
و صبيُّ سيؤول المنسيُّ لا يزال يتجوّل..
نظرتُ لساعةِ معصمي , نفثتُ دون اهتمامٍ ليس وكأن هنالك ما انتظرُه او ينتظرُني..
” لقد وجدتك!”
صوتٌ دافئ كان ملتصقاً بظهري , أعتقد ؟
استدرت بحاجبين معكّرين في تساؤل, فإذا بي انظر للوهان يقِف خلفي تماماً بينما يلهثُ وكأنهُ كان يجري اميالاً دون توقف..
” هل كُنت تتبعني؟..”
قال ولا يزالُ يلهث ..
” أنت .. أنت شخصٌ رائع أوه سيهون!!!.”
بصوتٍ عالٍ و قُرع شيءٌ في داخلي ,
” هاه؟.”
قلتُ لا مبالياً بغض النظر عن الارتعاش الذي اصاب قلبي , لقد اعتدت أن اكون جليداً .. ولكن شيئاً ما يريد ان يخرج ..
” ذلك الشخص.. قال بأنهُ لا يعرِفُك.”
قال بحاجبين و ملامح مكسورةٍ فعلاً , و اوشك على البُكاء بأنفاسه المتباعده و شكلهِ الذي يُرثى لهُ بسبب ركضه الطويل, شعرُه لم يكن بحالٍ جيدةٍ ايضاً..
اغلقت عيناي و استدرت ..
” هذا ليس من شأنك.”
كنتُ اخطو للأمام ولم افكر في التوقف , ولكن العواطف التي جمدتُها قد تحكّمت بي اليوم , ولا اعمل كيف ذابت؟ …
” أكان عائلتك ؟…”
نعم , لقد علقتُ لا استطي التحرك..
” أعلم..هذا قاسٍ جداً لذلك أن شخصٌ قوي..”
بدأتُ اشعُر بضربٍ داخل صدري , رفاقي لم يتحدثوا بداً عن نسيان عائلاتهم لهم , الجميع يرى الأمر حساساً جداً ليتمّ لمسه, لذلك نُحافظ على المنا بكل ما أوتينا..
ولكنها المرّة الأولى التي يضغُط فيها شخصٌ على جُرحٍ ملتهب..
” لما كُنت تتبعني!!!.”
صرختُ دون ان التفت مواجهاً لوجهه..
” أنا.. لقد هجرتني أُمي.”
قال بصوتٍ مُهتز و شهقاتُ بكاءٍ لم يستطع ايقافها , إنهُ طفلٌ يتألم..
فتحتُ عيناي مُركزاً , لما يُهمني جديثه ؟ لما اريد ان اعرف سبب هجرِ أمه له ؟ لما اريد ان اعرف لما يتذكرها حتى الآن؟
هي حتى لا تستطيع العوده.. لما لا يزالُ يتذكّر..
” إنهُ مرٌ جداً, أن يتمّ التخلي عنك من قبل سبب وجودِك في هذا العالم.”
” المكانُ قاسٍ جداً لأتكفّل بأمري فيه لوحدي.”
أنا ايضاً أعاصر القسوة , أنا ايضاً اعيش لوحدي.
” لقد اعتدتُ ان اكون وحيداً و كبيراً هكذا.. لقد اعتدتُ على نفسي فقط.. “
” تعلم ؟ لقد تمنيت أن يُحضر لي شخصٌ ما باقة وردٍ في يوم ميلادي حتى و إن لم استطع ان اتذكّر من يكُون , أو ان لم استطع النظر في عينيه ولو لمرّةٍ واحده.”
” أنت تفعل هذا سيهون… أنت تفعل هذا لأحدهم… لقد اخبرتني الممرضة ان احدهم يترك باقة وردٍ كل عامٍ في غرفة المريض 612 .. هي لم تعلم بأنهُ أنت لكنني رأيتك.”
إنهُ يبكي كمطرٍ غزيرٍ في أحد ليالي الشتاء..
” شخصٌ هكذا لا يمكنهُ قتل أحد…”
استدرتُ فأنا لم استطع البقاء هادئاً بينما هُو يبكي..
رأيتهُ يغطّي عينيهِ بذراعه بينما يقفزان كتفاهُ الصغيران..
” أنا آسف..”
ولكن علامَ تتأسف ؟ أن لم تفعل شيء
” أنا آسف نيابةً عن هذا العالم السيء..”
” أنت تشبهني جداً…..”
قلتُ بصوتٍ ساخر بينما اسير متجهاً نحوه ,
” توقّف عن البكاء .. ثم أنني لستُ جيداً كما وصفتني.”
ابعد ذراعهُ عن عينيهِ المنتفختين و وجهِه المحمر المُبتل..
” لا أنت جيدٌ جداً لهذا أنا احبك أوه سيهون!!!.”
قال غاضباً مثل طفلٍ لا يرضى أن تقوم بإهانةِ بطله المفضّل ,
ولكن مهلاً .. هل حظيتُ بإعترافٍ منذ قليل ؟
” لهذا أنا … “
” أعني..”
لقد إزداد احمرارُ وجهه , و هاهو يتحرك بإرتباك و كأنهُ يبحثُ عن شيءٍ يخفيهِ عني..
” أعني .. أنا اريد حمايتك.. لا اريدك أن تتأذى.. فقط..لم اكن اعني…”
جفل حينَ اوقفت حركتهُ بوضعِ يدي البارِدة على جانِب وجهِه الأيسر ,
وسّع عينيه بينما يركّز في عيني..
” أنت سيء في الاعتراف..”
ضحكتُ بعفويّه ,
ولكنني غرقتُ بعدها في وجهِك الباكي , انقذني انني لا أعرف كيف اسبح ؟
لقد بدوتُ جميلاً في خضمّ بكائك..
عاد كل شيء للحركةِ حين رنّ هاتفي, التقطتهُ بشكلٍ سريع و استدرت بعض الخطوات بعيداً عن لوهان..
” أجل ؟ رقم 5 يتحدّث.”
” إشارةٌ حمراء , لقد تم العثور على العينةُ الرابعة وهي تحاول الفرار يجب أن تأتي حالاً.”
آه تباً… لما حدث ذلك الآن ؟؟؟؟
اغلقتُ الهاتف وكنتُ على وشكِ تركِ ذلك الطفل الباكي خلفي,
لكنني استدرتُ قبل أن ارحل ..
” قد لا أكون الشخص المناسب.. ولكن إن عُدت الى هُنا مجدداً.. هل ستحاول حمايتي؟.”
قلتُ بينما يحدّق بي في كومٍ من الاسئله , اومأ بملامحِه المبعثرةِ جراء البُكاء…
و ابتسمت براحةٍ لم اشعر بها منذ سنواتٍ مضت,
وهي أن هنالك أحداً ما يُساندني من ورائي.
” أراك لاحقاً … لوهان الباكي.”
-
6 اشهر –
😍😍😍البارت جميل
كالعاده مبدعه ❤❤
البروفيسور ذا ينرفز ايش علاقته في بيك وليش مايبغاه يطلع للعالم 😢
كلب خله يروح مع تشانيول
بس انصدمة تشان ماتآذى من الرصاص و حتى بيك وسيهون
اكثر واحد مسكين هو لوهان ايش ذنبه 😭
روايتك جميله لاكن الروايه الثانيه اجمل فيه حماس اكثر تشبه اول روايه قريتها لك الهارب 😍
بنتظارالبارت الجاي واعرف انه راح يطول كثير ع مال ينزل 😢
بس مو مشكله ننتظرك ❤💋
إعجابإعجاب
البارت رقم ٩ مب ٧ اوني
البارت على حال يخقق
اخيرا جا تشانيول وصارت مومنتات تخقق
مرررررا سعاااااادة
ابي يقول بيك لتشان يهرب ☹💖
إعجابإعجاب
كالعادة ميدرو تتحفني ، بس ابى اتخيل الحوارات و الاحداث اللي تدور في عقلك كيف ؟ ، كل مرة تبهريني اكتر .
شفتي اش سويتي ؟ خليتيني اترك البارت و اتكلم عنك ، اتوقع انه غير عادل !
بيك قاعد يحاول يتعايش و يتقبل وضعه ، و قاعد يربط الحقائق والخيوط .
حالته صعبة جدًا .
و في نقطة بقولها ، احسك لما تكتبي تكتبي عن كل موقف ممكن مر عليكي و تستخدمي خيالك عشان يكون شي مو متوقع انه يتكلم عنك ، و عن شي متعلق فيك .
اش تعليقك على كلامي ؟
إعجابإعجاب
كالعاده ~ كُتلة اِبداع الله يحمِيكِ 😌✋
البارت مرهه جميللل 😩 متحمسهه كثير للتشانبيك وكل الاسئله اللي فِبال بيك فِبالي كمان 😞😳
بالانتظار لطيفتي ,~
إعجابإعجاب
وووووه وانا حسبت انهم بيمسكوا بيك خلاص هففف كويس انهم بص قطاع طرق واخيييرا ظهر تشان اههه كانه يقول لبيك مهما حاولت تروح بعيد انا مثل ظلك 💞💞
كمان صراحة ذاالبروفيسور زودها اوووف ودي اقتتتتله خلاااص ياخي ادري انه يخاف ع الولد بس خلاص خف حبتييين
سيهون مره زعلت عشانه شيء مؤلم تكون منسي من اقرب شخص لك مؤلم و بشدة حياتهم عبارة عن تضحيات مؤلمة
ولوووهان اعترررف ووووه من الجيد انه شاف الجزء الجيد من اوه سيهون افضل من انه يظلمه
ذحين شكل تشان وسيهون راح يعصوا الاوامر اشم ريحة عصياان وووه
البارت جمييل مررره وابداع كالعادة استمري ياجميلة وانا بانتظار البارت القادم
إعجابإعجاب
تشانبيك جميييييييييييييييييييييييييييييييلييييييييييين
إعجابإعجاب
كمليها ☹️💔💔💔💔
إعجابإعجاب